حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرئيسيةحواررياضة

غلطة العمر : عادل كاروشي (عميد الرجاء الرياضي سابقا)

تعرضت لأساليب السحر والشعوذة وكنت أعالج نفسي بالسفر بعيدا عن بؤرة التوتر

أمام هذه المحن التي تعرضت لها، صرحت بأن أشخاصا لجؤوا للسحر والشعوذة من أجل تأزيم وضعيتك، ما حقيقة هذه القضية؟

لا تخلو لعبة كرة القدم من المتعة والإثارة وأحيانا المهارات الفنية التي يشبهها البعض بالسحر، إلا أن البعض تجاوز هذا التنافس الشريف إلى اللجوء إلى أعمال السحر والشعوذة التي يؤمن بها الكثيرون ويعاني منها الكثيرون أيضا. أنا شخصيا تعرضت لمثل هذه الأساليب.

 

هل كنت ضحية فعل من أفعال الشعوذة؟

نعم لقد اكتشفت ذلك بالصدفة، فخلال سفري رفقة الرجاء إلى جنوب إفريقيا لخوض مباراة هناك، تركت سيارتي عند أحد أصدقائي وحين قام بغسلها في أحد محلات غسل السيارات، عثر المستخدمون على تمائم «حروز» في السيارة، لم أفهم ما يحصل حولي وليس لي ما أفعله أمام هذه الأفعال الغريبة عنا.

 

كيف عشت هذه الأزمة؟

حين شعرت بأن وضعيتي تزداد تأزما يوما عن يوم، بدأت أبحث عن حلول ذاتية، اهتديت إلى أن الحل هو أن أبتعد قدر الإمكان عن صخب الملاعب. كنت أسافر تقريبا كل شهر إلى فرنسا عند أخي وأحد أصدقائي كي أبتعد عن الضغوطات وأعيش متنفسا آخر، لأنه كلما كنت قريبا من الملاعب إلا وازداد حجم الضغط، كنت أشعر بأنني في أزمة نفسية خانقة.

 

لماذا لم تلجأ لطبيب نفساني يشخص أزمتك النفسية؟

كنت أعلم أن علاج الأزمة النفسية يتطلب أمرين: أولهما أن أنال حقوقي وأتوصل بمستحقاتي المالية التي هي من عرق جبيني، وثانيهما أن تنتهي الحرب المعلنة ضدي من طرف رئيس الفريق والتي أصبح المدرب أحد مكوناتها، وحين يظل الوضع على ما هو عليه لن ينفع العلاج الذهني والأفضل لي أن أهرب من نقط التوتر وأسافر لأغير الأجواء.. أما تشخيص الحالة فهو ظاهر للعيان.

 

كان المدرب جزءا من الأزمة في الوقت الذي يفترض أن يكون جزءا من الحل..

أكيد، لقد استعان الرئيس حسبان بمدرب يجيد تنفيذ قراراته ضد اللاعبين، فكان الاستغناء عن امحمد فاخر جزءا من المخطط، لأن الرئيس لا يريد التعامل مع مدرب لا يطبق قراراته، فكان من الطبيعي الاستغناء عن فاخر الذي عرف في الوسط الرياضي بمواقفه، وأيضا الطاوسي الذي نعلم كيف تعامل معه بشكل مهين، ليتم جلب مدرب يبحث عن المال والدليل أنه جر الرجاء إلى غرفة النزاعات عكس ما كان يقوله.

 

هل طلب منك الرئيس تقليص حجم الديون المستحقة وإعادة جدولتها؟

عقدنا اجتماعات وقررت أن أقلص حجم المستحقات المالية وأتنازل عن جزء كبير منها، حتى أساهم في الحد من الأزمة المالية الخانقة، لكن الرئيس لا يفي بالوعود ولا يطبق التعهدات التي نخلص إليها، وفي كثير من الأحيان كان يصرح للصحافة بأن الوضعية تمت تسويتها دون أن يكون كلامه مبنيا على معطيات دقيقة، فالهدف عنده هو تهدئة الأوضاع ليس إلا.

 

هل عشت أزمة مالية حقيقية؟

أنا كنت مرتبطا بعقد مع الرجاء، مطلوب مني تقديم مردود في المستوى، ومطلوب من النادي منحي مستحقاتي المالية، الأمور واضحة، لكن حين يصبح الحديث عن متأخرات مالية مشكلة وليست حقا مكتسبا بقوة القانون هنا تكمن المشكلة. لقد عانى والدي من مرض مزمن وطالبت بتسريع وتيرة صرف مستحقاتي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وبدا الأمر وكأنني أستجدي حقوقي.

 

متى قررت اللجوء لغرفة المنازعات؟

بعد أن استنفدت جميع محاولات التسوية الحبية، وبعد أن غادرت الرجاء الرياضي وشعرت بأن الحلول الودية لا تنفع مع بعض المسؤولين، انتدبت محاميا وقررت دخول غرفة المنازعات لاسترجاع حق مهضوم. هذا في الوقت الذي كان من المفروض على المكتب المسير أن يحسن الفراق مع اللاعبين والمدربين، وأن يعاملوا بالمعاملة نفسها التي عوملوا بها عند الارتباط، تغيب عنا للأسف هذه الثقافة.

 

ما الدروس المستخلصة من أزمتك مع الرجاء؟

الحياة تجارب وكل محنة لابد من الاستفادة منها، فهي تقويك وتمنحك صلابة داخلية لمواجهة أزمات أخرى. في أزمتي مع الرجاء كنت حريصا، في أي قرار أو أي تصريح، على عدم المساس بالنادي وجماهيره التي لها مكانة راسخة في قلبي. الحمد لله كل القرارات التي اتخذتها تمت بالاستشارة مع صديق لي وبعض أفراد عائلتي، لكن في نهاية المطاف أنا من يقرر، وما خاب من استشار.

 

هل فكرت في التدريب كمهنة بديلة بحكم تجربتك الطويلة في ميادين الكرة؟

أنكب حاليا على دراسة مهنة التدريب التي أصبحت تتم وفق قواعد جديدة، أعمل اليوم جاهدا لأعود إلى المشهد الكروي مدربا. لن أستعجل الأمور وستكون البداية إن شاء الله بالعمل القاعدي، ولم لا العمل مساعدا لأحد المدربين حتى أتعلم قواعد هذه المهنة إن شاء الله.

 

لكن من الأخطاء المرتكبة عند بعض اللاعبين بعد اعتزالهم، إصرارهم على تدريب فريق حملوا قميصه..

الأهم هو أن تكتسب تجربة المدرب، مهما كان تصنيف الفريق، كالهواة مثلا أو مساعدة مدرب، المهم أن تعمل وتحب مهنتك.

 

من الشخص الذي أخطأ في حقك؟

هم أشخاص ساهموا في أزمتي، لقد كنت أطالب بفرصة وبمستحقاتي، وهذا حق مشروع، بصدق أريد أن أطوي صفحة الماضي وأتطلع للمستقبل.

 

لو أعدنا عقارب الزمن إلى الوراء، ما القرار الذي لن تتخذه؟

أي حاجة نعيشها تتم بقدرة إلهية، لو كنت أعلم أنني سأعيش هذا الوضع، لغادرت الفريق إلى حين انسحاب المتسببين في أزمتي، وقد أعود للرجاء بنفس جديد.

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى