
أكادير: محمد سليماني
فارقت سائحة سويسرية الحياة أخيرا، بمدينة أكادير، متأثرة بمضاعفات عضة كلب ضال، بحيث لم تشفع التدخلات الطبية لإنقاذ حياتها.
واستنادا إلى المعطيات، فإن السائحة السويسرية كانت توجد بمنطقة تغازوت السياحية شمال مدينة أكادير، حيث تعرضت لعضة وصفت بأنها بسيطة من قبل كلب ضال كانت تلهو معه. ومباشرة بعد ذلك، اتجهت نحو المركز الصحي بالمنطقة، حيث تلقت حقنة ضد داء السعار، إلا أن حياتها استمرت في التدهور يوما بعد يوم، إلى أن فارقت الحياة، قبل أيام.
وتعيد هذه الواقعة إلى الواجهة حوادث مماثلة عرفتها مدينة أكادير والجماعات الساحلية التابعة لها، الأمر الذي يضرب في العمق تشجيع السياحة، وخصوصا الخارجية. فقبل أيام قليلة فقط، تعرضت شابة لعضة كلب ضال، وسط شاطئ أكادير، ما تطلب نقلها على وجه السرعة إلى المركز الاستشفائي الحسن الثاني، لتلقي مضادات داء السعار. وقبل ذلك، تعرض مسن لعضات بالغة من كلب ضال بكورنيش أكادير، ما تطلب نقله إلى قسم المستعجلات بالمركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثاني، لتلقي العلاجات الضرورية. وكان المسن يسير بالشريط الساحلي، فإذا بكلب ضال يباغته وينهشه، قبل أن يتدخل بعض المارة، لإنقاذه من مخالب الكلب الضال.
يذكر أن ظاهرة الكلاب الضالة تحولت إلى مشكل يؤرق الجميع، بل أصبح كابوسا يقض مضجع السياحة الداخلية والخارجية، بعدما تعرض مواطنون كثر وأجانب لعضات كلاب ضالة منتشرة بكثرة في الشوارع والأزقة والشواطئ.
وما يبين الخطر الكبير للكلاب الضالة، بمدينة أكادير والجماعات المحيطة بها، أن الأرقام الإحصائية تشير إلى أن المكتب الصحي الجماعي لعاصمة سوس استقبل خلال يوم واحد 70 ضحية تعرضوا لعضات كلاب ضالة بشوارع أكادير، حيث إن الضحايا حلوا بالمكتب الصحي الجماعي، يوم الاثنين 21 أبريل الماضي، بعدما تعرضوا لعضات كلاب ضالة بشوارع المدينة، من أجل الحصول على أمصال مضادة لداء السعار.
ويكشف هذا العدد الكبير من الضحايا، الذين استقبلهم المكتب الصحي الجماعي، خلال يوم واحد فقط، عن مستوى المخاطر الكبيرة التي باتت تشكلها الكلاب الضالة المنتشرة بشكل كبير بعدد من أحياء المدينة، الأمر الذي أضحى يزيد من المخاوف لدى السكان والمارة، خوفا على حياتهم وعلى حياة أبنائهم.
ورغم أن مسؤولي جماعة أكادير وعدد من الشركاء قد باشروا منذ مدة طويلة عمليات إنشاء مركز لإيواء الكلاب الضالة والقطط، إلا أن هذا المشروع يسير بوتيرة بطيئة جدا، في الوقت الذي تواصل فيه الكلاب نهش الضحايا. ويمتد هذا المركز المشيد بتراب منطقة أنزا على مساحة 4,5 هكتارات، بطاقة استيعابية تصل إلى ألف كلب ضال وأزيد من 200 قطة. وتم تخصيص مبلغ يصل إلى 26 مليون درهم لإنشاء هذا المركز، الذي ستساهم فيه وزارة الداخلية بمبلغ 10 ملايين درهم، ووزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات بـ3 ملايين درهم، ومجلس جهة سوس ماسة سيساهم في المشروع بمبلغ 5 ملايين درهم، وجماعة أكادير ستساهم بمبلغ 3 ملايين درهم، فيما المبلغ المتبقي ستساهم به باقي الجماعات الترابية لأكادير الكبير، إلا أن هذا المركز لم ير النور بعد، فيما تواصل الكلاب الضالة انتشارها وتكاثرها بجل أحياء مدينة أكادير والجماعات المحيطة بها.





