حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرئيسيةبانوراماسياسية

البنتاغون تكشف منصة GenAI.mil.. ثورة جديدة في الذكاء الاصطناعي الحربي

وزارة الحرب الأمريكية اختارت Gemini لدعم أدوات التحليل والتخطيط العسكري

في مؤشر جديد على تسارع سباق التسلح التكنولوجي عالمياً، كشفت وزارة الحرب الأمريكية عن منصتها المتطورة GenAI.mil من جوجل، في خطوة تعكس انتقال البنتاغون إلى مرحلة أعمق من دمج الذكاء الاصطناعي في العمليات العسكرية.

تأتي هذه الخطوة ضمن استراتيجية رسمية تهدف إلى إعادة تشكيل بنية القوة الأمريكية، عبر تحويل الذكاء الاصطناعي من مجرد أداة مساندة إلى ركيزة أساسية في التخطيط والقيادة والتنفيذ الميداني. وتنسجم هذه المبادرة مع التوجيهات الرئاسية الرامية إلى ضمان تفوق الولايات المتحدة في ميدان التقنيات الدفاعية، سيما في ظل تزايد المنافسة مع الصين وروسيا على امتلاك أنظمة الذكاء الاصطناعي الأكثر تقدماً. ومع إطلاق الإصدار الحكومي من نموذج Gemini عبر المنصة الجديدة، تجد المؤسسة العسكرية نفسها أمام نقطة تحول تاريخية تُمهّد لعصر تتداخل فيه قدرات البشر والآلات، وتُعاد فيه صياغة مفهوم القوة والردع في ساحات القتال الحديثة.

 

سهيلة التاور

 

أعلنت وزارة الحرب الأمريكية عن إطلاق منصة GenAI.mil، التي تستضيف أولى قدرات الذكاء الاصطناعي المتقدمة المخصصة للحكومة الأمريكية تحت اسم Gemini للحكومة. ويعد هذا الإطلاق جزءًا من استراتيجية شاملة لتحويل وزارة الحرب إلى قوة عمل تعتمد على الذكاء الاصطناعي في صميم عملياتها اليومية، مع الاستفادة من القدرات التوليدية للذكاء الاصطناعي لتعزيز الكفاءة التشغيلية والجاهزية القتالية للقوات الأمريكية.

وتأتي هذه المبادرة استجابةً لتوجيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في يوليو الماضي، لتحقيق مستوى غير مسبوق من التفوق التكنولوجي العسكري، وضمان أن تصبح قدرات الذكاء الاصطناعي جزءًا فعليًا وعمليًا من أدوات العمل داخل البنتاغون وفي المنشآت العسكرية الأمريكية المنتشرة حول العالم.

وتمثل GenAI.mil حجر الأساس في إعادة تعريف العلاقة بين الإنسان والآلة في العمليات العسكرية، بما يعزز القدرة القتالية على الأرض وفي الفضاء الرقمي على حد سواء.

 

Gemini للحكومة.. مقاتل أمريكي بالقوة الذكية

تعتبر النسخة الأولى على منصة GenAI.mil، وهي Gemini للحكومة، نموذجًا متقدمًا يمكّن المستخدمين من تنفيذ سير عمل ذكي وتفاعلي، تجربة أدوات جديدة، وتبني تحول ثقافي تقوده تقنيات الذكاء الاصطناعي في العمليات الرقمية. ويتيح النظام، كذلك، قوة تحليلية وإبداعية غير مسبوقة، تساعد على اتخاذ القرارات بسرعة ودقة أكبر، سواء في التخطيط الاستراتيجي أو العمليات الميدانية. تتضمن القدرات المتقدمة للنظام: المحادثة الطبيعية باللغة البشرية لتسهيل التفاعل مع النماذج الذكية. التوليد المعزز بالاسترجاع (RAG)، لضمان نتائج دقيقة ومتكاملة. الاعتماد على البحث عبر Google لتوفير مخرجات موثوقة وتقليل مخاطر الهلوسة الناتجة عن الذكاء الاصطناعي.

ويؤكد إميل مايكل، وكيل وزارة الحرب للبحث والهندسة: «لا توجد مكافأة للمركز الثاني في السباق العالمي للسيطرة على الذكاء الاصطناعي. نحن نتحرك بسرعة لنشر قدرات قوية مثل Gemini للحكومة مباشرة إلى قوة العمل لدينا. الذكاء الاصطناعي هو مصير أمريكا القادم، ونحن نضمن سيطرتنا على هذا المجال الجديد».

ويُظهر هذا النظام كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعمل كمعزز للقوة القتالية، ليس فقط من خلال السرعة والدقة، بل أيضًا عبر توسيع قدرات الجنود على الابتكار وحل المشكلات المعقدة في الميدان.

 

GenAI.mil استراتيجية الردع عبر التكنولوجيا

يشكل إطلاق GenAI.mil شهادة بارزة على الابتكار الأمريكي في المجال العسكري، بقيادة وحدة القدرات السريعة للذكاء الاصطناعي داخل مكتب البحث والهندسة بوزارة الحرب. ويعكس هذا الإنجاز المبادئ الأساسية للوزارة:

إحياء روح المحارب: تعزيز الكفاءة المعنوية والقتالية للمقاتلين من خلال دمج الذكاء الاصطناعي في التدريب والعمليات.

إعادة بناء القدرات العسكرية: استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لتعزيز التخطيط والتنفيذ العسكري.

استعادة الردع التكنولوجي: الحفاظ على التفوق الاستراتيجي عبر السيطرة على تقنيات الذكاء الاصطناعي والتطبيقات الرقمية.

