سري للغاية

حسن فرج: «هذه حقيقة اهتمام الجهات الرسمية في ألمانيا بثروة عبد الفتاح»

> كيف عشت أنت فترة انقطاع علاقتك بأختك وغياب والدتك أو ابتعادها وطلاقك من جهة؟ ألم تطلب مساعدة مادية من والدتك؟
في الحقيقة لم أطلب منها مساعدة، وعشت تخوفا كبيرا من المسقبل لأنني فقدت جزءا مهما من أموالي في الاستثمار الفاشل مع حماتي. لم أستعد أموالي ولم يتم المشروع. والدتي تطوعت من تلقاء نفسها لمساعدتي عندما رأت أنني أتخبط في إجراءات الطلاق، وما بعد الطلاق أيضا. كان لدي المال الكافي لتدبر أموري، لكنني في ما بعد، خصوصا بعد اختفاء والدتي وقبل أن أعلم بلغز وفاتها، سأدخل في ضائقة مادية كبيرة، ستزيد حدتها عندما تتفاقم أمور الدعوى التي رفعها أعمامي.

> وخديجة ألم تكن معنية بالدعوى؟
لا أحد كان يعرف مكانها، ولم تكن مهتمة أصلا. قيل لي إنها شوهدت في ألمانيا، عندما ذهبت إلى هناك بحثا عن والدتي عندما انقطعت عني أخبارها نهائيا منذ مارس 2013 إلى أن بلغني خبر وفاتها بعد أشهر.

> قبل أن نصل إلى اختفاء والدتك، أين كنت تعيش بعد انتهاء علاقتك بأختك وعودتها إلى زوجها، صهرك السابق؟
كنت أعيش في الفيلا، وكان يعيش معي فيها الدكتور قنيدل، والأشخاص الذين عملوا لدي هنا للاعتناء بأمور الفيلا. وطبعا كنت أتحمل مصاريف كل شيء هنا، بما في ذلك مصاريف الدكتور قنيدل. عندما كانت نادية تزورنا لاحظت قوة العلاقة بيني والدكتور وسألتني عنه مرارا، وسألته هو أيضا عن علاقته بي، وحكيت لها كل شيء عنه. الانطباع الذي تكوّن لديها بهذا الخصوص هو أن قنيدل كان حريصا جدا عليّ.

> هل هي نادية الصديقة التي تعرفت عليها عن طريق ابنة عمتك، وعرضت عليك أن تساعدك بخصوص مشكل العائلة؟
نعم. وكانت علاقتي بالدكتور قنيدل تثير إعجابها واستغرابها أيضا. في إحدى المرات جاءت لزيارتنا صباحا، تركتها جالسة مع الدكتور قنيدل وخرجتُ لإحضار الفطور من أحد المحلات القريبة من الحي. كان يوم أحد وكانت الشوارع شبه خالية، لكني لم أنتبه وأنا في طريق العودة لسيارة مسرعة بين الفيلات، فوقع بيننا ارتطام. السيارة الأخرى كانت على متنها أسرة ولديهم أطفال.. المهم اضطررنا إلى التوقف والاتصال بالشرطة بعد الاطمئنان على سلامة الأطفال، ولم أصب إلا برضوض خفيفة. تأخرنا كثيرا في انتظار وصول الشرطة واتخاذ الإجراءات.. إلخ. المهم اتصلت بالدكتور قنيدل الذي كان ينتظر الفطور، وأخبرته أنني تعرضت لحادث وسأتأخر. فإذا به يلحق بي، ويطمئن على سلامة الناس ووقف مدة صامتا لم يبد أي رد فعل، كعادته. ما أضحكني أنه كان واقفا قربي، بحضور الشرطة، يتأمل نملة في الأرض، فإذا به يقوم بقتلها بقدمه، وينظر إلي ليخاطبني: «حياتك مثل هذه النملة..». وأخذ طعام الإفطار من سيارتي وترك لي نصيبي منه هناك (يضحك).. وعاد إلى الفيلا.
ما قصده بكلامه عن النملة أنه أراد توبيخي على الحادث، واعتبرني مسؤولا عنه، رغم أن الأمر يتعلق بغفلة وعدم انتباه السائق الآخر الذي كان قادما من زنقة صغيرة بين الفيلات بسرعة كبيرة ولم ينتبه إلى علامة التوقف. كنت أتوقع أنه جاء لمساعدتي أو تلطيف الأجواء أو لدعمي، لكنه دهس نملة أمامي ونظر إلي باستخفاف وأخذ فطوره وانصرف. عندما عدت إلى البيت بعد الانتهاء من الإجراءات، وجدته جالسا وكأن شيئا لم يكن.
> قلت إن صديقتك الجديدة كانت تستغرب للعلاقة بينك والدكتور قنيدل. ألم تخبرها بقصتكما؟
أخبرتها بكل شيء تقريبا، هي كانت تستغرب من رد فعله بخصوص أي شيء يتعلق بي، وتعلم أنه كان يدافع عني أمام والدتي أيام طردني عبد الفتاح فرج من العائلة.
في إحدى المرات، كانت نادية تريد أن تلتحق بعائلتها في مناسبة دينية. لم تتمكن من مرافقتهم إلى نواحي مكناس وعرضت عليها أن أوصلها فأصر الدكتور قنيدل على المجيء معنا. قلت له إن عليه أن يُمضي العيد مع عائلته في الدار البيضاء، لكنه تمسك بالذهاب معنا لإيصالها، وهذا ما حدث فعلا. لكن عندما بقيت أنا وهو فقط، عرض علي أن نذهب إلى منطقة «وليلي».. فاستغربت. قلت له ماذا سنفعل في مكان سياحي يوم عيد الأضحى! لكنه أصر على أن أرافقه إلى هناك.
بينما كنا جالسين نتأمل المنظر هناك، إذا بنا نسمع حديثا بالألمانية بين بعض السياح، وبعد قليل اقتربوا منا وكان أحدهم يقوم بحركات رياضية. فتحدث معهم الدكتور قنيدل بالألمانية، وأخبرهم أنه كان يعمل ملحقا ثقافيا في سفارة المغرب ببرلين. سأله أحدهم عن الأوضاع السياسية وما يحدث في الشرق الأوسط ودخلا في نقاش، بينما بقيت أنا صامتا أنظر إلى الألمانيين الآخرين، ومن بينهم سيدة كانت تنظر إلي بنظرات ارتياب وتتصنع أنها تتصفح شيئا ما في هاتفها النقال. لم أستسغ الطريقة التي تقربوا بها منا.
> لماذا؟
بدا لي وكأن الأمر محبوك، وأنهم استدرجونا للحديث. لم يستمر الأمر طويلا وانصرفوا، وبما أنني جئت في سيارتي التي أوصلت بها نادية، وقنيدل في سيارة أخرى لحقني بها، فقد اتفقنا قبل مغادرة وليلي على الطريق الذي سنسلكه في العودة إلى الرباط، لكن عندما انطلقت بمدة اكتشفت أن سيارة قنيدل لم تكن خلفي كما اتفقنا، وتوقفت على جانب الطريق لأطمئن عليه، لكن سيارته لم تظهر، والأكثر من هذا أنني اتصلتُ به ولم يكن يرد، كان هاتفه خارج التغطية، ولم ألتقه إلا بعد مدة عند لحاقه بي في الرباط.

