الأخبار
أعلن مجموعة من الطبيبات والأطباء البياطرة، يوم الاثنين الماضي، بمدينة مراكش، عن ميلاد تنظيم جديد، أطلقوا عليه اسم «الرابطة البيطرية المغربية». وأعقب ذلك إصدار بلاغ لعموم الأطباء البياطرة بالمغرب، تحت عنوان «نداء الطبيب البيطري»، توصلت «الأخبار» بنسخة منه، أشار إلى المكتسبات التي تم تحقيقها خلال العقود السابقة، مع حقبة من وصفهم بجيل الرواد، الذين ساهموا بشكل فعال في تبني قانون ممارسة الطب البيطري والقانون الخاص بالهيئة، ما أعطى مهنة الطب البيطري مكانة مرموقة داخل المجتمع، قبل أن يضرب كل من التصدع والعبثية المهنة، واللذين وصل صداهما إلى ردهات المحاكم.
وذكرت مصادر «الأخبار» أن الطناشري بدر الوزاني، رئيس الهيئة الوطنية للأطباء البياطرة، ومباشرة بعد توصله بخبر تأسيس الرابطة البيطرية المغربية، واطلاعه على مضمون «نداء الطبيب البيطري»، سارع إلى التواصل مع أعضاء مكتب الهيئة، من أجل اتخاذ الخطوات العملية الكفيلة باحتواء أي انشقاق في صفوف الهيئة التي يرأسها، خصوصا أن هناك حالة من الاستياء تسود صفوف الأطباء البياطرة العاملين بالقطاع العام، خلال الفترة الأخيرة، بعدما جرى حرمانهم من المشاركة في حملة ترقيم الماشية، الذي أضحت تشرف عليه وزارة الداخلية، فضلا عن الجدل الكبير القائم منذ سنوات بخصوص حرمان أطباء بياطرة من الاطلاع على التقرير المالي للهيئة، إضافة إلى حرمان الكثير منهم من تراخيص القيام بحملات تلقيح قطعان الأبقار والأغنام.
وأشار «نداء الرابطة البيطرية المغربية» إلى أن الرابطة التقطت الإشارة من المجتمع البيطري، المطالب بالتغيير وملء الفراغ، وأن الغاية من هذه الخطوة هي رص الصف وتركيز جهود مجموعة فاعلة بين صفوف الطبيبات والأطباء البياطرة بكل القطاعات، والتأكيد أن قرار تأسيس الرابطة البيطرية المغربية جاء بناء على سلسلة من الاجتماعات التداولية التي تم عقدها، والتي ناقشت فكرة وأهداف الرابطة، قبل أن يتقرر الإعلان عن تأسيس الهيئة المذكورة، التي أخذت على عاتقها تعزيز ومساندة المواقف المشتركة التي تمس قضايا الطبيبات والأطباء البياطرة، وتثبيت حقوقهم واحترام خصوصيتهم، عبر تنزيل مجموعة من البرامج الواقعية والمندمجة في كل الميادين، سواء العلمية أو الاقتصادية أو الاجتماعية التضامنية، مناشدين كافة الجمعيات المهنية البيطرية التي تشكل إحدى دعامات المهنة الانضمام إلى الرابطة البيطرية المغربية.
واعترف الأعضاء المؤسسون للرابطة البيطرية المغربية بأن واقع المهنة يعيش وضعا مترديا، وبات يفرض الدفاع عن مكاسب الطبيبات والأطباء البياطرة، والوقوف مع حقهم في العمل اللائق، والأجر المحترم، والعيش الكريم، والتمتع بكل وسائل الرفاه على غرار باقي المهن الأخرى، مشيرين إلى أن هذه الأهداف تتطلب، في الذين يسعون إلى تولي المناصب، اتخاذ نهج جديد يتسم بالجرأة، والتمتع بالقوة الأخلاقية اللازمة لمعالجة المخاوف الحالية والمخاطر طويلة المدى، وتغليب المصلحة العامة على حساب المصالح الشخصية الدنيئة، وفق تعبير «النداء»، الذي أشار إلى الحاجة إلى إفراز قيادة ذات بعد نظر من صناع القرار، الذين يدركون حجم التهديدات الوجودية للمهنة والتي يواجهها البياطرة يوميا.
وأكد التنظيم الجديد للطبيبات والأطباء البياطرة بالمغرب على ضرورة صيانة جميع الحريات والحقوق الأساسية المتعارف عليها في أخلاقيات المهنة، والتي تشكل خلاصة الحكمة والاتزان، بعدما ساهم المجتمع البيطري في صياغتها وتبنيها في مدونة أخلاقياته، إدراكا من الرابطة لأهمية بناء مهنة تستند إلى سيادة القانون واحترام الحقوق لصون المنجزات التي تم تحقيقها حتى لا تذهب المجهودات المبذولة سدى، وحتى لا تكون المرحلة المقبلة مجرد «مهزلة» وصراع مستمر دون جدوى، بحسب تعبير النداء.
