
مصطفى عفيف
مع مرور ازيد من ثلاث سنوات على الولاية الانتدابية الثانية التي يرأس فبيها محمد اجديرة مدينة بنسليمان، ما زال تدبير الشأن المحلي يعرف مجموعة من الإكراهات نتيجة عدت اختلالات في ظل غياب العناية بالبنية التحتية للمرافق العمومية بالمدينة وافتقارها للمساحات الخضراء بعد أن أضحت العديد من الحدائق العمومية سيما بمداخل المدينة وشوارعها الرئيسية مثل الشريط الاخضر بشارع الحسن الثاني تعرف اختلالات على مستوى تدبيرها من طرف المصالح المختصة بالمجلس الجماعي، فضلا عن افتقارها لأبسط شروط السلامة، ناهيك عن افتقار الشريط الاخضر بأكبر شارع رئيسي بالمدينة لكراس وفضاءات للأطفال وخطر أعمدة الإنارة العمومية ببعض الحدائق العمومية، والتي باتت تشكل خطرا حقيقيا على سلامة الصغار والكبار.
ويأتي هذا الوضع نتيجة غياب عملية الصيانة من طرف المصالح المختصة وغياب دور المجلس الجماعي في عملية المراقبة والتتبع عملية صيانة الفضاءات الخضراء التي تحولت إلى أراضي شبه قاحلة كما هو في الصور التي التقطتها عدسة “الاخبار” بالحزام الاخضر لشارع الحسن الثاني، والذي يعتبر واجهة المدينة بالدرجة الاولى الا ان هذا الفضاء عوض تأثيثه بالأغراس والورود اصبح عبارة عن حقول تغطيها الأعشاب الطفيلية والاشواك.
كما ان اهمال الفضاءات الخضراء ببنسليمان لم يقتصر على الشارع الرئيسي إذ هناك فضاءات اخرى تحولت إلى ما يشبه مناطق مهجورة في غياب أي تدخل للمجلس الجماعي لإيجاد حلول ناجعة للمشاكل التي عمرت طويلا، إلى أن ضاقت صدور السكان الذين يقصدون هذه الفضاءات العمومية لقضاء أوقات من الراحة والاستمتاع بمناظرها، باستثناء بعض الاصلاحات الطفيفة التي طالت الحديقة الوحيدة بقلب المدينة دون غيرها إلا أن واقع الفضاءات الخضراء بمدينة بنسليمان، والتي اصبحت ضمن مصاف المدن التي تحضى باحتضان مشاريع مرتبطة بتنظيم كأس العام 2023 الا ان مدبري الشأن المحلي لزاول خارج ركب الاصلاحات.
وبحسب تصريحات سكان بالمدينة، فإن الكثير من المساحات الخضراء والفضاءات العمومية التي كانت توجد بها الأشجار والعشب الأخضر تفي وقت كانت مدينة بنسليمان تعرف ازدهار من كل الجوانب تم إتلافها وتحولت إلى كتل من الأتربة في غياب دور الساهرين على تدبير الشأن المحلي ليعوَض العشب الأخضر بالإسمنت تحت يافطة إعادة تهيئة الفضاءات والساحات العمومية، فبدل أن يتم الاعتناء بهما بتجديد عشبهما وغرس الأشجار الخضراء، عمد مدبرو المجلس الجماعي إلى تبني الخيار السهل والمربح، وهو تفويت الساحتين كمشروع نموذجي وإقبار المساحات الخضراء.
هذا وطالبت فعاليات جمعوية وحقوقية بمدينة بنسليمان بتدخل الجهات المعنية من أجل إعادة الروح إلى مدينة أقبرها مسؤولو تدبير شأنها المحلي لتتحول من مدينة كانت، في وقت سابق، تعرف بالفضاءات الخضراء إلى مدينة اسمنتية، دون التدخل لحماية المواطنين من الخطر الذي يتربص بهم بشكل يومي جراء المصابيح الكهربائية المعطلة والآيلة للسقوط، وعلب الأسلاك الكهربائية العارية المنتشرة كذلك بين أحياء المدينة والمساحات الخضراء، إذ أصبحت حياة الكبار والصغار مهددة بالصعقات الكهربائية التي قد تصيبهم إما عن طريق (تماس كهربائي) تتسبب فيه بعض الأعشاب التي تخفي وراءها الأسلاك العارية، أو بسبب أحد المصابيح المعطلة والآيلة للسقوط، بعد أن كسر عمودها الكهربائي من طرف بعض المراهقين.