شوف تشوف

الرأيالرئيسيةرياضة

مول الباش

 

 

 

حسن البصري

 

حين حل المدرب الجزائري عبد الحق بن شيخة بمدينة مراكش، رفقة فريقه الحالي سيمبا التنزاني، قال لأحد مقربيه المغاربة بأنه سعيد بتمديد مقامه في المغرب لبضعة أيام حتى يتمكن من حضور حفل توزيع جوائز الكونفدرالية الإفريقية.

إلى هنا يبدو الخبر عاديا، لأن المدرب الجزائري كان ضمن الثلاثة المرشحين لجائزة أفضل مدرب. فجأة سيتلقى عبد الحق مكالمة هاتفية من الجزائر تدعوه لمقاطعة الحفل انسجاما مع موقف سياسي يؤمن بأن «هدم الحفلة» رهان النظام الجزائري.

حاول المدرب، الذي ارتبط بعدد من الفرق المغربية، أن يقنع محدثه بأن المقاطعة ليست حلا، لكن تبين أن القرار كان «سياديا»، وكأن الكرة محشوة بهواء الضغينة.

قيل لبن شيخة: «بمقاطعتك لحفل مراكش ستساهم في دعم جهود البلاد»، وباسم التضامن مع اللاعب الجزائري رياض محرز، حين سقط اسمه من مثلث المرشحين الكبار، وباسم «انصر أخاك منتصرا أو مهزوما»، سيغيب عبد الحق فقط لأن فريقه السابق اتحاد العاصمة  أضحى خارج خط المنافسة.

جمع بن شيخة حقيبة السفر وأعاد مفاتيح الغرفة لموظفي الفندق، استجابة لقرار المقاطعة الذي روجت له الجزائر، لتفسد على المغاربة والأفارقة عرسهم وتهدم «الحفل» على رؤوس نجوم الكاف، وعاد إلى دار السلام.

قبل أن يرتب المدرب الجزائري أوراقه، سيخرج رئيس الاتحاد الجزائري عن صمته، ويعلن رفضه دعوة حضور حفل جوائز «الكاف»، وسيشعر الكونفدرالية الإفريقية بقراره.

قال وليد صادي، في خطاب رسمي، معتمد من النظام: «قررت مقاطعة الحفل رسميا، بسبب إقصاء غير مفهوم للاعب رياض محرز ونادي اتحاد الجزائر من التنافس على الجوائز، ما حدث لا يمكن قبوله ولا يمكنني حضور حفل تم تغييب الجزائريين عنه دون وجه حق». وأضاف رئيس الاتحاد الجزائري: «أنا متضامن مع المهمشين»، ثم اختفى بعد أن مسح يديه من معول الهدم.

يعتقد الجزائريون أن المغرب هو منظم الحفل، والحال أن الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم هي «مولات العرس»، الذي يقام في مدينة مغربية أسطورية.

ما لا يعرفه رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم أن المغرب غاب سنوات عن منصات التتويج القاري، دون أن يحرض ضيوف «الكاف» على المقاطعة. لعبنا سنوات طويلة دور الكومبارس في الحفلات الكبرى، وصفقنا بحرارة على المتوجين مهما كانت جنسياتهم، دون أن نتقمص دور «هادم الحفلات»، لعبنا دور «مول الباش» في أكثر من عرس إفريقي كبير، دون أن نزرع الألغام.

عاشت الجزائر حالة استنفار قصوى، وأشعرت بعض نجوم الكرة الجزائرية بخطورة تلبية دعوة موتسيبي، فخرج اللاعب لخضر بلومي عن صمته ليتهم المغرب بالسيطرة على رئيس «الكاف» وجعله رهينة في المغرب.

كان بلومي، نجم الكرة الجزائرية، يقضي جزءا من عطلته الصيفية في ضيافة «البيتش سوكر»، ويستمتع بإقامته في «سويت» يطل على كورنيش عين الذئاب، دون أن يؤدي فاتورة إجازته السنوية.

بلومي الذي يتقدم اليوم جبهة التصدي للحفل، ويدعو للمقاطعة بل ووعد بإقناع أصدقائه بالتضامن مع الموقف الجزائري، كان قبل ست سنوات سفيرا لملف الترشيح المغربي لمونديال 2026، وقال في المغرب شعرا، بعد أن تأكد بأن السيولة المالية قد أدفأت حسابه البنكي الذي كان يعاني من الجفاف.

ليس لخضر بلومي وحده الذي أتى على الأخضر واليابس، فقد ظهرت كائنات أخرى هرولت إلى جبهة المقاطعة، أبرزها لاعب المنتخب التونسي السابق محمد السليتي، الذي تحدث عن الكولسة وتبين بأن مرافعته مجرد هلوسة، علما أنه اعترف قائلا في تصريح متداول على نطاق واسع: «أنا سلفي الفكر» فقلنا عفا الله عما سلف.

في ظل ما تقوم به جبهة التصدي للنجاح، أنصح «الكاف» بتخصيص جائزة سنوية لأفضل حاسد إذا حسد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى