
بدأت تتبخر أوراق مشروع توسعة المستشفى الإقليمي لبرشيد، مع مرور السنوات والشهور، وذلك بعد توقف المقاولة التي كانت تباشر عملية بناء مركز التشخيص متعدد الاختصاصات (مصحة النهار) قبالة المستشفى الإقليمي حاليا. وهو المشروع الذي كان من المنتظر أن يخفف من الاكتظاظ الذي يعرفه المستشفى الإقليمي، بسبب غياب السيولة المالية الذي جعل المقاولة تتوقف فجأة عن البناء ليتحول المشروع اليوم إلى سراب.
توقف البناء في البداية، أي قبل حوالي خمس سنوات، بسبب السيولة المالية طرح مجموعة من علامات الاستفهام عن غياب دراسة حقيقية وتوفير الغلاف المالي للمشروع، في وقت تم اللعب بالملف كورقة سياسية وانتخابية من طرف بعض الجهات التي أغرقت برشيد في مشاريع تحولت اليوم إلى أطلال تشوه الصورة المعمارية للمدينة.
من جانبها شددت فعاليات المجتمع المدني على ضرورة تدخل وزارة الصحة والحماية الاجتماعية لمواجهة التحديات والإكراهات التي يعرفها المستشفى الإقليمي، حتى يتم إخراجه من النفق المسدود، وتدبير مشكل النقص في الموارد البشرية الراجع بالأساس إلى عدم تعويض الأطر التي غادرت المستشفى، سواء بسبب التقاعد أو الانتقال للعمل بمراكز أخرى، دون تعويضهم، في وقت تعرف إدارة المستشفى الإقليمي فراغا على مستوى مناصب المسؤولية، وكذا عدم تفكير الوزارة الوصية على قطاع الصحة في تغيير أطباء أخصائيين بعدما غادر المستشفى عدد منهم لأسباب خاصة بهم.
وطالبت الفعاليات بالإسراع بإخراج مشروع بناء وتجهيز مركز للتشخيص متعدد الاختصاصات (مصحة النهار)، المتوقف منذ سنوات بسبب غياب السيولة المالية، علما أن المشروع كان سيساهم في الرفع من الطاقة الاستيعابية للمستشفى الإقليمي، والذي كان موضوع اتفاقية شراكة بين مجلس جهة الشاوية ورديغة (سابقا) والمجلس الإقليمي لبرشيد في الولاية السابقة باعتباره صاحب المشروع، وجماعة برشيد والمندوبية الإقليمية للصحة، بالإضافة إلى مساهمة إحدى الشركات الخاصة في بناء مركز التشخيص متعدد التخصصات. وهي الاتفاقية التي تأتي بعد مصادقة المجلس الجهوي لجهة الشاوية ورديغة سابقا على تخصيص 700 مليون سنتيم، بالإضافة إلى أن المجلس الإقليمي صادق هو الآخر على تخصيص مبلغ 290 مليونا لدعم قطاع الصحة بالإقليم و500 مليون سنتيم من أحد المحسنين، فيما ساهمت وزارة الصحة بالموارد البشرية، بحسب الاتفاقية، لتنطلق عملية البناء، لكن، بعد مرور أيام قليلة على بدء عملية البناء وحفر الأساس توقفت الأشغال.
وكان بناء مستشفى متعدد التخصصات ببرشيد حلما يراود ساكنة الإقليم التي ظلت تعاني لسنوات مع قطاع الصحة والبحث عن مراكز استشفائية تلبي حاجيات قاطني الإقليم الذي يمتد ترابه على مساحة تقدر بـ2564 كلم2 تقريبا، لكن سرعان ما أصبح هذا الحلم سرابا في وقت يعاني المستشفى الإقليمي لبرشيد من مجموعة من المشاكل، سواء على مستوى البنية التحتية التي تم إنشاؤها والتي لا تتعدى طاقتها الاستيعابية 45 سريرا لساكنة تقدر بأزيد من 466 ألف نسمة، وهي وضعية تجعل ساكنة الإقليم تتساءل عن المستشفى الإقليمي الذي يحمل الاسم فقط، وماذا تغير مقارنة بمستشفى الرازي سابقا؟ ما دام أن المرضى يعانون المشاكل نفسها، من قبيل ضعف الخدمات المقدمة ونقص في التجهيزات، وهو المستشفى الذي تحول اليوم إلى محطة عبور نحو مستشفيات البيضاء والمصحات الخاصة.





