شوف تشوف

الرأيالرئيسيةسياسية

ماذا تُريد إيران؟

 

مقالات ذات صلة

 

 

يونس جنوحي

ما الذي يربط دولة مثل إيران بالنيجر؟

هذه الأيام، يزور رئيس وزراء النيجر طهران، ووجد في استقباله نائب الرئيس، وبدا واضحا أن الصحافة في إيران لم تهتم كثيرا بالزيارة، لكن الخارجية الإيرانية حاولت تمرير بعض الرسائل مفادها أنها معنية بما يقع في النيجر بعد انقلاب يوليوز الماضي والموقف الفرنسي وعودة الاحتقان.

نائب الرئيس الإيراني يقول إنه يود تقاسم تجربة إيران في مجال العقوبات الدولية القاسية، «التي يفرضها نظام الهيمنة»، مع النيجر. وهذا التصريح، بقدر ما يبدو «كاريكاتوريا» يدعو إلى القلق، إذ لا توجد دولة واحدة في العالم ترغب في جر دولة أخرى لتصبح موضوع عقوبات دولية.

اللقاء بين المسؤولين، النيجيري والإيراني، عرف توقيع بعض الاتفاقيات، بحسب ما نشرته الصحافة في النيجر، تهم مجالات الصحة والطاقة والاستثمار، لكن لم تتضح طبيعة هذه المشاريع التي وُقعت الاتفاقيات بشأنها. وقد تكون هذه الاتفاقيات، فعلا، من تلك التي توقعها بعض الدول من باب تزجية الوقت وملء الفراغ.

وهذه مناسبة، فعلا، لننتبه إلى «موضة» الاتفاقيات التي توقعها بعض الدول. فهناك، مثلا، اتفاقيات بشأن «رفاهية» مواطني البلدين وتسهيل التنقل بينهما. لكن عند تأمل أسعار تذاكر الطيران منخفض التكلفة بين البلدين، تجد أنه لا توجد أصلا خطوط مباشرة بينهما!

رئيس وزراء النيجر قال إنه يريد بث الروح في التعاون الذي كان «خامدا» مع إيران. وحتى إذا كانت الترجمة غير موفقة في نقل ما كان يفكر فيه رئيس الوزراء النيجري وهو يتمشى فوق الزرابي الإيرانية أثناء استقباله، إلا أن العبارات المقتضبة التي أفرج عنها تكشف، فعلا، أن إيران تخطط للدخول إلى إفريقيا من شق الباب بعد أن فشلت في الدخول إليها من النافذة.

لا يمكن أبدا إغفال محاولات إيران تمويل البوليساريو عبر الجزائر. وهي الخطة التي فضحها وجود طائرات «درون» مُسيرة، إيرانية الصنع، وضعت رهن إشارة مقاتلي البوليساريو، ونجح الجيش المغربي في إسقاطها. وصلت الطائرات الإيرانية المُسيرة إلى منطقة وجود مقاتلي البوليساريو، عن طريق الجزائر، إذ لا توجد نهائيا طريقة أخرى ليتوصل هؤلاء المقاتلون، الذين يعيشون في الجزائر أصلا، بالطائرات الإيرانية.

هل تدخل صفقة «الدرون» الإيرانية في إطار التعاون؟

المخيمات التي يعيش فيها المُحتجزون في تندوف تحتاج إلى الماء والغذاء والأطعمة، وعند أول فرصة أمام سكانها، فإنهم يرحلون إلى المغرب، بل ويضعون طلبات لدى منظمة الصليب الأحمر، وبعض التمثيليات الدولية الأخرى، ليذهبوا إلى المغرب وليس إلى الجزائر أو أي مكان آخر. ومحاولة التدخل الإيراني في هذا الباب ليست إلا محاولة لتذكية الصراع وتسميم ملف الصحراء المغربية أمام المنتظم الدولي. والحمد لله أن الأمر يتعلق بتسليم طائرات «درون» لأناس يمارسون «العمل العسكري» من باب الهواية، ولا يفرقون بين العمليات العسكرية وتداريب التصويب بالبنادق لإصابة القنينات الفارغة في الصحراء، وإلا لصار موضوع توفرهم على طائرات الدرون الإيرانية أمرا مقلقا فعلا.

الإيرانيون أعلنوا منذ مدة دعمهم لكل الواصلين الجدد إلى السلطة في إفريقيا بعد الانقلابات العسكرية، خصوصا في مالي وبوركينا فاسو، ثم الآن في النيجر. وهذا يعني أن إيران تحاول دعم إفريقيا أخرى لا توجد على أرض الواقع، وإنما في مشاريع المُخططين للوصول إلى السلطة في المستقبل.

لا توجد أي روابط تاريخية ولا حتى تراكمات سياسية سابقة بين إيران وأغلب الدول الإفريقية، من شأنها أن تفسر هذا الاهتمام. عموما الاتفاقيات الموقعة وحدها كفيلة بكشف ما يُنسج وراء الستار.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى