شوف تشوف

الافتتاحيةالرئيسيةسياسية

طوفان بنكيران

 

أطلق عبد الاله بنكيران على اجتماع المجلس الوطني لحزبه شعار «طوفان الأقصى»، والحقيقة أن جزءا من هذا الشعار له نصيب من الصحة، فبدل طوفان الأقصى كان الأولى أن يسمي برلمان «البيجيدي» اجتماعه بـ«طوفان بنكيران»، وذلك بالنظر لمخلفات طوفان حكومة حزبه الذي لازال، بعد عشر سنوات عجاف، يجرف الأخضر واليابس.

والحقيقة أن بنكيران غادر الحكومة بمعاش سبعة ملايين في الشهر وترك الوطن وسط طوفان حقيقي نؤدي جميعا ثمنه إلى اليوم، فما حدث من احتجاجات وإضرابات غير مسبوقة في التعليم تركة ثقيلة خلفتها حكومته التي لغمت البلد بقنابل اجتماعية في مجال التعاقد والاقتطاع من التقاعد والإجهاز على الحق في الإضراب من خلال عدم إخراج القانون التنظيمي للإضراب وقانون النقابات في ولايته كما ينص على ذلك الدستور.

لكن أخطر طوفان تركته حكومة بنكيران هو تعريض المغاربة للعطش وعدم حماية أمنهم المائي، ففي عهد صاحب الطوفان أقبرت كل المشاريع التي أطلقها الملك في إطار الاستراتيجية الوطنية للماء والتي انتهى بها المطاف في أدراج مكاتب الوزراء، ولو أن حكومة بنكيران قامت بكل ما هو مطلوب منها في إطار السياسة المائية لما وجدنا اليوم أنفسنا أمام سيناريوهات مخيفة تتجه نحو قطع الماء على صنابير المغاربة.

لا ننسى أن بنكيران، الذي يتبجح اليوم بحقوق الإنسان ويتباهى بمطالبة الملك بالعفو عن الصحافيين المسجونين، سكت عن ذلك لما تم اعتقالهم في عهده، بل أغلق فمه طيلة ترؤسه للحكومة واليوم يحاضر في الحقوق، فلو كانت لديه ذرة من المسؤولية لوظف منصبه الدستوري في زمانه بدل محاولة لعب دور البطولة الوهمية اليوم.

بالفعل لقد ترك بنكيران وحزبه وراءهما طوفانا مدمرا، وما خروجه اليوم لشن هجوم على اتفاقية التطبيع سوى وجه آخر من أوجه تناقضات ونفاق هذه الشخصية السياسية التي لا تستقر على حال. فبعد توقيع زميله سعد الدين العثماني على الاتفاق الثلاثي، خرج بنكيران ينافح عن التوقيع ويبسط مبررات الدولة المغربية لاتخاذ هذا القرار الاستراتيجي، وحينما شعر بالعزلة السياسية القاتلة خرج ليركب مرة أخرى على مصالح استراتيجية الدولة لكسب نقاط انتخابية.

طوفان بنكيران ظهر جليا في تقريره أمام المجلس الوطني لحزبه، حينما بعث بطوفان اتهامات خطيرة، فأن يتهم رئيس حكومة سابق خلفه رئيس الحكومة الحالي بشراء الأحزاب والنقابات والجرائد، كلام قد يكون مقبولا في إطار السجال السياسي الشعبوي الذي ألفناه من بنكيران، لكن أن يصل به الأمر إلى اتهام رئيس الحكومة بالضلوع في مؤامرة ضد الوطن وتوقيف قطار حكومة بنكيران التي كانت ستذهب بالمغرب بعيدا، فهذا كلام كبير وخطير يستوجب مساءلة صاحبه لكي يقدم حججه ودلائله، غير ذلك سنكون بالفعل أمام طوفان من العبث السياسي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى