
طنجة: محمد أبطاش
كشفت مصادر مطلعة أن الفرقة الوطنية باتت تلاحق شبكات للمخدرات، تنشط بشركات لتصدير المنتجات الفلاحية، خاصة بمحور الغرب والعرائش ومنطقة سوس، بعدما تم ضبط أخيرا شحنة من المخدرات داخل شحنات من الفلفل على متن شاحنات مبردة، حيث اجتازت ميناء طنجة المتوسط وتم ضبطها بالتراب الإسباني، بتنسيق بين المصالح الأمنية من الجانبين.
وحسب المصادر، فإن جل الشركات التي تلج ميناء طنجة المتوسط باتت تحت مجهر المراقبة الأمنية، لمعرفة خيوط هذه الشبكات وطريقة اشتغالها، بغرض الوصول إلى الأباطرة الذين يستغلون القطاع كغطاء بغرض تمرير المخدرات باتجاه الضفة الأخرى، ناهيك عن التحقيق في الاستثمارات الجديدة بهذه القطاعات، والتي غالبا ما يلجأ الأباطرة إلى إحداث شركات بعدة مناطق لإبعاد شبهات، وبالتالي عدم تركيز التحقيقات على منطقة واحدة، وبالتالي افتضاحهم.
ويأتي هذا بعدما أعلنت السلطات الإسبانية، الأربعاء الماضي، عن تفكيك منظمتين إجراميتين دوليتين متخصصتين في الاتجار في الحشيش، وذلك في إطار عملية مشتركة تم تنفيذها بتعاون وثيق مع المديرية العامة للأمن الوطني. وأوضحت الشرطة الإسبانية، في بلاغ لها، أن هذه العملية التي جرت أيضا بتنسيق مع النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بطنجة، أسفرت عن حجز 20 طنا من الحشيش كانت مخبأة داخل شحنات من الفلفل على متن شاحنات مبردة. وأضاف المصدر أن الأبحاث التي مكنت من هذه العملية انطلقت بناء على معلومات تم تبادلها مع السلطات المغربية، وأسفرت عن تحديد هويتي قافلتين من الشاحنات يشتبه في نقلهما لكميات مهمة من المخدرات.
وتم اعتراض القافلة الأولى في بلدة سانلوكار دي باراميدا، بإقليم قادس، حيث تمكنت المصالح الأمنية من ضبط 12 طنا من الحشيش كانت مخبأة في تجاويف مزدوجة خلف صناديق الفلفل، ليتم بعد ذلك إيقاف 15 شخصا في إطار هذه العملية الأولى. وبعد ثلاثة أيام، مكنت عملية ثانية نفذت في إقليم غرناطة من حجز ثمانية أطنان إضافية من الحشيش واعتقال خمسة أشخاص آخرين. وبذلك ارتفع عدد الموقوفين إلى عشرين شخصا، وضعوا جميعا رهن الاعتقال بتهم تتعلق بالاتجار في المخدرات والانتماء إلى منظمة إجرامية. كما أسفرت عمليات التفتيش المنجزة عن حجز تسع مركبات، من بينها شاحنات ومقطورات، وسلاح أوتوماتيكي، إضافة إلى أكثر من سبعة آلاف أورو نقدا. وأشادت الشرطة الوطنية الإسبانية بالتعاون المثمر مع السلطات المغربية، مؤكدة أن هذه العملية المشتركة تشكل «دليلا على المستوى المتميز للتعاون الأمني بين المغرب وإسبانيا، القائم على الثقة المتبادلة والتنسيق الفعال والإرادة المشتركة لمكافحة الشبكات الإجرامية العابرة للحدود المتورطة في الاتجار بالمخدرات».





