شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرملف الأسبوع

كتاب في عالم الكرة مفكرون جمعوا بين ملكة الكتابة وهوس الكرة

في زيارتي الأخيرة لمعرض الكتاب، سألني عنصر من الحراسة الخاصة عن سر غياب اللاعبين وعدم حضورهم لفعاليات معرض الكتاب، فلم أجد جوابا لسؤال يعرف السائل جوابه، لكني تمنيت أن أكذب القول المأثور: «القراءة لا تحلق فوق الملاعب»، فلم أصادف على امتداد جولتي إلا بعض مشجعي الفرق المغربية الذين يسكنهم حب الكرة ولا يترددون في الحديث عنها وسط رائحة الكتب.

في معرض الكتاب، يمكنك أن تعثر على رواية أو ديوان شعر إلى جانب كتاب حول شخصية كروية، لكن نادرا ما تجد كاتبا أو روائيا أو شاعرا يدين بالولاء للكرة.

الكتاب المغاربة كلاعبي المنتخب يقتنصون الألقاب ويركبون صهوة البطولات، محليا وعالميا بالرغم من الجفاء الذي يميز علاقة مغاربة اليوم بالكتاب.

الكتاب المغاربة منهم المحليون والمحترفون تماما كلاعبي المنتخب الوطني. منهم الراسخون في التجارب ومنهم روائيون في المنتخب الرديف والبطولة المحلية ينشطون في منافسات منصات التواصل الاجتماعي. هؤلاء الكتاب أيضا يملكون كاللاعبين سحر المراوغة وطول النفس وشهية الظفر بالجوائز والألقاب. لكنهم لا يملكون وكلاء أعمال ووسطاء يغرونهم بعقود وصفقات فلكية.

في مصر روائيون وشعراء يعلنون انتماءاتهم دون أن يتراشقوا، بل يجعلون إنتاجاتهم الأدبية في خدمة الكرة، يمكن الرجوع إلى ما كتبه أنيس منصور أو طارق إمام وأحمد فؤاد نجم لنقف على إسهامات الأقلام في تحفيز الأقدام الأهلاوية. والطفرة نفسها نشاهدها في ضفة الزمالك مع نجيب محفوظ وخيري شلبي ومصطفى الفقي واللائحة طويلة.

أغلب الكتاب والروائيين المغاربة صحافيون رياضيون يؤرخون للكرة من خلال سير ذاتية حفاظا على الذاكرة من التلف، أو من خلال تسليط الضوء على أحداث غطتها طبقات سميكة من الغبار. أبرزهم منصف اليازغي ويونس خراشي وعزيز البودالي وأحمد ذو الرشاد واللائحة طويلة.

حسن البصري

 

الخطيبي.. كاتب اعتزل الكرة من أجل السوسيولوجيا

ولد عبد الكبير الخطيبي في مدينة الجديدة سنة 1938، وتحديدا في حي الصفا المتاخم لشاطئ البحر، وكان والده فقيها مقربا من أبي شعيب الدكالي، أصر على أن يجعل منه عالما كما كان يردد في تجمعاته الدينية.

كان الوالد شديد التنقل بين المدن، لذا عرف المسار التعليمي محطات عددية في مدارس الجديدة، والدار البيضاء والصويرة، ومراكش، والرباط. وعرف في شبابه بولعه بالكرة حين كان لاعبا في فريق سبورتينغ الجديدة الذي سيتحول إلى الدفاع الجديدي بعد الاندماج، وحين التحق بجامعة السوربون في باريس انضم مجددا لفريق جامعي وشارك في الألعاب الجامعية الفرنسية، قبل أن يقرر التفرغ لشهادة الدكتوراه التي حصل عليها سنة 1969.

وعند عودته إلى المغرب سنة 1964 تقلد مسؤولية إدارة معهد السوسيولوجيا بالرباط، لتقوم السلطات المغربية بإغلاقه بعدما شككت في كون المعهد يقوم بالتأثير وبتأطير الطلبة المعارضين للنظام الملكي، وتولى منصب مدير المركز الجامعي للبحث العلمي، وكان عضوا في اتحاد كتاب المغرب، ورئيسا لتحرير «مجلة المغرب الاقتصادية والاجتماعية».

عانى الرجل من تربص الجنرال أوفقير ورفيقه أحمد الدليمي، فقد كتبا تقارير مفحمة حول السوسولوجيا وكانا يؤاخذان العلوم الاجتماعية أمام الملك الحسن الثاني ويتهمانها بكونها «تزرع في التلاميذ الروح التخريبية والتمردية». فأصدرا قرارا بإغلاق المعهد. لكن الخطيبي ظل حريصا على متابعة مباريات الدفاع الحسني الجديدي خاصة حين يحل بالرباط لمواجهة الفتح أو الجيش أو سطاد المغربي. بل وكان يجد متعة في مناصرة الفريق الدكالي، قبل أن يغيب بسبب وعكة صحية أبعدته عن الكتابة في مجال علم الاجتماع وعن الكرة.

لا تتردد أمينة العلوي زوجة الراحل الخطيبي في توجيه الشكر لملك البلاد محمد السادس، الذي أنقذ أسرة الخطيبي من حيرتها، وقرر التكفل شخصيا بنفقات علاج رجل السوسيولوجيا الأول، في مستشفى الشيخ زايد بالرباط، بل إن الزوجة تثني على الملك الذي أعطى تعليماته الملكية بالاحتفاظ بصفة أستاذ جامعي لزوجها مدى الحياة، مع تمتيعه بكافة الامتيازات ذات الصلة بالمنصب.

بعد خمس سنوات عن رحيله، دعيت أرملته أمينة للبوح، وتقديم مساهمتها في كتاب جماعي يسلط الضوء على جوانب من حياة الراحل عبد الكبير الخطيبي ، يحمل عنوان «ولدت غدا: تحية لعبد الكبير الخطيبي»، إلى جانب أسماء من حقل الثقافة والفن وأخرى من عائلة الراحل، وهو من إعداد الكاتب المغربي مراد الخطيبي (ابن أخ عبد الكبير الخطيبي) في حوالي 170 صفحة، وتضمن مواد متنوعة (شهادات ونصوص وقراءات وحوارات) بالعربية والفرنسية والانجليزية.

 

جويطي.. لاعب رجاء بني ملال المهووس بنجومها

جمع الكاتب والروائي عبد الكريم جويطي، بين عشق الرجاء الملالي لكرة القدم وهوس الكلمة، عاش متيما بحب مدينته بني ملال التي وضفها بـ «المدينة المعذبة عندها سبعة أرواح».

من مواليد شهر ماي 1962 ببني ملال، هو كاتب وروائي ومترجم مغربي حاصل على جائزة المغرب للكتاب، اشتغل أستاذا، تم مندوبا ومديرا جهويا لوزارة الثقافة، ومكلفا بالدراسات في وزارة الثقافة. يعتبر عبد الكريم جويطي ظاهرة متفردة في الكتابة الروائية الحديثة في المغرب؛ فهو لا يحظى فقط بمتابعة النخبة المثقفة، بل باهتمام عموم القراء أيضا، فمنذ صدور عمله الروائي الأول «ليل الشمس» في بداية التسعينيات وفوزه بجائزة اتحاد كتاب المغرب للأدباء الشباب، وهو يحظى بالمتابعة المتفردة.

عبد الكريم جويطي يبدع أيضا في عوالم الكرة فقد كان عاشقا للرجاء الملالي ولاعبا لكرة القدم، وحافظا لمتون إبداعات جيل مضى سحب بساط البطولة من تحت قدمي الرجاء والوداد سنة 1974.

لا تخلو رواياته «كتيبة الخراب» و«المغاربة» و«زغاريد الموت» وإبداعات أخرى من هموم الملاليين، «نعيش معه جغرافية المدينة من خلال أحيائها كغدير الحمراء، وتمكنونت التي كان يشم رائحة نعناعها من ساحة الحرية، وموقع العمالة فوق الهضبة في طريق عين أسردون، هذه العين التي يعشقها وقصرها المطل عليها، ويروي قصصها».

كان معجبا بلاعبي الزمن الجميل للرجاء الملالي، وكانت أسماء نجوم الفريق تحضر بقوة في كتاباته، بل يحرص على كتابة بورتريهات لأسماء كان حضورها القوي في ذاكرة الرياضة الملالية والمغربية على غرار أحمد نجاح والولد ونسيلة. هذا الأخير الذي وصفه عبد الكريم قائلا: «في زمن كان فيه المدافع كالجدار، وآلة الحصاد، لا يفكر، يضرب ويشتت الكرة، ويغافل الحكم ليلكم الخصم، كان هو استثناء: يلعب بأناقة، بل بترفع، يفتك الكرة بذكاء، وتبدأ الهجمات من رجله، يقرأ اللعب جيدا، ويضبط مسارات الكرة، وحين يدخل لافتكاك الكرة، يفعل ذلك بخفة وحسم جراح.عبد الإله نسيلة فلتة من فلتات كرة تلعب في المغرب العميق بشدة وفدائية، كرة تحكمها القوة البدنية والاندفاع».

 

خير الدين.. كاتب تمرد على نفسه وعلى حسنية أكادير

عندما داهم المرض الكاتب محمد خير الدين، قرر الكشف عن فريقه المحبوب، حسنية أكادير، قال لرفاقه في مقهى باليما بالعاصمة: «دعوني أشاهد مباراة الحسنية والفتح سأقتص تذكرة عبور للملعب هناك أجنحة الصداقة التي تغمرني بنورها الرحيم». حصل هذا في زمن لا يملك فيه الكاتب سوى الحروف التي ليس في مستطاعها تأدية تكاليف الأطباء.

ولد خير الدين سنة 1941، في قرية أزرو واضو، قرب تافراوت، التابعة ترابيا لإقليم تيزنيت، هاجر والده إلى الدار البيضاء، للبحث عن لقمة العيش، وبقي هو في مسقط رأسه حتى الثامنة من عمره، رفقة أمه التي كان يعاني من جبروتها وقساوتها، كما كتب في أحد نصوصه، وجده الذي سيترك في وجدانه أثرا قويا. أما علاقته بوالده المغترب في العاصمة الاقتصادية، فشهدت عدة توترات حادة، خاصة إثر تطليق هذا الأخير للأم. هذه العلاقات ستبرز في العديد من كتابات خير الدين، حيث كثيرا ما يستعيد زمن طفولته وأمكنتها.

عاش الفتى وهو في سن المراهقة مضاعفات حالة التفكك الأسري، لكنه وجد في الكرة متنفسا له لكن رفاق طفولته كانوا يجمعون على روح التمرد التي كانت تسكن خير الدين في الملاعب أيضا، إذ كان كثير الاحتجاج.

شرع خير الدين في كتابة الشعر، وهو تلميذ بإحدى ثانويات الدار البيضاء، كتب محاولاته الشعرية الأولى باللغة العربية، وحين تلعب حسنية أكادير إحدى المباريات في الدار البيضاء يتسلل إلى الملعب لمؤازرتها لكنه لا يتردد في إرسال شحنات الغضب للمسيرين عند الهزيمة.

مباشرة بعد حصوله على شهادة الباكلوريا، قرر البحث عن وظيفة تمكنه من تدبير حياته واحتياجاته، فاشتغل في مؤسسة الضمان الاجتماعي فرع أكادير التي كانت تنبعث من جديد، قضى ثلاث سنوات فقط في هذه الوظيفة ليتمرد من جديد على الحياة البيروقراطية ويقرر الهجرة إلى فرنسا.

عاش الكاتب المغربي محمد خير الدين أهوال الغربة، لكنه ظل ينهل من معين روائع الأدب الفرنسي، مصرا على أن يعيد للغة موليير صباها كما كان يقول. هاجر ابن تافراوت إلى باريس في الوقت الذي كان أقرانه في الدوار يفضلون الهجرة إلى الدار البيضاء لممارسة التجارة.

لما عاد محمد خير الدين سنة 1995 إلى المغرب، عاش في مغرب لم تحركه كثيرا رياح التغيير، على حد قوله، فأدمن السهر وجنون الغضب وحدة المزاج. لكنه كتب وأبدع، وظل وفيا للقراءة حتى في أصعب الأحوال، رغم أن كتبه لم تنل تأشيرة العبور إلى المكتبات المغربية إلا بصعوبة.

توفي خير الدين يوم 18 نونبر 1995، وحين كان جثمانه يسير نحو المقبرة، كانت الشوارع مزينة بالأعلام الوطنية لأن اليوم يوم عيد الاستقلال، وبعد رحيله تقرر تكريمه بإطلاق اسمه على مركب ثقافي في أكادير.

 

أدباء درب غلف بين عشق نجم الشباب والحياة والرجاء والوداد

لا يمكن للرجاء والوداد أن تعفي كتاب درب غلف من جاذبيتها، فعلى الرغم من قوة الانتماء لدرب غلف الفريق الذي خرج من دروبه الرطبة فريقان كبيران وهما الحياة البيضاوية ونجم الشباب البيضاوي إلا أن قطبي الكرة في الدار البيضاء اخترقا هذا الحي المناضل واستقطب كتابه ومبدعيه قبل هواة وعشاق الكرة المستديرة.

كل الكتاب الذين جمعتهم مقهي «لابريس» بشارع الروداني كشفوا في لحظات البوح سر الانجذاب لفرق خارج محيط درب غلف، ظهرت أعراض عشق الوداد على الروائي إدريس الخوري وقيل إنه انجذب لفريق رباطي حين انتقل إلى العاصمة، لكن الحب يظل للحبيب الأول. قال رفاقه إنه عاش مختطفا من طرف العاصمة ومبدعيها، كان مجذوب درب غلف عاشقا لنجم الشباب والرجاء وكان مدافعا على هذه الازدواجية.

كان البشير جمكار ضمن «كليكة» الخوري يجمعهما درب غلف، ومقهى «لابريس» التي تعد منتدى ساهرا للكتاب والرياضيين، وكان عاشقا لنجم الشباب البيضاوي يتغنى دوما بالشهيرة، وحين استكان المطاف بـ «ليطوال» في دوري المظاليم لم يبق له منها سوى حكايا التاريخ حين كان الفريق يقارع الكبار.

يقول الكاتب أحمد المديني عن جمكار في هذه اللمة التي لا تغيب نقاشات الكرة عنها: «عرفته منصتا أكثر منه متكلما، ومن يجرؤ على الكلام أمام «الجن» (يقصد أحمد صبري)، الذي يخوض في مواضيع الدنيا والآخرة، وجميع الأزمنة، وعليك أن تجمع الفصحى والعامية والفرنسية والعامية الفرنسية، زيادة عن الغوص في درب غلف ومثل أولاد دربه ينتقل إلى المعاريف «ليفوج» عن نفسه، مثل المغاربة ينتقلون من أحيائهم الشعبية يوم الأحد كأنهم يسكنون في البوادي والحقول، لكن أهم خصلة في الراحل طبعت حياته كلها وميزت شخصيته هي عصاميته»، عشق صاحب «حزن في الرأس وفي القلب»، نجم الشباب وظل يروي قصصها سرا وعلانية.

أما أحمد صبري فقد تفوق عن رفاقه بالممارسة الميدانية وهو الذي كان من الرعيل الأول للحياة البيضاوية، التي نشأت وترعرعت في درب غلف، وشكلت غريما تقليديا لنجم الشباب. مارس أحمد صبري كرة السلة في الخمسينات وتألق في جميع الرياضات وكان جامعا شاملا يكسب سباقات السرعة ويهزم كبار السباحين ويتألق في جميع الميادين لهذا حمل لقب الجن.

هو الأديب الشاعر والروائي الذي درب فرقا عديدة منها المنتخب المغربي للشبان، وأشرف على تدريب النهضة السطاتية والمغرب التطواني كما اشتغل مديرا تقنيا في الرجاء البيضاوي والوحدة السعودي. وأيضا مديرا لديوان وزير الرياضة عبد اللطيف السملالي.

 

عبد القادر الرتناني.. رئيس وناشر وسط «النسور»

من الصعب أن تجد أديبا في المشهد الكروي، لاعبا أو مدربا أو رئيسا، وكأن الكرة شأن الأقدام والأجسام لا مكان فيها للأشجان.

