حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرأيرياضة

قطط تأكل أبناءها

حسن البصري

 

جرت مباراة الرجاء الرياضي والكهربائيين النيجريين أمام مدرجات فارغة بسبب قرار زجري صادر عن الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، على خلفية انفلات جماهيري في مباراة الرجاء والأهلي المصري.

أدى الرجاويون فاتورة الرشق بالقارورات وإطلاق الشهب النارية، وتحويل الفرجة الكروية إلى مشهد من مناورات عسكرية فيها نار ودخان وشتائم تتطاير في ساحة الوغى. حكم قاضي الكونفدرالية بإنزال غرامة مالية على النادي المغربي ومنع جماهيره من ولوج الملعب في مباراتين.

كانت نتيجة القرار فرجة بلا طعم وركضا بلا فرجة، وضربا في الصميم لخزينة الفريق التي حرمت من عائدات آلاف الجماهير.

قبل أن يسدل الستار على بطولة الموسم الماضي، وحين كان الرجاء على مرمى حجر من اللقب، تكلم الحجر في ملعب الفوسفاط وقامت فئة من المشجعين بغارة من الحجارة على اللاعبين وعلى حكم الشرط الذي أكمل المباراة بجرح غائر.

في اليوم الموالي، صدرت عقوبة سالبة للفرجة وغرامة مالية وفقد الفريق لقب البطولة، وأطبق مسؤولوه النواجذ وضرب المدرب كفا بكف وغادر الفريق لا يلوي على شيء.

كان اللاعبون يعولون على دعم جماهيرهم، بعد فك الحصار عن مدرجات هجرتها الجماهير ببلاغ وعادت إليها ببلاغ. اعتقدنا أن الدفء سيعود إلى «الفيراج» وينتهي حكم «الويكلو» الذي جعل المباريات بلا صوت ولا طعم ولا رائحة.

لكن الشغب والعنف أصدر قراره وأصر على إجلاء المشجعين وتوجيههم إلى أقرب المقاهي لمتابعة مباريات ممنوعة من الفرجة، كما صادر بيان التوقيف احتفالا وزهوا تمطر فيه المدرجات حبا لا نارا.

على المشجعين المبشرين بالعودة إلى «الفيراج» قراءة منشورات القيادة العليا للإلتراس واستذكار أحكام دستور حركة تمارس الحكم الذاتي في الملاعب، وعلى الجميع احترام قواعد الفرجة واستخلاص الدروس من مضاعفات نكبتي الأهلي ووادي زم.

ماذا سيجني المشجعون من معاركهم الصغيرة التي تكبد فرقهم فواتير كبيرة؟

كيف يتجرعون مرارة الانكسار وهم يدفنون رؤوسهم بين أيديهم من شدة الندم على حركة في حالة غضب؟

ما الجدوى من مباراة بدون مشجعين ومن مسرحية بدون جمهور ومن فرجة أشبه بحصة تدريبية؟

في اليوم الموالي امتلأت مدرجات مركب محمد الخامس، حين استقبل الوداد ريفيرز النيجيري، لم تنتصب علامات المنع في مدخل المدرجات، انتصر الفريق المغربي بسداسية ورقص الوداديون على أنغام فوز كبير.

لكن في وقت مستقطع من المباراة، توقفت الفرجة لفاصل نشاز، حين اقتحم «مشجع» بدرجة حقوقي الملعب وأشهر منشورا يكشف فيه معاناته مع رؤسائه في العمل، اختار أن تنقل رسالة الاحتجاج على الهواء مباشرة ويشاهدها ملايين المتابعين في ربوع العالم.

أضر هذا الفتى الودادي بفريقه وأضر بالمنظمين الذين كانوا في غمرة الانتشاء بأجواء المباراة، وتبين أن القطط تصر على أن تأكل أبناءها، وأن أشخاصا يعشقون فريقهم لا يترددون في الإساءة إليه حين يتعلق الأمر بمصلحة شخصية.

في كل مباراة يصر بعض المشجعين على لفت الأنظار ولو بعملية اقتحام مفاجئة للبساط الأخضر، يرفع فيها حكم الشرط راية الإشعار، ويوقف حكم الساحة نبض المباراة، ليتفرج الجمهور على مقطع ساخر يركض فيه حراس وراء شاب اختار أن يكون نجما في دقيقة، وحين ينجح ملاحقوه في القبض عليه يغادر الملعب تحت تصفيقات الجمهور وكأنه نجم المباراة بلا منازع.

آن الأوان لإنهاء صلاحية عبارة يختفي وراءها العابثون بالفرجة، وداعا للازمة «المحسوب على الجمهور»، ففي كل عملية انفلات يتحمل المشجعون المسؤولية ولو بعدم التبليغ عمن يصر على أن يتكبد الفريق خسائر «الوي كلو».

متى ستصبح العودة الميمونة إلى المدرجات فرصة لمصالحة الذات والخصوم، والقطع مع فرجة تنتهي ببلاغ اللجنة التأديبية وبلاغ النيابة العامة وتصريح بالزيارة والدفن.

 

 

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى