شوف تشوف

الرئيسية

وزارة السياحة تفتح تحقيقا في عملية النصب على مئات الحجاج المغاربة

 كريم أمزيان

 

فتحت وزارة السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، تحقيقا معمقا لتحديد مسؤوليات وكالات الأسفار في حادث تنظيمي ذي صلة بظروف إيواء حجاج مغاربة، ظلّوا مدة طويلة يبيتون في العراء بعد نصب شركة سَعودية على وكالات مغربية، فوجدوا أنفسهم بدون مأوى قبل أن تتدخل السلطات المغربية لحل الأزمة.

وأعلنت وزارة محمد ساجد عبر بلاغ، عممته أول أمس (الاثنين)، أنه في الوقت الذي انطلقت فيه عملية عودة الحجاج المغاربة (2017/1438) ، التي تؤطرها حوالي 183 وكالة أسفار لفائدة 16800 حاج، فإن الوزارة أعدت حصيلة مؤقتة تفيد بأن هذه العملية لم تنطو على حادث كبير من شأنه إلحاق الضرر بسلامة وحياة الحجاج المغاربة، مشيرة إلى أنه على الصعيد التنظيمي، فإن الحادث المتعلق بمشاكل إيواء حجاج 22 وكالة أسفار، بما في ذلك 17 وكالة تنتمي إلى “النادي الوطني لوكالات الأسفار المغربية” صاحب خدمة “منتوج ميسر”، قد عكر صفو هذه العملية.

وأكدت وزارة السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، أنه تم فتح تحقيق معمق لتحديد مسؤوليات وكالات الأسفار المذكورة، لافتة إلى أنه سيتم على ضوء ذلك اتخاذ العقوبات اللازمة بشكل سريع وحازم في حق الوكالات التي قد تكون أخلت بالتزاماتها.

وأوردت الوزارة عبر البلاغ ذاته (الذي تتوفر “الأخبار” على نسخة منه)، أنها عبأت منذ وقوع الحادث، فرقا تابعة لها بعين المكان وأخرى تابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بتنسيق مع السلطات السعودية، لتأمين إقامة جميع الحجاج في ظروف جيدة ولضمان التزام وكالات الأسفار المعنية باتخاذ كل التدابير المالية والتنظيمية الضرورية المرتبطة باحترام التزاماتهما التعاقدية.

ويأتي ذلك بعدما وجد مئات من الحجاج المغاربة أنفسهم بدون مأوى، مباشرة بعد وصولهم إلى المطار في الديار المقدسة بالمملكة العربية السعودية، التي توجهوا إليها لأداء مناسك الحج، وذلك بسبب عملية النصب التي تعرضت لها أكثر من 39 وكالة مغربية، من طرف وكالة سعودية مرخصة ومضمونة من طرف هيئة الحج السعودية. وتفاجؤوا بمعيّة الشركات المغربية التي باعتهم المنتوج الممتاز للحج، باختفاء الوكيل الذي اعتمدوه هذه السنة، وتواريه عن الأنظار، تاركا إياهم يبيتون في العراء وتحت أشعة الشمس الحارقة، خصوصا أن من بينهم حجاج مسنون ونساء، لم يستطيعوا التكيف مع الأوضاع وبقوا عالقين دون أن يعرفوا أي جهة يقصدون. ووجد مرافقو الحجاج، من أصحاب الوكالات المغربية، أنفسهم في وضع محرج، بسبب وقوعهم ضحايا احتيال من طرف وكالة سعودية مرخصة ومضمونة من طرف هيئة الحج السعودية.

وأورد مصدر مطلع، أن التطورات دفعتهم إلى ربط الاتصال بوزارة الحج السعودية والنائب العام، وتدخلت جهات حكومية مغربية، مشيرا إلى أنه جرى توقيف مسؤول الشركة بمكة، وصاحب الشركة بجدة، من أجل تسوية مشكلة هؤلاء الحجاج، الذين أدوا تكاليف الإقامة وغيرها، ليجدوا أنفسهم في الأخير على أرصفة الشوارع.

وفي سياق ذي صلة، أخرجت ملفات النصب الموزعة على محاكم المغرب، مسؤولي وكالات أسفار بجهة الرباط سلا القنيطرة عن صمتهم، ودفعتهم إلى دق ناقوس الخطر والدعوة إلى تطهير وإعادة هيكلة قطاع وكالات الأسفار طبقا للنصوص القانونية، معبّرين عن أسفهم لما آلت إليها أوضاعهم وسمعتهم، وبالنظر إلى كون مهنة وكيل الأسفار أضحت مجالا خصبا لعدد من ممارسات النصب المشينة بكافة الأشكال، طمعا في مراكمة الأموال. وأبرز المسؤولون في لقاء جرى تنظيمه يوم الجمعة الماضي، أن الارتفاع المقلق في عدد عمليات النصب والاحتيال إزاء كافة أنواع المستهلكين، خاصة الحجاج وزبناء العمرة وزبناء الأسفار المنظمة، يضر بشكل كبير بصورة وكالات الأسفار، داعين إلى مكافحة وكالات الأسفار المزيفة، التي تقوم غالبا بعمليات الاحتيال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى