
أكادير: محمد سليماني
لقي شاب يبلغ من العمر 24 سنة، مصرعه أول أمس السبت بحي الخيام بأكادير، نتيجة مضاعفات داء السعار الذي أصابه منذ أسابيع.
واستنادا إلى المعطيات، فقد لقي الضحية مصرعه، نتيجة مضاعفات داء السعار، ذلك أنه كان يملك كلبا أليفا صغيرا، يرافقه دائما في تحركاته، غير أن هذا الكلب كان قد تعرض لعضة من كلب ضال آخر، فأصيب بداء السعار. وذات يوم بينما كان الضحية يلاعب كلبه الصغير، إذا به يعضه هو الآخر على مستوى يده، لكنه لم يعر الأمر أي اهتمام، إذ بدا له الجرح بسيطا ولا يستدعي أي تدخل طبي. وقد استمر الحال على ما هو عليه لمدة تقارب الشهر، غير أنه يوم السبت المنصرم، بدأ الهالك يحس بارتفاع في درجة الحرارة على مستوى جسده، إضافة إلى عياء تام، فتم نقله إلى المستشفى، ليتبين بعد فحصه أنه مصاب بداء السعار، إذ تم حقنه بمصل مضاد للسعار، وتم إخلاء سبيله على أساس العودة لإتمام الحقن بعد ذلك، إلا أنه بعدما عاد إلى منزله، ساءت حالته الصحية أكثر مساء ذلك اليوم، فبدأ في الصياح وإصدار أصوات مزعجة، كما أضحى القيء يخرج من فمه ممزوجا بالدم، ليتم وضعه في بيت منفردا.
وقد حلت السلطة المحلية بعين المكان، كما تم الاتصال بالوقاية المدنية، والتي نقلته من جديد على متن سيارة الإسعاف إلى المستشفى الجهوي، لكنه فارق الحياة، بعد لحظات من ولوجه المستشفى.
وتعرف مدينة أكادير وضواحيها انتشارا كبيرا للكلاب الضالة، التي تهدد سلامة وأمن السكان وزوار المدينة، كما أن بعض هذه الكلاب تنقل داء السعار في ما بينها، ما يشكل خطرا محدقا بالمارة في الشوارع العامة. فقبل أيام قليلة فقط، كادت الكلاب الضالة أن تنهي حياة شيخ ثمانيني، جراء مضاعفات إصابات بالغة تعرض لها، بعدما هاجمته كلاب ضالة بحي تالبورجت وسط المدينة.
وقد نقل المصاب الذي داهمته جحافل الكلاب على حين غرة، ولم يجد من سبيل لصدها، لتبدأ في نهشه في أنحاء متفرقة من جسده، بعدما أسقطته أرضا، على وجه السرعة إلى المركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثاني لتلقي العلاجات الضرورية، وحقنه بمضادات داء السعار. وقبل ذلك، لقيت طفلة تبلغ من العمر أربع سنوات مصرعها بمنطقة الدراركة قرب أكادير، بعدما نهشتها الكلاب الضالة وأنهت حياتها على الفور.
وكان المجلس الجماعي لأكادير قد صادق في دورته العادية لشهر أكتوبر 2024 على اتفاقية شراكة مع الجمعية المغربية لحماية الحيوانات، للحد من ظاهرة انتشار الحيوانات الضالة التي أصبحت تشكل تهديدا للصحة العامة وسلامة السكان، وتؤثر سلبا على المظهر الحضري للمدينة. وتهدف الاتفاقية إلى توفير الغذاء والرعاية للحيوانات الضالة، خاصة الكلاب المنتشرة في الشوارع، من خلال تمويل جزء من احتياجات تغذيتها لتحسين ظروف معيشتها وتقليل المخاطر المحتملة. كما تتضمن الاتفاقية تنظيم عمليات التعقيم والتلقيح للكلاب للحد من تكاثرها بشكل فعال وتقليل أعدادها تدريجيا. وبموجب هذه الاتفاقية، ستقوم الجمعية المغربية لحماية الحيوانات بالتنسيق مع جمعيات الرفق بالحيوانات بتنفيذ العمليات الميدانية والإشراف على رعاية الحيوانات.