هناك استثناء، ففي مدرجات الملاعب ينتشر شعراء فصائل «الالتراس»، ينظمون القوافي ويشربون من كأس الهجاء وشعر النقائض، بعيدا عن صراع كتاب المغرب.

حين مات حكيم الرجاء البيضاوي، عبد القادر الرتناني، تبين أنه آخر الرؤساء المثقفين، لأنه ليس من فصيلة رؤساء «الشكارة» الذين يتحلق حولهم الصحافيون حين يرتفع مؤشرهم وينتفضون من حولهم مذعورين حين يداهمهم الخوف والأرق.

لم يفارقه الكتاب في رحلاته وحين اقترح على أعضاء مكتبه المسير إنشاء مكتبة للناشئين في ملعب الوازيس، سخر منه اللاهثون وراء الألقاب، وقالوا له: «إذا دخل الأدب ملعبا خرجت الألقاب من الباب الخلفي». فصرف النظر عن الفكرة.

حاول الرتناني عبثا الجمع بين الفكر والكرة، فتصدى له المغرضون، وحين استقال من منصبه بعد أن حقق مع الرجاء أول لقب بطولة في تاريخه، استعاد عافيته وهو يشم رائحة الكتب ويجوب أروقة معارض خير أنيس في العالم بحثا عن بطولات فكرية وأهداف أدبية لا يركض خلفها الرياضيون.

قال المدرب البرتغالي كبريطا متحدثا عن بداية ارتباطه بالرجاء في نهاية الثمانينات: «تلقيت عرضا من فريق الرجاء المغربي، قلت لابأس من دخول التجربة في قارة إفريقيا، اعتقدت أن التفاوض سيكون في الدار البيضاء، لكن رئيس الفريق الرتناني فاجأني في مكالمة هاتفية بأنه سيتنقل إلى لشبونة لمجالستي، شكرته على مبادرته لكن حين حل بالعاصمة البرتغالية استأذن مني تأجيل الموعد إلى اليوم الموالي بسبب التزامه بموعد في معرض الكتاب الدولي بلشبونة حينها علمت أنه ناشر ومفكر».

 

الحضري يخصص عائدات روايته لعلاج لاعب اتحاد طنجة

هو واحد من الجيل الثالث للكتاب، عرف بحبه لمدينة طنجة وفريق الاتحاد وشوهد مرات عديدة وهو يردد أهازيج مدرجات كملعب ابن بطوطة، سكنه حب مدينة البوغاز فتحول من لاعب إلى كاتب مجموعة قصصية وسيرة يصعب أن يميز القارئ فيها الحد بين الواقع والمتخيل

في تعريف مقتضب «يوسف شبعة قاص وروائي من مواليد مدينة طنجة سنة 1982، من أسرة طنجاوية أبا عن جد، عاش أفرادها بين دروب المدينة وخبروا أسرارها، فورث منهم عشق المكان وتفاصيله».

يمزج في كتاباته بين البساطة والتدقيق في التفاصيل الصغيرة، في مجموعته القصصية الأولى «صدى الذكريات»، يقول يوسف في حوار صحفي: «بدأت أكتب نتفا منها بأحد المواقع الإلكترونية المحلية، حيث لامست حينها تجاوبا كبيرا معها من قبل القراء. هذا الإقبال جاء ربما لأنها تمتح من فضاءات المدينة القديمة، وتبرز شخصيات معروفة بطنجة على اختلاف دياناتها.. بعض هذه الشخصيات كان صدى أسمائها تصل إلى الآذان، ولكن تغيب عن الناس. حاولت أن أعرف ساكنة المدينة بمعظم التضحيات التي قدموها لطنجة، كما أن هناك شخصيات وردت بالمجموعة القصصية لم تتم الكتابة عنها من قبل، على الرغم من إسهاماتها الكثيرة سواء في الفن أو الأدب أو الرياضة»، مشددا على أن بعض شخصيات المجموعة القصصية «من وحي الخيال مثل قصة عرس مايكل».

