
سفيان أندجار
رسم فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والوزير المنتدب المكلف بالميزانية، صورة مختلفة تماما عن كأس العالم، عندما تحدث عن كون الحدث يتجاوز حدود الملعب ويصل إلى صميم التنمية الوطنية.
وأكد لقجع خلال حديثه أمام لجنة المالية بمجلس النواب، أن المونديال ليس مجرد 90 دقيقة على أرضية الملعب، بل مشروع شامل يربط بين الرياضة، الاقتصاد، السياحة، الصحة والبنية التحتية، مضيفا أن المغرب يسير بخطوات ثابتة نحو تحقيق إنجاز تاريخي ليس فقط للفريق الوطني، بل لكل المغاربة.
واسترجع رئيس جامعة كرة القدم الوطنية الألم الذي شعر به المغاربة، عندما منحت زيورخ حق استضافة كأس العالم 2010 لجنوب إفريقيا، رغم مشروعية الملف المغربي، مؤكدا أن هذا الحلم الذي طال انتظاره بات اليوم في متناول اليد.
وقال: «الحلم مشروع لكل مغربي، لكن الأهم هو تحويله إلى واقع عبر العمل الجاد والإيمان الراسخ، بأن كأس العالم يمكن أن ترفع بالأيادي المغربية يوما ما».
وشدد لقجع على أن المنتخب الوطني يسير بخطوات مدروسة نحو التتويج بكأس العالم، وأن كرة القدم المغربية شهدت تحولات عميقة منذ سنة 2008، من تطوير التكوين والبنيات التحتية إلى الإدارة الحديثة، معتبرا أن أكاديمية محمد السادس أصبحت مصنعا للجيل الجديد من اللاعبين القادرين على رفع راية المغرب في المحافل الدولية.
وأكد أن التحدي لم يعد تقنيا أو ماديا فقط، بل أصبح ذهنيا، مع توافر روح تنافسية وثقة عالية لدى اللاعبين، وهو ما انعكس على إنجازات المنتخب الأخيرة، فيما تظل روح الانتماء والوحدة بين الجماهير والطاقم الفني الركيزة الأساسية للمشروع الكروي المغربي.
وفي مواجهة حملات التشكيك التي رافقت محاولات المغرب لتنظيم البطولات الإفريقية والمونديال، أكد لقجع أن بعض الانتقادات لم تكن موضوعية، وأن الحقائق الميدانية تثبت قدرة المملكة على مواجهة كل التحديات بنجاح، قائلا: «نعرف جيدا من كان منافسنا، ومنذ ذلك الحين يحاول البعض الطعن في قدراتنا، عبر ترويج إشاعات ومؤامرات تتعلق بالكلاب الضالة، أو الصور المفبركة وغير ذلك، فلماذا ندعو اليوم إلى المقاطعة؟».
وأشار لقجع إلى أن المشاريع المرتبطة بالمونديال تمثل فرصة لتسريع وتيرة التنمية، حيث تمكنت المملكة من إنجاز ملعب الأمير مولاي عبد الله ومستشفى جامعي في فترات قياسية، في مؤشر على قدرة المغرب على تنفيذ مشاريع ضخمة بكفاءة عالية.
وأضاف أن تكلفة المشاريع المرتبطة بكأس العالم تصل إلى نحو 3 مليارات درهم، موضحا أن الهدف الأسمى هو استكمال المشاريع التنموية، بغض النظر عن تنظيم الحدث.
وأوضح رئيس جامعة كرة القدم الوطنية أن رؤية المغرب 2030 تتجاوز الرياضة، لتشمل ربط شمال المملكة بجنوبها، وشرقها بغربها، وتطوير النقل، الصحة، التعليم والبنية التحتية، مضيفا أن كل درهم يستثمر في هذه الأوراش يعود بالنفع على المواطنين وعلى مستقبل البلاد.





