حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرئيسيةسري للغايةسياسية

التازي: ادريس البصري أنكر أمام الحسن الثاني كل وعوده للفقيه البصري مقابل عودته للمغرب

يونس جنوحي

كانت مهمة السفير محمد التازي تتلخص في أن ينقل «مطلب» المعارض الفقيه البصري، من القاهرة إلى الرباط، مباشرة إلى أسماع الملك الراحل الحسن الثاني، حتى يُطوى ملف هذا المعارض نهائيا.. حدث هذا في الأسبوع الأول من شهر شتنبر 1987، خلال مدة اشتغال التازي سفيرا للمغرب في القاهرة، ولم يعد الفقيه البصري إلى المغرب فعليا إلا في صيف سنة 1995.

يحكي السفير محمد التازي، في أوراقه الشخصية، كيف أنه استقل الطائرة مباشرة إلى المغرب ليُبلغ الملك الراحل الحسن الثاني بما دار بينه والفقيه البصري خلال العشاء في القاهرة، وهو ما سوف يضع وزير الداخلية ادريس البصري في موقف محرج للغاية أمام الملك.. ماذا وقع إذن؟

حل التازي بالمغرب لحضور جنازة والده، بعد أن علم بخبر وفاته وهو في مأدبة العشاء مع الفقيه البصري.. وانتظر ليتم ترتيب أمر اللقاء مع الملك:

« قضيت في الدار البيضاء ثلاثة أيام، وكنت أبلغت جلالته بواسطة الكولونيل ماجور أيامئذ عبد الحق القادري، المدير العام لإدارة الأبحاث والدراسات، بقدومي، وأخبره بلقائي بالفقيه البصري وبسبب قدومي، فأمره طيب الله ثراه أن يبلغني تعازي جلالته ومواساته، وأنه سيخصص لي فترة لعبة الكولف كاملة لأحدث جلالته بتفصيل دقيق عما دار في المقابلة.

في الساعة الواحدة من زوال يوم الأربعاء تاسع شتنبر 1987 بعد سلام الحاضرين على جلالته، أمرني أن أركب معه في سيارة الملعب، التي كان يقودها بنفسه، وكالعادة المألوفة قدمت لجلالته تعزيتي في وفاة والدي، فاستفسر عن الظروف التي توفي فيها وواساني بعبارات رقيقة وردد قول الشاعر :

«كل ابن أنثى وإن طالت سلامته              يوما على آلة حدباء محمول»

فدعوت لجلالته بالصحة وطول العمر، وما تزال كلمات جلالته قدس الله روحه وكأني أسمعها الآن:

-آ التازي، إذا سألت الله فاسأله العافية.

ثم قال:

-أخبرني عبد الحق أنك دعوت الفقيه البصرى للعشاء، وأن حديثا مهما دار بينكما. أعرف أن ذاكرتك لا بأس بها، إنها من تربية المْسيد، فلا أريدك أن تغفل حتى الجزئيات الصغيرة في حديثكما، ولقد خصصت لك فترة الكولف كلها فحدثني بتفصيل وتدقيق.

واستعنت بالله، وشرعت في الحديث، وما كادت تمضي عشر دقائق حتى طلب من السيدين اكديرة والبصري أن يركبا معنا في السيارة، وقال جلالته:

-لقد اجتمع التازي بالفقيه البصري في القاهرة، وسمعت منه الآن كلاما هاما يجب أن تسمعاه، ثم أمرني أن أعيد من البداية ما قلته.

وشرعت في الحديث من بداية اللقاء، وأثناء حديثي كان السيد ادريس البصري يردد: «جامي» «جامي» وينفي نفيا قاطعا وباتا كل ما رويته على لسان الفقيه البصري، في ما يتعلق بشروط عودته، وكان جلالة الملك أكرم الله مثواه يتدخل كل حين لينفي أنه أعطى وعدا في أي موضوع، والسيد ادريس البصرى يؤكد أنه لم يتحاور معه أو يناقش أي موضوع، وأنه اكتفى بأن أبلغه قرار جلالة الملك بالعفو عنه، وأن باستطاعته العودة إلى المغرب دون زيادة أو نقصان، وأن الفقيه البصرى شكر لجلالة الملك قراره، ووعد بالعودة بعد زفاف ابنته، ونفى أن يكون بعث له البشير الفيكيكي إلى ليبيا أو وعده بإرسال طائرة لعودته».

 

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى