
يواصل الكولونيل ماجور لطفي إحسان، قائد الوقاية المدنية، سياسة الأيادي البيضاء بالجهاز الذي شهد توترات كبيرة وفضائح بالجملة خلال السنوات الأخيرة، حيث أقدم، بحر الأسبوع الماضي، على سلسلة الإعفاءات في صفوف مسؤولين بالإدارة المركزية والمصالح اللاممركزة، وسط تداول أخبار داخلية ربطت هذه القرارات بتقارير سوداء وضعت على مكتبه من طرف لجان تفتيش مختصة، رصدت اختلالات تدبيرية وصفت بالجسيمة.
مصادر «الأخبار» أكدت أن تسونامي الإعفاءات هم مسؤولا كبيرا بالإدارة المركزية مكلفا بالميزانية ومالية الجهاز، وهو برتبة مدير مركزي، جرى إعفاؤه وإلحاقه بمركز تابع للوقاية بمقر البرلمان.
ومقابل التكتم الكبير حول الأسباب الحقيقية التي عصفت بالمسؤول المركزي من أهم منصب بالقيادة العليا للجهاز، تظل الفرضية الأرجح هي أن الكولونبل ماجور لطفي الذي حظي بثقة الملك بعد إعفاء الجنرال بوسيف قبل أشهر، وقف من خلال مساعديه على تقصير واختلالات لم يتم الكشف عن طبيعتها في تدبير أهم قسم بالقيادة العليا للوقاية المدنية، علما أن المسؤول المعفى تربع لسنوات عديدة على كرسي منصب كبير لا يقل أهمية عن قسم الميزانية والمالية وهو قسم المعلوميات والوثائق. ويعتبر إعفاؤه، حسب مصادر الجريدة، نهاية مسلسل التخلص من أتباع الحرس القديم، بعد إعفاء العشرات من المسؤولين الذين عمروا على رأس مسؤوليات مركزية بقطاع الوقاية المدنية على مدى عقدين من الزمن.
تسونامي الإعفاءات امتد إلى عمالات وقيادات إقليمية، كان أولها القيادة الإقليمية بالصويرة التي أعفي قائدها، بعد أقل من سنة على تعيينه بها، في إطار حركة جزئية أجراها الكولونيل ماجور لطفي مباشرة بعد تعيينه، حيث أخرجه من المصالح المركزية بالرباط صوب القيادة الإقليمية بالصويرة، قبل أن تلاحقه لعنة الإعفاء وتعصف به من جديد بدون مهمة صوب جهة الرشيدية .
كما أقدم المسؤول الأول عن جهاز الوقاية المدنية على إعفاء القائد الإقليمي بإفران من مهامه وإلحاقه بدون مهام بالقيادة الجهوية فاس مكناس، وقد تم تعيين الكومندار القائد الإقليمي بالحاجب خلفا له بايفران، فيما سيخلف هذا الأخير في منصبه كومندار كان يشغل مهمة نائب القائد الإقليمي بنفس المدينة، وتم تعيين رئيس مركز الوقاية المدنية بقرية با امحمد على رأس القيادة الإقليمية بمكناس، فيما تم تعيين القائد الإقليمي بتاونات على رأس مركز قرية با امحمد بنفس الإقليم، وعينت القيادة العليا القائد الإقليمي بفاس على رأس القيادة الإقليمية للوقاية المدنية بتاونات.
وكانت إعفاءات مماثلة قد طالت، في منتصف شهر دجنبر من السنة الماضية، أقطابا بالإدارة العامة للوقاية المدنية بالرباط، حيث شملت ثلاثة مسؤولين كانوا مكلفين بإدارة أقسام مركزية جد مهمة، وتعتبر قطب الرحى بجهاز الوقاية المدنية، خاصة المرتبطة بمجالات التدبير المالي والصفقات والتجهيز والممتلكات والبنيات التحتية الأساسية، كما واصل الكولونيل ماجور لطفي إحسان قائد الوقاية المدنية الجديد معركة تنقية البيت الداخلي ومواجهة ثقافة احتكار المناصب المركزية والتغاضي عن ربط المسؤولية بالمحاسبة، بإجراء حركة جزئية ثانية في ظرف أسبوعين خلال نفس الشهر، شملت مسؤولين مركزيين وجملة من الإعفاءات المهمة التي همت مسؤولين على مستوى القيادات الجهوية والإقليمية.
وعصفت هذه القرارات الجديدة بمسؤولين كبار على مستوى القيادات الجهوية والإقليمية بكل من الرباط والخميسات وبني ملال ودرعة تافيلالت.
وارتباطا بدينامية التغييرات التي أقدم عليها الكولونيل ماجور لطفي، تم تدوير كل المناصب المركزية بين عشرات المسؤولين بالإدارة العامة للوقاية المدنية بالرباط، وقد شملت هذه التعيينات الجديدة كل الأقسام والمصالح المهمة المعنية بتدبير شؤون الموظفين والموارد البشرية، والمنازعات والشؤون القانونية، والتدبير المالي والتقني واللوجستيك والعتاد وغيرها، من المسؤوليات الكبيرة على مستوى الإدارة المركزية.





