شوف تشوف

الرئيسيةسياسيةشوف تشوف

نفخ الريش

في حواره مع لوفيغارو الفرنسية قال الرئيس الجزائري تبون أن بلاده قطعت العلاقات مع المغرب لكي تتجنب الدخول معه في حرب. يعني علينا كمغاربة أن نكون ممتنين للرئيس الجزائري وقائد الأركان شنقريحة لأنهما تواضعا ولم يعلنا علينا الحرب وفضلا بالمقابل أخف الضررين. ونحن نريد فقط أن نعرف متى حاربت الجزائر المغرب وانتصرت عليه؟

بل متى حاربت الجزائر أصلا خلال تاريخها القصير عدوا خارجيا لكي تتحدث عن الحرب؟

الجميع يعرف أن الحرب الوحيدة التي خاضها الجيش الجزائري كانت ضد الشعب الجزائري خلال العشرية السوداء والتي مزقت البلاد ودفعت الملايين نحو الهروب من الجزائر والتفرق في أرض الله الواسعة.

والمضحك في هذا الحوار الذي أعطاه تبون للجريدة الفرنسية اليمينية هو قوله أنه فرح لانتصارات المنتخب المغربي في المونديال، مع أن الجميع رأى كيف أن مجرد ذكر اسم المغرب في التلفزيون العمومي تسبب في إقالة مديره على الفور، وإذا كان التعبير عن الفرح بانتصارات المنتخب المغربي هو منع مرور أي خبر عن ذلك الانتصار في الإعلام الجزائري فإننا لا نعرف حقيقة كيف يكون التعبير عن الغضب.

يعتقد الحاكمون في الجزائر أنهم بإعلانهم رفضهم للوساطات التي تقوم بها دول عربية لحل المشكل بين الجزائر والمغرب فإنهم يظهرون قوتهم، والحال أنهم يفضحون ضعفهم وخوفهم من حل مشكل الصحراء.

فبفضل هذا النزاع المفتعل يصرف حكام قصر المرادية أكبر الميزانيات في تاريخ البلد على التسلح، وعندما نتحدث عن صفقات التسلح نتحدث بالضرورة عن العمولات التي تذهب إلى حسابات الجنرالات في الخارج.

إن الحرب الحقيقية التي يجيدها النظام الجزائري هي تلك التي يشنها على الشعب الجزائري وعلى أحلامه وطموحاته في أن يعيش حرا كريما على أرضه وأن يستفيد من عائدات مبيعات البترول والغاز. أما المغرب فلن تستفزه كلمات في الهواء تستعمل الحرب كفزاعة لأنه يعرف إمكانياته جيدا وليس مجبرا على نفخ الريش مثلما يصنع حكام الجزائر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى