طنجة: محمد أبطاش
وجه السكان المجاورون لمطار ابن بطوطة بمدينة طنجة، شكايات إلى مصالح ولاية جهة طنجة تطوان الحسيمة، بغرض ما أسموه التحقيق في قضية منح رخص لمصانع بهدف إقامة مناطق صناعية لها على بعد أمتار من منازلهم، علما أن هذه الشركات هي ذات صبغة ملوثة وتحتاج إلى تفريغ المياه العادمة، مما يهدد صحتهم.
وحسب المعطيات المتوفرة، فإن الجميع تفاجأ بإزاحة مساحة خضراء عازلة، لفائدة إقامة هذه الشركات، والتي كان عرضها يبلغ حوالي 20 مترا ، كما فوجئ السكان مؤخرا بإقدام شركة على الدفع بالسياج الفاصل في اتجاه الإقامات السكنية، وفي نفس الوقت تم إعطاء الانطلاقة لبناء وحدة صناعية لم يعد يفصلها عن المباني السكنية إلا أربعة أمتار ، وهو ما يتعارض كليا مع التصاميم المصادق عليها خلال سنة 2006 تشدد المصادر نفسها، كما استغربت هذه المصادر من صمت اللجنة المختصة في البيئة والتعمير داخل جماعة اكزناية.
وأكدت مصادر من عين المكان أن الكل يتساءل عن سر هذا التحول الطارئ على مستوى التصميم المخالف لتصميم التهيئة، فضلا عن كيف تم الاستغناء عن المنطقة العازلة لفائدة المنطقة الحرة التي رخصت ببناء وحدات صناعية محاذية للدور السكنية، ويطالب المحتجون بإعادة الحالة إلى ما كانت عليه، واحترام التصميم الأصلي لحدود المنطقة الحرة وهو ما يعني الإبقاء على المنطقة العازلة وعلى الشريط الأخضر، وإبعاد المصانع عن الساكنة احتراما للتصاميم الأصلية التي يتم التحايل عليها، علما أن هذه المنطقة قد أحدثت بقرار خاطئ من الجهات المسؤولة لأن هذا المشروع قد تم إنجازه على حساب مساحة أكبر مطار على الصعيد الوطني، حيث كان مطار طنجة الدولي المطار المغربي الوحيد الذي يتوفر على ثلاث مدرجات، وكان مهيئا بالرمال وهو الأقدم، ثم أصبح مخصصا لحالة الطوارئ، قبل أن يتم إدراجه، على امتداد ثلاث كيلومترات، وكان مبنيا بالحجر الصلب، مما ساهم في التضييق على المطار الذي أصبح يعاني من ضيق المساحة المخصصة لاستقبال الطائرات، وهو ما جعل إدارته تفكر في ضم أراضي جديدة في الجهة الغربية بهدف توسيع دائرته.