> هل تريد أن تقول إن الألمان كانوا يراقبون قضية عائلة عبد الفتاح فرج؟
ليس لدي معلومات في هذا الباب.

هل اتصلت بك جهات رسمية ألمانية بعد اختفاء والدتك غيثة في مارس 2013؟
+لم يتصل بي أحد، أنا الذي اتصلت بالشرطة هناك وطلبت توضيحات بشأن اختفاء والدتي، وذهبت إلى ألمانيا للبحث عنها وتعاملوا معي بشكل عادي.

> وقبل اختفائها؟
لم يتصل بي أحد ولم أتوصل بأي شيء من أي جهة هناك.

لكن عبد الفتاح فرج حوّل أموالا ضخمة إلى الخارج وعاش آخر أيامه في ألمانيا ولم يكن شخصية عادية.. بالإضافة إلى مسألة الصندوق الحديدي الذي يضم وثائق سرية.. ألم يتصل بك أحد من الجانب الألماني بهذا الخصوص؟
+تواصلت مع البنك الألماني، والمكلف بثروة والدي في ألمانيا كان ألمانيا وحضر الجنازة أيضا. لا أعتقد أنهم يحتاجون إلى الاتصال بي بهذا الشأن لأنهم يعرفون كل شيء عن ثروة عبد الفتاح فرج وحساباته البنكية في بلادهم وفي الدول الأوربية الأخرى.

> قلت إنه اشترى بيتا في ألمانيا.. ما مصيره بعد وفاته؟
نعم قام بشراء منزل في حي صناعي فور وصوله إلى ألمانيا. كان هذا في مدينة أولم وكان المكان بئيسا للغاية. أؤكد أن عبد الفتاح فرج عاش حياة بئيسة في ألمانيا..

> لكن ما راج عنه هنا في المغرب بعد وفاته أنه عاش حياة مترفة بالخارج..
هذا ليس صحيحا، أنا عايشته هناك ورأيته. صحيح أنه تخلى عن الشقة في الحي الصناعي وانتقل إلى أرقى أحياء «أولم» لكن بعد أن تمكن منه المرض في آخر أيامه فقد كان يتردد على الأماكن الحقيرة.
جوابا على سؤالك بخصوص مصير الشقة، فقد انتقلت ملكيتها إلى والدتي واستقرت فيها.
ما أريد أن أوضحه بخصوص علاقتنا مع الجهات الرسمية في ألمانيا، أن نهاية عبد الفتاح فرج هناك لم تشكل لهم موضوعا ذا أهمية، بعكس اختفاء والدتي وانقطاع أخبارها، ثم وفاتها.. أنا انتقلت إلى ألمانيا في تلك الفترة، واتصلت بالشرطة وطلبت توضيحات وفتح تحقيق في الموضوع، وبدا لي أنهم تابعوا كل شيء، لكن كانت هناك صعوبات كبيرة في فك اللغز، واستغربنا جميعا عن سر وجودها في الغرفة التي توفيت داخلها.

> سنأتي إلى تفاصيل اختفاء والدتك والظروف التي وُجدت فيها.. قلت إن اتصالاتها بك كانت نادرة قبل اختفائها.. ما السبب في نظرك؟
كانت بين الفينة والأخرى تتصل من ألمانيا.. تسأل أسئلة عادية وتنهي المكالمة. كانت تبين لي أنها غير راضية عن الوضع الذي كنت أعيشه، وحدث في مرات كثيرة أنها لامتني على مصير المال الذي كان بحوزتي وحاولت أن أشرح لها تفاصيل صرفه، لكنها كانت تنهي الموضوع، وتساعدني ماديا بطريقة غير مباشرة عن طريق صديق العائلة، الذي كان يبلغني أن والدتي دفعت مصاريفي بالنيابة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى