
أكادير: محمد سليماني
عرفت عدة مشاريع مدرجة ضمن برنامج التنمية الحضرية لأكادير تعثرا كبيرا في سيرورة إنجازها، ما أصبح يؤثر بشكل كبير على إنجاز هذا البرنامج في وقته المحدد، الذي أطلقه الملك محمد السادس شخصيا، وبالتالي الالتزام بالوعود التي تم تقديمها أمام الملك.
واستنادا إلى المعطيات، فقد عُهد إلى ولاية أكادير مهمة الإشراف على سير تنزيل جميع مشاريع برنامج التنمية الحضرية، والتنسيق بين مختلف المتدخلين في كل المشاريع، وتذليل الصعاب أمامهم وأمام الشركات الموكول إليها إنجاز المشاريع. وفي هذا الصدد تم تشكيل لجنة تحت الرئاسة الفعلية لوالي الجهة، وتضم في عضويتها ممثلي الوزارات والقطاعات العمومية والجماعة الترابية الموقعين على الاتفاقية، كما ألزمت الاتفاقية المؤطرة للبرنامج الوالي بالدعوة إلى عقد اجتماعات لهذه اللجنة كل ثلاثة أشهر على الأقل لتتبع سير المشاريع، ومعالجة المشاكل التي قد تعترض بعض المشاريع في حينها، غير أن هذه الاجتماعات، لم تعد دورية، بل أصبحت تنعقد بعد مدة طويلة، ما يجعل المشاكل تتراكم، وبالتالي صعوبة إيجاد حلول لها في الحين.
ورغم أن برنامج التنمية الحضرية لأكادير قد حددت مدة إنجازه بين 2020 و2024، إلا أن هذا التاريخ المحدد، قد تم تجاوزه بشكل كبير، دون أن تظهر بوادر قرب انتهاء أشغال جميع مشاريع البرنامج، إذ ما يزال مختلف أصحاب المشاريع المنتدبين للبرنامج، يطلقون بين الفينة والأخرى طلبات عروض متعلقة ببعض مشاريع البرنامج، بل ما تزال مشاريع أخرى قيد المصادقة، وبعضها الآخر قيد الدراسات التقنية، فيما توقفت الأشغال ببعض هذه المشاريع، وفسخ الصفقات المبرمة مع بعض الشركات.
ومن بين المشاريع المتعثرة في إطار برنامج التنمية الحضرية لأكادير، مستشفى الأمراض العقلية والنفسية. فهذا المرفق لم يبدأ في الخدمة بعد، رغم مرور أزيد من خمس سنوات على إعطاء انطلاقة هذا المشروع.
وحسب المعطيات، فإن استمرار اغلاق هذا المرفق الحيوي، لم يعد له معنى، خصوصا في ظل التكاثر الكبير للمرضى النفسانيين وانتشارهم في شوارع أكادير والمدن المجاورة. كما أن هذه الفئة أصبحت تشكل تهديدا خطيرا على سلامة المارة، خصوصا وأن مختلا عقليا انهال يوم السبت المنصرم على مواطن في الشارع العام بمدينة تارودانت بحجارة، وأرداه قتيلا على الفور أمام منزل أسرته، بسبب رفض الضحية منحه سيجارة.
كما أن تأخر افتتاح مستشفى الأمراض العقلية والنفسية بأكادير، نتج عنه تفاقم وضعية نزلاء مصلحة الطب النفسي والأمراض العقلية بالمركز الاستشفائي لإنزكان، باعتبار أن هذه المصلحة هي الوحيدة التي تستقبل مرضى الجهة ومن الجهات الجنوبية للمملكة. فنزلاء هذه المصلحة يعيشون أوضاعا حاطة من الكرامة الإنسانية، في ظل تجاوز الطاقة الاستيعابية لهذه الوحدة والمقدرة في 70 سريرا فقط، لتصل حاليا إلى أزيد من 120 نزيلا ، مع ما لذلك من تأثير سلبي على ظروف استشفاء المرضى ومراقبتهم وتقديم الرعاية الصحية اللائقة بهم. إضافة إلى النقص الحاد في الأدوية والتجهيزات الأساسية، والتي تعرف انقطاعات مستمرة في التزود بها كمضادات الدهان ومضادات الاكتئاب، ومضادات الذهان التي تعطى عن طريق الحقن، وتلك المزيلة للقلق. ويؤدي النقص الكبير لهذه الأدوية إلى تدهور حالة المرضى، وإلى طول مدة الاستشفاء، وتعقيد مهمة مقدمي العلاج مع تزايد الخطر الذي يشكله المرضى على بعضهم البعض وعلى الأطر الصحية. كما تعاني المصلحة من نقص كبير في غرف العزل مقارنة بعدد النزلاء، إذ إن عددها لا يتجاوز 12 غرفة، من بينها بعض الغرف المتهالكة غير الصالحة للاستعمال، وغياب أسرة تتوفر على وسائل تثبيت طبية للمرضى في حالة هيجان، أو لديهم أفكار انتحارية، مما قد يسهم في تعريض سلامتهم للخطر، وتعريض سلامة المرضى الآخرين للخطر، خصوصا في ظل تواجد بعض حالات الهيجان التي تستدعي العزل بشكل منفرد.





