شوف تشوف

الرأيالرئيسيةرياضة

حزام ناسف

حسن البصري

حين انتهت مباراة كأس السوبر الليبي بين أهلي طرابلس وغريمه الاتحاد، بفوز هذا الأخير بضربات الترجيح، وفي لحظة انتشاء إدريس سايسي، المعد البدني المغربي لاتحاد طرابلس، بالفوز بلقب يعرف الليبيون أهميته، سيتعرض لاعتداء شنيع من طرف الطاقم التقني لفريق أهلي طرابلس بقيادة التونسي طارق جرايا، وسيتدخل رجال أمن في زي مدني وسيتم سحل المدرب المغربي وتهديده بالسلاح، قبل أن يتدخل أصحاب النوايا الحسنة لتخليص إدريس من قبضة رجل أمن متيم بحب أهلي طرابلس.

قال شهود عيان إنه بمجرد انتهاء المباراة بفوز اتحاد طرابلس، توجه طارق جرايا، مدرب الفريق المنهزم، صوب المعد البدني المغربي واتهمه باستخدام السحر لترجيح اللياقة البدنية لفريقه، وحين عثر على مبرر للهزيمة حرض لسانه على الكراهية واتهم المغاربة باستخدام منشطات السحر والشعوذة.

هستيريا هذا المدرب التونسي لها مبرراتها، فقد تقدم بطلب لتدريب فريق مغربي، في إطار الهجرة الكبرى للمدربين «التوانسة» صوب المغرب، فرفض طلبه وسكنه حقد دفين على المغاربة، كان لا بد من تصريفه يوما.

من محاسن الصدف أن عبد الحكيم الشلماني، رئيس الاتحاد الليبي لكرة القدم، كان حكيما في اختيار حكم المباراة الحاسمة بين فصيلين طرابلسيين، فاستدعى الحكم المغربي الأمريكي الجنسية إسماعيل الفتح وطلب منه قيادتها، ولأن عبد الحكيم كان حكما سابقا ويعرف أكثر من غيره حساسية المواجهة، فقد استنجد بالاتحاد الأمريكي لكرة القدم، الذي أرسل على الفور الحكم إسماعيل ومعه توصية بمراعاة بلد خارج للتو من احتقان رهيب.

حين أطلق الحكم صافرة نهاية المباراة بفوز الاتحاد، استنجد به المعد البدني المغربي وأشعره بخطورة التهديد الذي أشعل فتيله مدرب تونسي، كان يبحث عن مبرر للهزيمة.

تدخل الحكم وأشعر رئيس الاتحاد الليبي بخطورة الوضع، وطلب منه تخليص المدرب المغربي من الأسر، أو إخبار السفارة الأمريكية بالرهينة، فتدخل عبد الحكيم وأنقذ النهائي من أزمة سياسية، خاصة أن رئيس الاتحاد الليبي لم ينس دور المغرب في حجز مقعد له بالمكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي لكرة القدم، حين تنافس مع الجزائري جهيد زفيزف وهزمه بركلات الترجيح، في العاصمة الاقتصادية الإيفوارية أبيدجان.

ما يثير الاستغراب في هذه المباراة التي سبقتها نشرة إنذارية من مستوى يقظة برتقالي اللون، أنها شهدت أعمال عنف، رغم إجرائها بدون حضور جماهيري، وعلينا أن نتخيل حجم الاحتقان بوجود أنصار الفريقين. معنى هذا أن الجمهور ليس حتما هو حطب عنف الملاعب.

ما غاب عن المدرب التونسي والشرطي الذي كان يسهر على أمن وسلامة اللاعبين والمدربين، أن المغرب لعب دورا كبيرا في عودة الاستقرار السياسي إلى ليبيا، وأن الصخيرات شاهدة على المؤتمرات التي تبناها المغرب من أجل توافق ليبي ينهي الاحتقان.

نسي المدرب التونسي، الذي اتهم مدربا مغربيا باستخدام السحر ورفع درجة الاحتقان إلى أعلى المستويات، تصريحاته القديمة التي نوه فيها بما وصلت إليه الكرة المغربية من تطور، حين كان يخطب ود مسؤول مغربي.

أعادنا حادث «السوبر» الليبي، إلى زمن اعتقدنا أنه انتهى بنهاية زمن الميليشيات، وجعلنا نتذكر فترة هيمنة آل القذافي على المشهد الكروي، حين كان الرشاش حاضرا على طاولة التفاوض مع اللاعبين والمدربين الأجانب، جنبا إلى جنب الورقة والقلم.

بؤرة عنف أخرى شهدها ملعب أبو ظبي، في ختام مباراة الدور النهائي لكأس السوبر السعودي، بين الهلال والاتحاد، فقد حصل انفلات غريب، تعرض خلاله اللاعب الدولي المغربي عبد الرزاق حمد الله لاعتداء من قبل أحد المشجعين الذي استعان بحزام سرواله وشرع في جلد اللاعب المغربي، باستخدام «لبزيم». انتشرت في منصات التواصل الاجتماعي مقاطع من المعركة، وتبين أن العرب اتفقوا على أن يكون ختامها زفت كلما تعلق الأمر بمباراة نهائية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى