حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرمجتمع

مختل عقليا يحرق جسده أمام مركز للدرك بأكادير

انتشار كبير للمرضى النفسيين يشكل تهديدا حقيقيا للسكان

أكادير: محمد سليماني

عاش مركز الدرك الملكي بجماعة الدراركة قرب مدينة أكادير، مساء أول أمس الأربعاء، حالة استنفار قصوى، بعدما أقدم شخص على إضرام النار في جسده أمام البوابة الرئيسية للمركز.

وتبين، من خلال البحث، أن الشخص الذي أقدم على إشعال النار في جسده، يعاني من اضطرابات عقلية ونفسية، وهو معروف بالمنطقة منذ مدة، غير أن الدافع الذي دفعه للإقدام على فعلته يظل مجهولا.

وبعد اكتشاف النار تلتهم الضحية، تدخلت عناصر الدرك الملكي العاملة تلك اللحظة بالمركز، وتمكنت من إخماد النيران التي التهمت جزءا من ثياب الضحية، وقدمت له الإسعافات الأولية بعين المكان قبل وصول سيارة إسعاف للوقاية المدنية نقلته إلى المركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثاني بأكادير، حيث تم إدخاله فورا إلى مصلحة المستعجلات، ومكنت سرعة تدخل العناصر الدركية من السيطرة السريعة على النيران، لذلك لم تصل الإصابة درجة خطورة كبيرة.

وفتحت هذه الحادثة، من جديد، النقاش حول توفير البنية الصحية والطبية للتكفل بالمرضى عقليا ونفسيا على مستوى جهة سوس- ماسة، وبمدينة أكادير بصفة خاصة، خصوصا في ظل الانتشار الكبير للمختلين عقليا في الشوارع والأحياء، ما أصبح يشكل تهديدا حقيقيا للمارة والسكان، وذلك بعد تسجيل عدة حوادث اعتداء للمختلين على المارة وعابري الطريق.

يذكر أن استقبال المرضى نفسيا وعقليا للاستشفاء بمدن أكادير الكبير ظل يعرف عدة مشاكل، وذلك بسبب وجود مصلحة وحيدة للطب النفسي بالمركز الاستشفائي الإقليمي بإنزكان. فهذه المصلحة ظلت الوحيدة لمدة طويلة التي تتكفل بالمرضى، إلا أن ظروف إيوائهم واستشفائهم ظلت تشوبها مشاكل كبيرة، ما يؤثر على مستوى الخدمات المقدمة لهم.

واستنادا إلى المعطيات، فإن وحدة الطب النفسي بالمركز الاستشفائي الإقليمي لإنزكان ظلت تعيش وضعية «كارثية»، من تجلياتها تجاوز الطاقة الاستيعابية لهذه الوحدة والمقدرة في 70 سريرا فقط، لتصل في بعض الأحيان إلى أزيد من 120 نزيلا، مع ما لذلك من تأثير سلبي على ظروف استشفاء المرضى ومراقبتهم وتقديم الرعاية الصحية اللائقة بهم، إضافة إلى النقص الحاد في الأدوية والتجهيزات الأساسية، التي تعرف انقطاعات مستمرة في التزود بها على غرار مضادات الذهان ومضادات الاكتئاب، ومضادات الذهان التي تعطى عن طريق الحقن، وتلك المزيلة للقلق. ويؤدي النقص الكبير لهذه الأدوية إلى تدهور حالة المرضى، وإلى طول مدة الاستشفاء وتعقيد مهمة مقدمي العلاج، مع تزايد الخطر الذي يشكله المرضى على بعضهم البعض وعلى الأطر الصحية.

وتعاني المصلحة، كذلك، من نقص كبير في غرف العزل مقارنة بعدد النزلاء، إذ إن عددها لا يتجاوز 12 غرفة، من بينها بعض الغرف المتهالكة غير الصالحة للاستعمال، وغياب أسرّة تتوفر على وسائل تثبيت طبية للمرضى في حالة هيجان، أو لديهم أفكار انتحارية، ما قد يسهم في تعريض سلامتهم للخطر، وتعريض سلامة المرضى الآخرين للخطر، خصوصا في ظل تواجد بعض حالات الهيجان التي تستدعي العزل المنفرد.

ويعول على مستشفى الطب النفسي بالمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بأكادير للتكفل بالمرضى نفسيا واستشفائهم، وتخفيف الضغط على مصلحة الطب النفسي بإنزكان من جهة، ومن جهة أخرى تقديم خدمات طبية واستشفائية في المستوى.

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى