
يستعد العملاق المغربي للفوسفاط والأسمدة لإطلاق عملية إصدار سندات بالدولار على شريحتين (5 و10 سنوات) لتمويل برنامجه الاستثماري، مما يُعد اختباراً جديداً لشهية المستثمرين الدوليين. تستعد مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط للعودة إلى الأسواق الدولية من خلال إصدار سندات بالدولار مقسمة إلى شريحتين بأجل استحقاق مدته خمس وعشر سنوات. تهدف هذه العملية إلى دعم برنامجها الطموح للاستثمار الأخضر حتى عام 2027، والذي يقدر بـ139 مليار درهم، وتأتي بعد عام واحد من عملية إصدار مماثلة ناجحة تمت في أبريل 2024. وقد تم تأكيد العملية لوكالة “رويترز”، وهي تُدار من قبل سيتي (Citi) وJ.P. Morgan كمُنسقَين عالميَين ومديرَي دفاتر نشطَين. وقد بدأت الاجتماعات مع المستثمرين في أدوات الدين في 22 أبريل. وتكمل كل من BNP Paribas وDeutsche Bank وMizuho وSMBC التشكيلة بصفتهم مديرين سلبيين للدفاتر. من المتوقع أن يتم الإصدار ضمن صيغتي 144A/Reg S، ويستهدف كبار المستثمرين المؤسساتيين الدوليين. لم يتم الإعلان بعد عن حجم المبلغ الذي سيتم جمعه، لكنه من المرجح أن يكون استمراراً لاستراتيجية المجموعة المالية. ففي أبريل 2024، جمعت OCP مبلغ 2 مليار دولار أمريكي بشروط جد مواتية في الأسواق (6.75 في المائة لأجل 2034 و750 مليون دولار بسعر 7.5 في المائة لأجل 2054)، مما عزز مكانتها كمُصدر سيادي مرجعي في المنطقة. تمتلك المجموعة سنداً بقيمة مليار دولار بنسبة 4.5 في المائة يستحق في أكتوبر، لكن إدارة الدين خفضت هذا المبلغ إلى 555 مليون دولار، بحسب منصة Tradeweb.. ورغم أن واحدة من التصنيفات الائتمانية الثلاثة لـOCP (Baa3/BB+/BB+) تُعتبر بدرجة “استثمارية”، إلا أن مدير صندوق سندات، نقلاً عن موقع Global Capital، صرّح أن التصنيف يُعد “أقرب إلى درجة الاستثمار منه إلى الدرجة الفعلية”. ومنحت وكالة S&P تصنيف BB+ مع نظرة مستقبلية إيجابية، بعدما منحت نفس التصنيف للمغرب، الذي صُنف بـBa1/BB+ . أقرب السندات لأجل 5 و10 سنوات التي تمتلكها مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط هي سندات بـ750 مليون دولار بنسبة 3.75 في المائة تستحق في 2031، و1.25 مليار دولار بنسبة 6.75 في المائة تستحق في 2034. تم تداول هذه السندات في 22 أبريل بفارق عائد يبلغ 227 و228 نقطة أساس على التوالي فوق سندات الخزانة الأمريكية، مما يمنح عوائد بنسبة 6.26 في المائة و6.7 في المائة على التوالي. لا يملك المغرب سندات دولارية تستحق في 2031 أو 2034، لكنه يمتلك سنداً واحداً بقيمة 1.25 مليار دولار بنسبة 6.5 في المائة يستحق في شتنبر 2033، ويتم تداوله بفارق عائد يبلغ 174 نقطة أساس – ما يشير إلى أن سندات OCP يتم تداولها بفارق يقارب 50 نقطة أساس أعلى من سندات الدولة، مع مراعاة اختلاف الأجل. تتزامن عملية المجموعة مع إصدار سندات من شركة الطاقة التشيكية ČEZ، ويُنظر إلى كليهما كمؤشرين رئيسيين على شهية السوق لسندات الشركات في منطقة CEEMEA (أوروبا الوسطى والشرقية، الشرق الأوسط، وأفريقيا). وكان السوق الأولي قد شهد عدة أسابيع من الهدوء بسبب التقلبات المستمرة وارتفاع علاوات المخاطر. من خلال هذه العملية الجديدة، تؤكد مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط استراتيجيتها التمويلية الموجهة نحو الأسواق الدولية، والتزامها بالتحول الطاقي، مع تعزيز سمعتها كمُصدر منضبط واستراتيجي.