بعد مرور سنتين عن مجموعة «صدى الذكريات»، خاض يوسف شبعة تجربة كتابة رواية «الشريفة» التي يقول عنها: «جاءت الرواية بعد سنتين من صدور المجموعة القصصية، والحقيقة أن الرواية كجنس أدبي تعطيك فرصة ومساحة أكبر لتعبر عن أمور كثيرة عكس القصة التي ينبغي أن تكون الفكرة فيها مركزة».

حجز الروائي المغربي، يوسف شبعة الحضري، مكانة في قلوب جماهير اتحاد طنجة، حين خصص مداخيل كتبه لفائدة ياسين الشهبي، لاعب كرة القدم السابق الذي غادر فريق اتحاد طنجة بسبب إصابته بمرض السرطان، حيث يعاني منذ مدة في صمت وإهمال.

وكشف يوسف شعبة، في تصريح لصحيفة «طنجة24»، أنه لم يتمالك نفسه عند رؤيته لصورة اللاعب الشهبي رفقة ابنته وهو في حالة مزرية، فأصر أن يفوت له مداخيل روايته «الشريفة» ومجموعته القصصية «صدى الذكريات»، بعد أن تم رفض ذلك في البداية بسبب وعود قدمت له بخصوص تكفل المكتب المسير لفريق اتحاد طنجة بعلاجه.

وأبرز شعبة، أن، الطبعة الثانية من روايته الشريفة ستتضمن في صفحتها الأولى إهداء خاصا لياسين الشعبي، اللاعب السابق بفريق اتحاد طنجة، الذي يفتك به مرض السرطان في صمت مؤسف للغاية.

وأوضح الروائي أنه يحاول الضغط على المكتب المسير لفريق اتحاد طنجة لتخصيص مداخيل مقابلة ما للاعب الفريق السابق ياسين الشهبي، وذلك من موقعي كمشجع للفريق أيضا.

وأكد في ذات السياق، أن، الروائي ليس فقط من يستعير حيوات الناس ليكتب عنهم فقط، بل يجسد ما يؤمن به في الواقع المعاش، لذلك ادعوا لمثل هذه المبادرات التي من شأنها أن تخلق لحمة التضامن بين الناس.

 

الجوماري.. شاعر يسكن قوافيه حب الاتحاد البيضاوي

ولد أحمد الجوماري سنة 1939، بمدينة الدار البيضاء. تابع تعليمه بالمدارس الحرة وبجامع ابن يوسف بمراكش. اشتغل أستاذا بالسلك الإعدادي بالدار البيضاء. له نصوص شعرية بمجموعة من الصحف والمجلات: العلم، المحرر، الاتحاد الاشتراكي، المكافح، الأهداف، أقلام، آفاق، أنفاس، الآداب. التحق باتحاد كتاب المغرب سنة 1968. كانت له ميولات يسارية، وقد ظهرت عنايته بالمضمون السياسي في شعره.

وكان الشاعر أحمد الجوماري من أنصار فريق الاتحاد الرياضي البيضاوي المشهور بـ«الطاس»، بل إن والده الحاج محمد التزنيتي كان من مسيري هذا الفريق الذي كان ملعب الحفرة معبدا لأنصاره. أُطلق اسمه على أحد شوارع الدار البيضاء وتحديا في حي المعاريف بعيدا عن الحي الذي سكن وجدانه.

يتقاسم الكاتب حسن نرايس مع الشاعر الجوماري حب الطاس والحي المحمدي، يسكن بداخله الحي والشعر وباريس ومحمد شكري ومحمد سكري، وباحسن الصقلي، والعربي اليعقوبي وخير الدين وبرادة وناس الغيوان وسينما السعادة، وأزقة ودروب الحي المحمدي، والحي اللاتيني ومونبارناس ومومارت وجوسيو والطاس ودار الشباب والكاريان.

يصر حسن نرايس على الوقوف في الصفوف الأولى لمناصري الاتحاد البيضاوي، حتى وهو يخوض مبارياته في قسم الهواة إلا أن همه ليس التصنيف بل الوفاء للفريق الذي أسعد آلاف سكان الحي المحمدي في زمن كان الفن والكرة يخلقان السعادة في حي يعيش الهشاشة.

