طانطان: محمد السليماني
تعيش مجموعة من المؤسسات التعليمية الابتدائية بمدينة طانطان تخبطا وتعثرا منذ البداية الفعلية لانطلاق الموسم الدراسي الحالي. وبحسب مصادر مطلعة، فإن الأسباب تعود إلى تأخر تزويد المؤسسات التعليمية بالكتب المدرسية. وكشفت مصادر “الأخبار” أن جميع المؤسسات التعليمية الابتدائية بالإقليم لم تتوصل بحصتها الكاملة من الكتب، الأمر الذي خلق ارتباكا لدى مديري المؤسسات والأطر التربوية، حيث إن مجموعة من المواد المُدرسة لا يتوفر المتعلمون على الكتب الخاصة بها.
وتعود أسباب تأخر تزويد المؤسسات التعليمية بالكتب المدرسية، إلى تأخر المقاول الفائز بصفقة الكتب المدرسية في تنفيذ الصفقة وتوفير الكتب للمؤسسات التعليمية بالإقليم، بالرغم من أن الوقت كان كافيا لتوفير هذه الكتب، خصوصا وأن الصفقات يتم إعدادها منذ نهاية الموسم الدراسي المنصرم، على أساس اقتناء الكتب في العطلة الصيفية وتوزيعها على المؤسسات مطلع شهر شتنبر. ورغم أن الدخول المدرسي لهذه السنة قد تأخر لمدة شهر كامل، إلا أنه رغم ذلك لم يتم الالتزام بتوفير الكتب المدرسية في الوقت المحدد، ما يجعل تدبير الدروس وتكليف المتعلمين بالقيام بالواجبات المنزلية انطلاقا من الكتب مفقودا.
واستنادا إلى المعطيات، فإن عددا من الآباء والأمهات يترددون بشكل مستمر على المؤسسات التعليمية للاستفسار عن موعد تزويد المتعلمين بالكتب المدرسية في إطار مبادرة مليون محفظة، إلا أن المديرين يجدون أنفسهم عاجزين عن تقديم أية إجابة، سوى دعوة الآباء والأمهات إلى مزيد من الانتظار الذي قد يطول، خصوصا وأن هذه الصفقات تتكلف بها العمالة عن طريق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مما يجعل المديرية الإقليمية للتربية الوطنية بدون أية سلطة لإرغام المقاول الحائز على الصفقة على توفير الكتب في أقرب الآجال.
وما يزيد من صعوبة الوضع، هو أن مكتبات المدينة لم تعد توفر الكتب المدرسية للمستويات الابتدائية منذ سنوات، ذلك أنه منذ إحداث مبادرة مليون محفظة، دأب المتعلمون على الحصول على الكتب من المؤسسات التعليمية، وبالتالي فقيام هذه المكتبات بتوفير الكتب فيه مخاطرة كبيرة، وخسارة مادية جسمية، لكون تلك الكتب تظل على الرفوف دون رواج سنة كاملة، وقد يتغير المقرر في السنة الموالية مما يضاعف الخسارة أكثر. وبحسب المعطيات، فقد تردد عدد من الآباء مؤخرا على مجموعة من مكتبات المدينة بحثا عن بعض الكتب لأبنائهم، إلا أنهم لم يجدوها. وبحسب المصادر، فإنه أيضا خلال الموسم الدراسي الماضي، توصلت بعض المؤسسات التعليمية الابتدائية ببعض الكتب في بداية السنة الدراسية، وحصلت على وعود بتوفير بقية الكتب المقررة بعد أيام فقط، إلا أنها لم تتوصل بها حتى انقضى الموسم الدراسي، مما يطرح السؤال حول مصير تلك الكتب التي تم اقتناؤها في إطار الصفقة المبرمة.