وتشير تقديرات الخبراء إلى أن دمج هذه القدرات سيعيد تشكيل شكل القوات الأمريكية على المدى الطويل، حيث تصبح العمليات أكثر تكاملاً بين البشر والآلات، مع تعزيز القدرة على اتخاذ القرارات في بيئات معقدة ومتغيرة بسرعة.

ويضيف وزير الحرب بيت هيغسيث: «نحن نضع كل أوراقنا على الذكاء الاصطناعي كقوة قتالية. الوزارة تستفيد من العبقرية التجارية الأمريكية وندمج الذكاء الاصطناعي التوليدي في إيقاع عملنا اليومي. أدوات الذكاء الاصطناعي توفر فرصًا لا حدود لها لزيادة الكفاءة، ونحن متحمسون لرؤية الأثر الإيجابي المستقبلي للذكاء الاصطناعي عبر وزارة الحرب».

وتعد هذه المبادرة بمثابة تحفيز للابتكار داخل الوزارة، وتشجع الموظفين على المبادرة وتطوير مهاراتهم في التعامل مع أحدث أدوات الذكاء الاصطناعي، بما يعزز الاستجابة للتحديات العملياتية المعقدة في المستقبل.

 

تداريب لضمان الاستخدام الفعال والآمن للذكاء الاصطناعي

حرصت وزارة الحرب على توفير تدريب شامل ومجاني لجميع موظفيها على استخدام منصة GenAI.mil، بهدف تطوير المهارات التقنية وتعزيز الثقة في التعامل مع أدوات الذكاء الاصطناعي.

ويغطي التدريب كافة جوانب استخدام المنصة، من التفاعل مع النماذج الذكية إلى استغلالها في عمليات اتخاذ القرار، بما يمكن الموظفين من تحقيق أقصى استفادة ممكنة.

ويعتبر الأمن المعلوماتي أولوية قصوى؛ فجميع أدوات GenAI.mil معتمدة للتعامل مع المعلومات غير المصنفة خاضعة للرقابة (CUI) وعلى المستوى الأمني 5 (IL5)، ما يجعلها مناسبة للاستخدام العملياتي على كافة المستويات.

وتبرز هذه المنصة أيضًا كأداة لتعزيز دقة العمليات العسكرية، من خلال توفير قدرات تحليلية فائقة في الوقت الفعلي، تقليل الأخطاء البشرية عبر دعم اتخاذ القرار، وضمان موثوقية النتائج من خلال تكامل البحث عبر الإنترنت وتقنيات التوليد المعزز.

 

جوجل.. صفقات ضخمة ومنافسة على مستقبل الدفاع

بعودة قصيرة إلى يوليوز الماضي، حصلت جوجل على عقد يقدّر بـ200 مليون دولار لتوفير أدوات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية لصالح مكتب الرقمنة والذكاء الاصطناعي داخل الوزارة. العقد ليس معزولاً، إذ إن شركات مثل  OpenAI وAnthropic وxAI أبرمت اتفاقات مشابهة، وهو ما يشير إلى سباق متصاعد على حجز موقع في سوق الدفاع الأمريكية الجديدة، حيث يتحول «المودِل» الذكي إلى مقاول رقمي يحمل طابعاً عسكرياً.

واللافت في هذه الخطوة أن وزارة الدفاع اختارت نموذج  Gemini من جوجل ليقود المرحلة الأولى من المشروع. ووفقاً لتقارير إعلامية متزامنة، سيتيح هذا النظام الذكي لأكثر من ثلاثة ملايين مستخدم داخل الوزارة الوصول إلى أدوات توليد النصوص والتحليل والتخطيط والمحاكاة في بيئة مؤمنة تحمل الامتداد العسكري .mil. وبينما يعوّل المسؤولون على أن يغيّر الذكاء الاصطناعي طريقة إدارة الوثائق والمهام اليومية، فإن اللغة المستخدمة في الإعلان بدت أقرب إلى خطاب تعبوي يشير إلى «ثورة رقمية في ساحات القتال».

من الناحية العملية، أشارت جوجل في بيانها إلى أن استخدام Gemini  للحكومة سيقتصر في البداية على المهام غير المصنفة، مثل إجراءات التوظيف والإدارة اليومية. أي أن الصورة حتى الآن أقرب إلى تبسيط العمليات الداخلية أكثر من كونها تقدماً نوعياً في القدرات القتالية. لكن طريقة تسويق المشروع، بعبارات مثل «تهيئة الذكاء الاصطناعي لقيادة الحرب الرقمية»، تعكس رغبة المؤسسة العسكرية في الظهور بمظهر المتقدّم تقنياً حتى لو لم تتضح التفاصيل التقنية بعد.

 

الولايات المتحدة في صدارة السباق

تشكل GenAI.mil خطوة استراتيجية أساسية في ثورة الذكاء الاصطناعي العسكرية، حيث يمكن لكل مقاتل استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة كمعزز للقوة القتالية. يأتي هذا في وقت تتنافس القوى الكبرى، مثل الصين وروسيا، على تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي العسكرية، ما يجعل السباق العالمي على التفوق التكنولوجي أكثر حدة من أي وقت مضى.

وتؤكد هذه المبادرة على أهمية الذكاء الاصطناعي كأداة استراتيجية للحفاظ على التفوق العسكري، وتعزز مكانة الولايات المتحدة كقائد عالمي في هذا المجال، مع تقديم نموذج واضح لكيفية دمج التكنولوجيا المتقدمة في العمليات العسكرية اليومية.

ويشير محللون إلى أن إطلاق GenAI.mil ليس مجرد أداة تقنية، بل رسالة سياسية وعسكرية للعالم، تؤكد قدرة الولايات المتحدة على الجمع بين الابتكار التكنولوجي والقدرات العملياتية، مما يعزز الردع ويهيئ الأرضية لعصر جديد من الهيمنة العسكرية الرقمية.

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى