تطوان: حسن الخضراوي
أمرت النيابة العامة المختصة بتطوان، صباح أمس الأربعاء، بفتح تحقيق في حريق مهول شب بجناح الرجال بمستشفى الرازي للأمراض النفسية والعقلية، ما استنفر مصالح الوقاية المدنية التي قامت بالتدخل والسيطرة على الحريق، حيث تم تسجيل خسائر مادية تمثلت في بعض التجهيزات والأفرشة، في حين لم يتم تسجيل أي إصابات في صفوف نزلاء المؤسسة الاستشفائية المذكورة وأطقمها الطبية والتمريضية.
وحسب مصادر مطلعة، فإن الحريق المذكور الذي يشتبه في كونه ناجم عن تماس كهربائي في انتظار نتائج البحث القضائي الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة بتطوان، أعاد إلى الواجهة المشاكل التي يعانيها قطاع الصحة النفسية والعقلية بالإقليم وباقي المناطق المجاورة، وهشاشة بنيات الاستقبال وغياب المرافق الضرورية.
واستنادا إلى المصادر عينها، فإن المستشفى الذي شهد الحريق، يقع داخل حي شعبي ويصعب الوصول إليه نتيجة ضيق الطرق والبناء العشوائي، كما أنه يعاني الاكتظاظ والنقص الحاد في الأطر الطبية والتمريضية، وغياب الجودة في الخدمات الحساسة التي يقدمها للمرضى من داخل وخارج إقليم تطوان.
وأضافت المصادر ذاتها أن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، أصبحت مطالبة بتنفيذ مشروع مستشفى كبير للأمراض النفسية والعقلية بتطوان، مع تحديد الوعاء العقاري لمساحة كافية، والتجهيز بالمرافق الرياضية والمساحات الخضراء، وقاعات الفنون والإبداع والموسيقى، وتوفير الموارد البشرية والتجهيزات ومواكبة التحولات الاجتماعية والتطور العالمي في العلاج واحترام المعايير المتفق حولها من قبل المختصين.
وكانت العديد من الأصوات المهتمة بملف الصحة العمومية بتطوان، طالبت بالكشف عن مآل التعليمات التي صدرت عن عبد الرزاق المنصوري عامل الإقليم في اجتماع رسمي بمجلس العمالة، وحثه على ضرورة التنسيق بين كافة القطاعات المعنية وتوفير التمويل من أجل تنفيذ مشروع إحداث مركز استشفائي جهوي متخصص في الأمراض النفسية والعقلية بمدينة تطوان، وذلك لمعالجة مشكل ضعف ومحدودية الطاقة الاستيعابية بمستشفى الرازي، باعتباره يستقبل مرضى من عدد من الأقاليم المجاورة كشفشاون والمضيق ووزان ما يطرح مشكل الاكتظاظ وغياب جودة العلاج.
