محمد اليوبي
ترأس سعيد أمزازي، والي جهة سوس ماسة، عامل عمالة أكادير إداوتنان، رفقة كريم أشنكلي، رئيس مجلس الجهة، أول أمس الأربعاء بمقر ولاية الجهة، أشغال الورشة الجهوية حول برامج التكوين الجهوية ومدى تلبيتها لحاجيات المستثمرين وسوق الشغل، تم خلالها دراسة ومناقشة العرض الجهوي في مجال التكوين المهني، ومدى مسايرته لما تعرفه الجهة من مشاريع استثمارية مهيكلة وبنيات تحتية أساسية، من شأنها فتح فرص شغل مهمة لفائدة الشباب وخريجي مؤسسات التكوين والتعليم العالي.
وعرف هذا اللقاء، الذي شهد حضور رؤساء الغرف المهنية الجهوية والمصالح اللاممركزة والمؤسسات العمومية والفعاليات الاقتصادية ومسيري الشركات الخاصة ورؤساء ومديري مؤسسات التكوين بالجهة، تسليط الضوء على مسألة ملاءمة برامج التكوين الجهوية للحاجيات الحالية والمستقبلية لسوق الشغل، والتي تظل ضرورة أساسية ناتجة عن مقاربة تشاركية ومستمرة بين الجهة والمجموعات المهنية والفاعلين الاقتصاديين، فضلا عن مؤسسات التكوين. وتهدف ورشة العمل هاته إلى تقديم تشخيص أولي حول معطيات قطاع الاستثمار بالجهة وحاجياته من كفاءات بشرية، وكذا المهارات المستقبلية التي يتطلبها سوق الشغل.
وفي كلمة بالمناسبة، شدد الوالي أمزازي على أهمية خلق موارد بشرية مؤهلة موجهة نحو المستقبل تساهم في أداء الوحدات الصناعية والبنى التحتية السياحية، وتنمية الاقتصاد الجهوي والوطني. وأكد على أهمية الدور الذي يلعبه الرأسمال البشري في تطوير جاذبية الجهة، والتي يعكس أداؤها مدى كفاءة واستجابة العرض التكويني لحاجيات ومتطلبات المؤسسات المشغلة.
من جانبه، أكد كريم اشنكلي، رئيس مجلس جهة سوس ماسة، أن جهة سوس ماسة، من خلال استراتيجياتها ومخططاتها، تولي أهمية بالغة لقطاع التكوين المهني باعتباره رافعة للاندماج الاقتصادي والاجتماعي وركيزة من ركائز التقدم لإعداد نخب جهوية مكونة أحسن تكوين على المستوى النظري ومتملكة لأدوات ومهارات تأهلها لولوج سوق الشغل بكفاءة، في أفق توفير بيئة ملائمة لمناخ الأعمال تضمن فرصا لإدماج الشباب في سوق الشغل.
وقدم محمد إكميدن، المدير الجهوي للوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، عرضا حول نتائج الدراسة السنوية للاحتياجات من الكفاءات التي تجريها الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والمهارات كأداة رصد مستقبلية لسوق الشغل، كما استعرضت كنزة قصيب، مديرة المركز الجهوي للاستثمار سوس ماسة بالنيابة، نتائج المسح الذي أجراه المركز لتحديد الحاجيات الجهوية من العنصر البشري حسب نشاط كل قطاع، مؤكدة على أهمية الموارد البشرية المؤهلة في تعزيز الاستثمارات والجاذبية الاقتصادية لجهة سوس ماسة.
وأتاحت العروض والمداخلات التي قدمها المشاركون في الورشة، اتخاذ عدة توصيات لتنسيق وتكثيف جهود مختلف المتدخلين المعنيين بمجال تكوين وتدبير الموارد البشرية بالجهة، لضمان جعل العنصر البشري بها رافعة قوية ودعامة أساسية للاستثمار. ويتعلق الأمر، على الخصوص، بخلق منظومة تشاركية تجمع الجهات المعنية بالتكوين والمستثمرين، وملاءمة العرض التكويني الجهوي للحاجيات الاقتصادية للجهة، ثم بلورة عرض يتسم بالجاذبية ويهدف إلى مواكبة المشاريع الاستثمارية بالجهة، إضافة إلى تأهيل وتنمية مهارات المؤطرين والمكونين.
وتشمل مخرجات هذه الورشة أيضا إرساء وتطوير برامج للتكوين المستمر تخص القطاعات الإنتاجية بالجهة، مع تحديد واعتماد برامج جديدة للتكوين تهم مهنا في مجالات الرقمنة والاقتصاد الأزرق والطاقات المتجددة والماء .