ليس الجوماري وحسن نرايس هما المبدعان في محراب الشعر والقصة المسكونان بحب «الطأس» بل هناك أسماء عديدة لا تحزن إلا لهزيمة الطاس.

 

بين عبدة ودكالة.. شاعر وباحث يجمعهما عشق الكرة

لا يخلف إبراهيم الفلكي، قيدوم الصحافيين والشعراء، موعد المباريات التي يكون الفريق العبدي طرفا فيها، ولا يخلف مواعيد منتديات الشعر والطرب الأصيل، لأنه سليل عائلة أكبر فلكي ومؤقت مغربي.

صحيح أن الفلكي يشغل مهمة الناطق الرسمي باسم أولمبيك آسفي، إلا أنه من النادر أن تعثر في عوالم الكرة على ناطق/ شاعر.

درس الفلكي في مدارس محمد الخامس بالرباط، البداية من مرحلة الدراسة بالثانوي شعبة الآداب، بعدها بالجامعة كلية الحقوق بالرباط، «كنت أكتب وأخفي ما أكتب، لكن العائلة والأصدقاء شجعوني على النشر، أذكر كلمة للمرحوم أحمد صبري بالدار البيضاء والمرحوم الجيراري، أكتب َواقرأ، جميل ما تكتب يا إبراهيم»، قلت لهم: رديء ما أكتب فقالا إذا كنت هذه الرداءة فاكتب واكتب.

تابع الفلكي دراساته العليا في مجال القانون، وخاض كصحفي غمار معارك كروية عديدة في محراب الإذاعة الوطنية، لكن «جن» الشعر ظل يتسلل إلى سريره في نومه ليختطفه ويهرب به بعيدا عن الكرة، لكنه يعود إليها مكرها كل صباح. أو ليرجع إلى ديدنه الذي يعيش فيه كما يقول.

غير بعيد عن آسفي يمارس الصحفي الرياضي والمندوب الجامعي والأستاذ المربي أحمد ذو الرشاد عشق الكلمة، وهو الذي كان لاعبا ومسيرا وعاشقا للكرة في حاضرة عبدة دكالة.

أحمد ذو الرشاد من مواليد أولاد افرج تابع دراسته بالجديدة واشتغل أستاذا للتعليم الابتدائي بطان طان والزمامرة التي التحق بها سنة 1984.

«وولجت مجال التسيير بنهضة الزمامرة سنة 1989، وتحملت عدة مهام منها مهمة كاتب عام في عدة مكاتب سيما عندما كانت تلعب تحت لواء عصبة الشاوية. ساهمت في تأسيس فرع دكالة ثم عصبة دكالة عبدة سنة 1999 وتحملت فيه عدة مهام من بينها رئيس لجنة الإعلام والقوانين والأنظمة».

اشتغل في مجال الإعلام المكتوب منذ سنة 1984 بجريدة الاتحاد الاشتراكي وكتب في عدة جرائد رياضية، كما عمل واصفا رياضيا للإذاعة ومحللا رياضيا، «ارتبطت بالتأليف الرياضي من خلال تغطية مباريات الدفاع الحسني الجديدي ونهضة الزمامرة وأولمبيك آسفي للجرائد والإذاعات. أصدرت ثلاثة كتب خاصة بالرياضة منها الدفاع الحسني الجديدي، تاريخ مدينة وتاريخ وطن. وكأس إفريقيا، 60 سنة من العطاء. ونهضة أتلتيك الزمامرة، حلم يتحقق.

 

الخطيبي.. كاتب اعتزل الكرة من أجل السوسيولوجيا

خير الدين.. كاتب تمرد على نفسه وعلى حسنية أكادير

أدباء درب غلف بين عشق نجم الشباب والحياة والرجاء والوداد

الحضري يخصص عائدات روايته لعلاج لاعب اتحاد طنجة

الجوماري.. شاعر يسكن قوافيه حب الاتحاد البيضاوي

بين عبدة ودكالة.. شاعر وباحث يجمعهما عشق الكرة

جويطي.. لاعب رجاء بني ملال المهووس بنجومها

عبد القادر الرتناني.. رئيس وناشر وسط «النسور»

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى