
شفشاون: حسن الخضراوي
على الرغم من توجيهات وزارة الداخلية، والتحضير لتنظيم تظاهرات دولية وإفريقية، إلا أن المجالس الجماعية، بتراب عمالتي المضيق وتطوان، فشلت في تنزيل استراتيجية واضحة لمحاربة الكلاب الضالة، بحيث ما زالت قطعان الكلاب تجوب الشوارع والأزقة وتوجد بمحيط المؤسسات التعليمية، ما يشكل خطرا على سلامة المارة والتلاميذ والسياح، فضلا عن وجودها بالقرب من مؤسسات عمومية.
وحسب مصادر، فإن السلطات المختصة بشفشاون، تعكف خلال الأيام القليلة الماضية، على دراسة مشروع رصدت له ميزانية تبلغ الملايين، وذلك في إطار التنسيق بين الجماعات الترابية بالإقليم لتوفير الوعاء العقاري وتنفيذ مشروع معالجة مشكل الكلاب الضالة، وبناء مأوى لها يتوفر على المعايير المطلوبة، ويتم تسييره من قبل طاقم مختص فضلا عن توفير الدواء المضاد للسعار.
وذكر مصدر مطلع أنه لم تنفع كل محاولات المجالس الجماعية بالمضيق وتطوان، جمع الكلاب الضالة ونقلها بواسطة سيارات تابعة للجماعات الترابية لغابات مجاورة وإطلاق سراحها، لأنها سرعان ما تعود لشوارع المدن المعنية بسبب إحساسها الجوع وحاجتها للطعام الذي تحصل عليه من حاويات الأزبال وبقايا الوجبات التي تقدمها المطاعم ومحلات الأكلات السريعة.
وأضاف المصدر نفسه أن الصفقة العمومية التي عقدتها إحدى الجماعات الترابية بالمضيق في وقت سابق لجمع الكلاب الضالة، مع إحدى الشركات المتخصصة في المجال، شهدت تعثرا بسبب تأخر أداء المستحقات المتفق حولها مع الشركة نائلة الصفقة، كما طرح الأمر أكثر من علامة استفهام حول الجدوى من جمع الكلاب والتعويض عن كل كلب يتم جمعه، في ظل غياب استراتيجية واضحة للتعامل مع الظاهرة وفق التزامات الدولة بالحفاظ على حقوق الحيوان وحماية صحة وسلامة المواطنين المنصوص عليها في القانون التنظيمي للجماعات الترابية 113/14.
وطالب العديد من سكان مدن تطوان وشفشاون والمضيق ومرتيل والفنيدق، بضمان سلامتهم وحمايتهم من هجمات قطعان الكلاب الضالة، التي أصبحت تجوب الشوارع وتوجد بالكورنيشات وأمام المدارس والمؤسسات العمومية، وداخل الأحياء الراقية والهامشية، ما يحيل على فشل ذريع في تعامل المجالس المعنية مع الظاهرة، ولا جدوى جمع الكلاب الضالة من قبل مصالح حفظ الصحة التابعة للجماعات وإطلاق سراحها بغابات قريبة، حيث سرعان ما تعود مجددا لوسط المدن.