
الأخبار
يعيش قطاع تربية خيول السباقات، خلال الفترة الأخيرة، على وقع تشنج غير مسبوق، بين «كبار الملاكين» من جهة، والذين يتقدمهم ثلاثة من الملاكين المعروفين، على الرغم من كون زعيمهم يقبع بسجن عكاشة، بعدما اعتادوا طيلة سنوات حصد المكافآت ومنح الدعم، وبين «صغار الملاكين» من جهة ثانية، والذين تدعمهم بشكل صريح، إدارة الشركة الملكية لتشجيع الفرس المعروفة اختصارا بـ«صوريك»، والتي تنتظر بدورها أن تقوم المصالح المعنية بوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، بالتعجيل بتفعيل المقتضيات التي جاء بها «العقد البرنامج» الذي أنهى بشكل كبير احتكار كبار الملاكين لمنتوج السباقات، واقتسام كعكة الدعم المخصص لتربية الخيول.
وبهدف تعطيل أي قرار يقضي بتنزيل خيول السباقات، سارع كبار الملاكين، قبل أسبوع، إلى تجييش أتباعهم وشركائهم، والدفع بهم من أجل تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر إدارة شركة «صوريك»، من أجل ممارسة الضغط على مدير الشركة، لإرغامه على تعديل بنود «العقد البرنامج» بالشكل الذي يتيح الحفاظ على مكانتهم ضمن قائمة المستفيدين من أموال الدعم العمومي، ومن منتوج سباقات الخيل، بعدما علم هؤلاء أن العقد البرنامج قد حدد بشكل واضح عدد الشراكات المسموح بها في مجال تربية الخيول في شراكتين فقط، على أساس أن يتم منح كل شريك 25 فرسا، وسيتم تعويض الخيول التي لم تحصل على أي مرتبة خلال السباقات بمبلغ 600 درهم عوض 300 درهم. كما نص العقد البرنامج على الزيادة في قيمة الجوائز لتصل إلى 10000 درهم عن السباقات الصغرى والمتوسطة B .C.D.E، الخاصة بصنف الخيول الإنجليزية والعربية والإنجليزية- العربية، والزيادة في عدد السباقات بنسبة 70 سباقا عن كل سنة إلى غاية سنة 2030، مع التنصيص على الزيادة في منحة الملاكين من 27 إلى 30 في المائة.
كما نصت وثيقة «العقد البرنامج» على منع ملاكي الإسطبلات المحتلة للمراكز الخمسة الأولى من المشاركة في السباقات من فصيلة E، ومنع ذوي حقوقهم بدورهم من المشاركة في هاته السباقات، حتى لا يتم التحايل على مقتضيات المنع، وهي النقطة التي أثارت غضب كبار الملاكين الخمسة الأوائل، سيما أنه تم تحديد مشاركتهم في سباقات الخيول من صنف D، على أساس أن لا تتجاوز نسبة 50 في المائة، و30 في المائة بالنسبة إلى سباقات الخيول من صنف C.
وكان قطاع تربية الخيول، وطيلة السنوات الماضية، يعيش على وقع غضب كبير في صفوف الملاكين الصغار والمتوسطين من طريقة توزيع مداخيل منتوج السباقات، المتعلقة بسباقات الخيل الذي تدبر شؤونه الشركة الملكية لتشجيع الفرس، بمعدل يتجاوز 2400 سباق سنويا، تشارك فيها السلالات الإنجليزية والسلالات العربية العريقة والسلالات الإنجليزية العربية، إضافة إلى السلالة العربية البربرية التي تشارك في السباقات الفلاحية، إذ يقدر منتوج أرباح السباقات بأزيد من 22 مليار سنتيم، الذي يمثل نسبة 3 في المائة من منتوج الرهانات، يلتهم نصف هذا الدعم ثلاثة من الملاكين الكبار، الذين تضخ في حساباتهم البنكية سنويا مكافآت منحة المولد، ومنح السباقات، في حين يعاني بقية ممتهني قطاع تربية الخيول الصغار والمتوسطين، الذين يعولون على دعم الشركة الملكية لتشجيع الفرس، وإنجاح «الرهان التعاضدي الحضري» PMU، على تشجيع وتنويع الملاكين والمربين الصغار، وليس الاقتصار فقط على ثلاثة ملاكين كبار يحتكرون القطاع، إسوة بالتجربة التركية التي استقل «pmu» التابع لها عن دولة فرنسا.





