
لحسن والنيعام
لا تزال أسرة أحمد لشهب في دوار “الطواهر السفلى” بجماعة “أولاد الزباير” القروية بإقليم تازة، تستعين بالشموع لمحاربة ظلمة لياليها، وحدها وسط عشرات المنازل بالدوار، يقول رب الأسرة لـ”الأخبار”، قبل أن يضيف بأن رئيس الجماعة رفض أن يستجيب لطلباته المتكررة لاعتبارات مرتبطة بنشاطه الجمعوي واختياراته التي لا تتماشى مع توجهات رئيس الجماعة الذي ينتمي إلى حزب الاستقلال.
وحكى طفلاه، اللذان لا يتجاوز عمرهما 12 سنة، أنهما يضطران لمراجعة وحفظ الدروس وإنجاز التمارين تحت ضوء الشموع. وقالا إنهما يحلمان أن يستيقظا يوما ويجدا منزل أسرتهما قد تم ربطه بالكهرباء، كما هو الحال بالنسبة لباقي الأسر. ودفعت هذه القضية العشرات من أبناء المنطقة إلى تنظيم زيارة تضامنية للأسرة المتضررة، واختاروا الليل، وأشعلوا في هذه الزيارة عشرات الشموع في بيت المتضرر، للتعبير عن استنكارهم لهذه السياسة الجماعية التي تتناقض وتوجهات عمل القرب، وخدمة المواطن المحلي كيفما كانت اختياراته. وأشار المتضرر إلى أن قائد المنطقة قد سبق أن وعده بحل المشكل، لكن دون جدوى. ولا يزال ينتظر الرد على مراسلات سبق أن وجهها لعامل عمالة الإقليم حول هذه القضية.
وقال، في رسالة قرر توجيهها إلى وزير الداخلية، إنه سبق له أن تقدم بطلب ربط منزله بشبكة الكهرباء والماء الصالح للشرب، وحصل على الترخيص بتاريخ 14 مارس من نفس السنة، إلا أنه لم يستفد من ذلك رغم برنامج التوسعة، بناء على التصميم المعد لذلك، بخلاف رئيس الجماعة، المستفيد الوحيد الذي قام بربط معصرته بشبكة الكهرباء، يضيف المشتكي. وحكى لوزير الداخلية بأن أسرته تعاني من حالة نفسية صعبة، خاصة وأن كل الجيران استفادوا من الكهرباء والماء باستثناء منزله، “وكأنني ارتكبت ذنبا أستحق عليه العقاب”، يسرد المتضرر، قبل أن يقول:”أعيش وأسرتي في الظلام وعلى الشموع منذ ثلاث سنوات مضت”.
وتحدث رئيس الجماعة القروية “أولاد الزباير”، في بلاغ له، على أن المعطيات التي قدمها المتضرر تحمل “العديد من المغالطات”. لكن توضيحات الجماعة لم تفصل في هذه “المغالطات”، واكتفت بالحديث عن برامج مستقبلية لتزويد منازل “تغافل” عنها الإحصاء بالماء والكهرباء. وقالت إنها “تعمل جاهدة من أجل تغطية حاجيات جميع الساكنة” التابعة لها، “دون استثناء” و”خصوصا الماء الصالح للشرب والكهرباء”. وذهبت إلى أن مصالحها قد عمدت في الشطر الثاني لهذه العملية إلى إحصاء “المنازل التي تم إغفالها” في الشطر الأول، وتم إعداد دراسة تقنية من المكتب الإقليمي للماء الصالح للشرب والكهرباء، وتقدم رئيس الجماعة بطلب إلى المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لتمويل هذه العملية. أما تزويد هذه المنازل بالكهرباء، فقد أجل إلى سنة 2019، يشير رئيس الجماعة، دون أن يتحدث عن قضية المواطن المتضرر الذي أجبر على الإستعانة بالشموع، لوحده دون باقي أسر الدوار.





