شوف تشوف

الرئيسيةصحة

فقر الدم قد يكون من أعراض مرض خطير

نسرين الزياني : أخصائية في الفحص بالصدى – حاورتها : سارة مصباح
غالبا‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬الربط‭ ‬بين‭ ‬فقر‭ ‬الدم‭ ‬ونقص‭ ‬الحديد‭ ‬في‭ ‬الجسم،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة‭ ‬الصحية‭ ‬ناتجة‭ ‬عن‭ ‬أسباب‭ ‬أخرى‭ ‬تتباين‭ ‬فيما‭ ‬بينها‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الشدة‭ ‬والخطورة،‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تصل‭ ‬لدرجة‭ ‬الإصابة‭ ‬بأورام‭ ‬تارة‭ ‬حميدة‭ ‬وتارة‭ ‬خبيثة‭. ‬فكيف‭ ‬يمكن‭ ‬التمييز‭ ‬بين‭ ‬أنواع‭ ‬فقر‭ ‬الدم،‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬باقي‭ ‬أسبابه‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬نقص‭ ‬الحديد؟‭ ‬وكيف‭ ‬يتم‭ ‬العلاج؟‭ ‬أسئلة‭ ‬وغيرها‭ ‬ستجيبنا‭ ‬عنها‭ ‬نسرين‭ ‬الزياني‭ ‬أخصائية‭ ‬في‭ ‬الفحص‭ ‬بالصدى‭.‬

