طنجة: محمد أبطاش
كشفت مصادر مطلعة أن العشرات من محلات غسل السيارات بطنجة، باتت تتحايل على توصيات قدمتها في وقت سابق لجنة تابعة لسلطات المدينة، حول التقليص من استعمال المياه، والتقيد باستعمال الضغط الهوائي بشكل كبير، غير أن بعض هذه المحلات سارعت إلى توسيع أنشطتها لتشتغل على مدار الساعة والأسبوع، وحتى في الأعياد، في تحد واضح لتعليمات اللجنة المذكورة، التي سبق أن نبهت هذه المحلات إلى ضرورة العمل وفق شروط صارمة، حتى لا يتم إغلاقها في ظل أزمة مياه الشرب بالمملكة، والشمال خاصة.
ونبهت بعض المصادر إلى أنه أصبح من المستعجل إحصاء جل مشاريع غسل السيارات بطنجة، وذلك عبر جميع المقاطعات الأربع بالمدينة، مع التنبيه إلى ضرورة إغلاق الكبيرة منها، نظرا إلى استعمالها الكثيف لمياه الشرب، في ظل تراجع منسوب السدود محليا، مع العلم أن السلطات المختصة سبق أن قامت بهذه العملية في وقت سابق، غير أن التساقطات التي تهاطلت على عاصمة البوغاز، جعلتها تؤجل عملية الإحصاء الشامل لوقت لاحق، لتتوقف بعدها العملية. وسبق أن تقدم أصحاب المحلات بمقترحات مفادها أنهم سيلجؤون إلى استعمال بدائل كالغسل بالريح، والتقليل من المياه، حتى يتسنى أن يستمروا في العمل دون اللجوء إلى إقفال محلاتهم، لكن غالبيتهم يستعمل مياه الشرب، مما يهدد المنظومة المائية بالجهة.
للإشارة، فقد عادت أزمة مياه الشرب إلى واجهة الأحداث بطنجة، والجهة بأكملها، حيث رغم وجود نسب ملء لابأس بها بالسدود المحلية، إلا أن حلول الصيف بشكل مبكر هذه السنة، وارتفاع درجة الحرارة، أضحى معهما الاحتياج إلى الماء متزايدا، كما تعرف جل المناطق الأمر نفسه، سيما منها منطقة شفشاون، وذلك تزامنا مع بدء فصل الصيف، حيث تعرف درجة الحرارة ارتفاعا محسوسا. ومن مسببات الاحتياج المائي بشفشاون، انتشار السقي العشوائي لنبتة «الكيف»، مما يهدد سكان البوادي بشكل مستمر، حيث إن أباطرة المخدرات بهذه المنطقة لم يعودوا يكتفون بسرقة المياه الجوفية فقط، بل أصبحوا يشيدون سدودا عشوائية ليقوموا بتخزين المياه داخلها، الأمر الذي خلق منافسة محمومة بينهم لسرقة المياه وحرمان الآخرين منها، على حساب الفرشة المائية التي باتت مهددة بالنضوب.
