
طنجة: محمد أبطاش
وجه فريق برلماني مساءلة للمصالح الحكومية المختصة، بخصوص ما اعتبره “تبخرًا غير مبرر” لمشروع إعادة تشجير الغابات المتضررة من الحرائق المهولة التي شهدها إقليم العرائش خلال صيف سنة 2022، والتي خلفت خسائر جسيمة في الغطاء النباتي، خصوصًا في المناطق القروية المجاورة للغابات.
وقال الفريق في سؤاله الموجه إلى هذه المصالح، إن ما عاشته المملكة، وخاصة بجهة طنجة تطوان الحسيمة، من حرائق غير مسبوقة، كشف حجم الهشاشة البيئية، وعمق الحاجة إلى تدخلات استراتيجية تُعيد التوازن للمنظومة الغابوية. وأضاف الفريق أن الحكومة، عبر الوكالة الوطنية للمياه والغابات، سبق أن أعلنت في أعقاب تلك الحرائق عن برنامج لإعادة التشجير، إلا أن هذا المشروع “لم يرَ النور إلى حدود الساعة”، على حد تعبيره.
وأورد الفريق البرلماني أن الغابات المدمّرة لم يتم تعويضها بأي عمليات تشجير فعلية، رغم مرور أكثر من عامين على الكارثة، في وقت تتواصل فيه معاناة الساكنة المتضررة التي كانت تستفيد بشكل مباشر أو غير مباشر من موارد الغابة، سواء عبر جني النباتات العطرية والطبية، أو جمع الحطب، أو غيرها من الأنشطة المرتبطة بالدورة الاقتصادية المحلية.
وأكد الفريق أن عملية التشجير، في سياق مثل هذا، لا يجب أن تظل رهينة الإجراءات التقنية، بل ينبغي أن تكون جزءًا من رؤية مندمجة، تنفذ بشراكة حقيقية مع الجماعات الترابية، والفعاليات الوطنية والمحلية، مع إيلاء الأولوية للمداشر والدواوير المتاخمة للغابات. ودعا الفريق إلى اعتماد تشجير ذي بُعد اجتماعي واقتصادي، وذلك من خلال غرس أشجار مثمرة ملائمة للطبيعة الجبلية للمنطقة، كأشجار الزيتون والخروب والرمان، لما لها من أثر إيجابي في الوقاية من الحرائق وخلق فرص مدرة للدخل.
كما تساءل الفريق عما إذا كانت الوزارة تتوفر على مشروع متكامل يشرك فعليًا الجماعات الترابية والجمعيات المحلية في هذا الورش البيئي والاجتماعي، معتبرًا أن التأخر في تنزيل هذه البرامج من شأنه أن يضاعف من الأضرار البيئية ويُفقد الساكنة ما تبقى من الثقة في الوعود الرسمية.
ويطالب الجميع بتسريع هذه الخطوة، نظرا لكون سلسلة الحرائق التي عرفتها العرائش ونواحيها، أتلفت هكتارات مكونة أصلا من أشجار الفلين والبلوط الأخضر وبعض الحشائش الأرضية الناتجة عن فصل الصيف، مما بات معه من الضروري وضع خطة لإعادة تشجير وتأهيل الغابات المحلية وحمايتها من أي تهديد خاصة بعد الخسائر التي خلفها هذا الحريق والذي كان بمثابة كارثة بيئية.