  • ما هو مرض فقر الدم بالنسبة لك؟
    فقر الدم هو مرض ناتج عن نقص قياس مادة L’hémoglobine ، «ليموغلوبين» التي توجد وسط الكريات الحمراء الموجود ة في الدم، والجدير بالذكر أن هذا القياس يختلف من شخص لآخر حسب السن والجنس.
  • ماهي أنواع فقر الدم؟
    هناك ثلاثة أنواع، تختلف بحسب حجم الكريات الحمراء، وكمية L’hémoglobine الموجودة في كل كرية حمراء، وبالتالي الأنواع الثلاثة لفقر الدم تتمثل في:
    • Anémie hypochrome microcytaire
    • Anémie macrocytaire
    • Anémie normochrome normocytaire
  • ما هي أهم أسباب فقر الدم؟
    يبقى النوع الأكثر شيوعا هو الأول، والذي ينتج عن النقص في قياس الحديد، أو عن الأمراض الالتهابية.
    أما النوع الثاني فغالبا ما ينتج عن النزيف الحاد أو المزمن، أو عن تدمير الكريات الحمراء.
    وفي ما يتعلق بالنوع الثالث، فينتج عن نقص في الفيتامين B12 أو الفيتامين B9، أو جراء بعض الأدوية التي تدمر الكريات الحمراء. كما أن هناك بعض الأمراض الجينية التي تصيب شكل الكريات الحمراء، ونذكر منها على سبيل المثال بعض الأمراض السرطانية، مرض thalassémie، الفشل الكلوي، وفشل القلب…
  • وأين تتجلى أعراض هذا المرض ؟
    غالبا ما يعاني المريض من تعب حاد، مع صعوبة في التنفس عند القيام بأدنى مجهود. اللون الشاحب كذلك من بين أهم أعراض فقر الدم، إلى جانب الدوار والصداع، وخفقان دقات القلب المصحوب بانخفاض في الضغط الدموي. كما يمكن أن يصل المريض إلى درجة الدخول في غيبوبة في حال تفاقم الحالة.
  • كيف يكون التشخيص؟
    يكون بواسطة فحص بيولوجي مدقق للدم، يمكن من التوجه إلى تشخيص فقر الدم، حدته وخطورته. إلى جانب بعض الفحوصات التي تمكن من التعرف على سبب فقر الدم.
    وبعد الفحص السريري العام وسرد الأعراض الكاملة التي يعاني منها المريض، يمكن التوجه لبعض الفحوصات الخاصة التي تمكن من تشخيص المرض المسبب لفقر الدم، فمثلا عند المرأة التي تعاني من نزيف دموي رحمي، لابد من البحث لديها عن أورام حميدة أو خبيثة على مستوى الرحم. وفي حال كان النزيف الدموي من الأمعاء، فهنا يكون من الضروري البحث عن احتمال وجود سرطان في الأمعاء..
  • كيف يختلف العلاج من حالة إلى أخرى؟
    بالفعل فالعلاج يختلف من حالة إلى أخرى، فعلى سبيل المثال في الحالات المستعجلة التي تنخفض فيها نسبة L’hémoglobine عن 7 نوجه المريض مباشرة للاستشفاء ليقوم بالنقل الدموي، أما في الحالات التي يكون فيها المريض بصحة جيدة، ويقوى على استحمال الأعراض، فهنا يكون لدينا الوقت الكافي لعلاج النقص في الحديد عن طريق أدوية تكون عبارة عن حبوب أو جرعات من الحديد، مع علاج المرض المسبب بطبيعة الحال. وللاستفادة من هذا العلاج على المريض أن ينضبط ببعض التعليمات الطبية التي تتمثل أهمها في ضرورة أخذ الدواء بالطريقة الجيدة والفعالة، وذلك عن طريق أخذه بعيدا عن الوجبات وبعيدا عن أدوية المعدة ومضادات الحموضة التي لا تسمح للحديد بالتفاعل بالطريقة الفعالة في الجهاز الهضمي، كما على المريض عدم التردد في زيارة الطبيب المتتبع لحالته خلال الثلاثة أشهر التي يأخذ خلالها العلاج الدوائي للتمكن من مراقبة الفحص البيولوجي. وفي حال نقص الفيتامين B12 أو الفيتامين B9، فيجب كذلك تعويضهما.
  • ما هي التغذية المناسبة لمرضى فقر الدم؟
    في حالة النقص في الحديد أو الفيتامين B12 أو الفيتامين B9، فمن المؤكد أن الحمية الغذائية المناسبة تساعد المريض بشكل كبير في العلاج، بحيث على المريض اتباع نظام غذائي يعتمد على الأغذية الحيوانية كاللحوم الحمراء والأسماك وغيرها، والأغذية التي تحتوي على نسب عالية من الفيتامين c، كالليمون والبروكلي والكيوي، كونها تساعد على امتصاص الحديد في الأمعاء، كما من الضروري التنويع في الخضر والفواكه، مع الحد من استهلاك الشاي والقهوة، خاصة بعد تناول الوجبات. وبخصوص الأشخاص المتتبعين للحميات النباتية أو النباتيين، فبما أنهم لا يتناولون الأغذية الحيوانية، فلابد من أن يكون لديهم تعويض لها خاصة فيما يتعلق بالحديد.
  • هل يكون العلاج نهائيا؟ أم يمكن أن يعاني المريض من فقر الدم مجددا؟
    العلاج لا يكون نهائيا، لهذا على المريض أن يحرص على المراقبة المستمرة والمنتظمة لحالته رفقة الطبيب المعالج من خلال القيام بشكل منتظم بالفحوصات البيولوجية.
  • هل هناك أخطار يمكن أن تترتب عن التأخر في علاج فقر الدم؟
    يمكن لعدم علاج فقر الدم خلال مراحله الأولى أن يستدعي استشفاء المريض في الإنعاش نتيجة لفقر الدم الحاد أو الغيبوبة، الأمر الذي يستلزم ضرورة نقل الدم له. دون أن ننسى الأخطار الناتجة عن الأمراض المسببة لفقر الدم، كالأورام السرطانية.
  • ما هي أهم سبل الوقاية من فقر الدم؟
    مزاولة النشاط الرياضي بشكل منتظم من الأمور جد المهمة، كون هذا النشاط الرياضي يعمل على تجديد كريات الدم الحمراء، إلى جانب ضرورة اتباع النظام الغذائي الصحي والمتنوع الغني بالحديد، مع ضرورة الاتجاه نحو الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة في حال ظهور أي من أعراض فقر الدم سالفة الذكر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى