شوف تشوف

الرئيسيةبانوراماخاص

كل ما تجب معرفته حول العلاج السحري للسرطان

إعداد: سهيلة التاور

أفادت الطبيبة كارولين روبير، مديرة قسم الأمراض الجلدية في المركز الاستشفائي لمقاومة السرطان Gustave Roussy بفرنسا: «لا يجب فقدان العزيمة والاستياء من مرض السرطان فاليوم باستطاعتنا القتال إلى جانب المرضى لأنه بالفعل يوجد أمل، فمنذ أربع سنوات لم يجرؤ شخص على مناقشة موضوع سرطان الجلد – الميلانوما – في قاعات المؤتمرات ليصبح معدل الشفاء منه هو الأكثر ارتفاعا في الوقت الراهن». وهو نفس رأي البروفيسور فرانسوا غيرنغيلي الذي يعمل بمركز Georges- François- leclerc لمكافحة السرطان والذي صرح بالتالي: «عند انطلاقي في ميدان علم السرطان والأورام منذ عشر سنوات كان المصابون بسرطان القولون المتقدم يفارقون الحياة في غضون بضعة أشهر، ولكن اليوم باستطاعتهم معانقة الحياة لسنوات عدة بفضل التطور الطبي». ويقول البروفيسور أغني بيزين أخصائي أمراض الدم ورئيس المؤسسة الوطنية للسرطانINCA» » : «لقد كان يشفى من بين ثلاثة مصابين بالسرطان مصاب واحد منذ ثلاثين سنة واليوم ارتفعت هذه النسبة بكثير، كما تم تحقيق إنجازات في ميدان طب السرطان والأورام ونسعى لتحقيق إنجازات أهم فيما يخص أمراض السرطان المتقدمة والخطيرة، بحيث يتم تطبيق الابتكارات العلمية الجديدة على مثل هذه الحالات. بالفعل إنها ثورة علمية حقيقية». لقد قابلنا بعض الناجين من المرض الذين أدلوا باعترافات تشع بالأمل وبالتفاؤل، كاعترافات السيد كلود وجون بيير وميشيل وفيليب وسيلفيان. كما أن الوسائل الطبية الجديدة لمكافحة مرض السرطان تقوم بعملية التشخيص الجزيئي للأورام عن طريق الصور والعلاج الإشعاعي ووسائل أخرى كالجراحة والأدوية «يتم تطوير من 800 إلى 900 منتج طبي» حسب إفادة الدكتور كريستيان كايو، مدير القسم العلمي للاتحاد الوطني لمراكز مكافحة السرطانUNICANCER» » الذي يضم المراكز الفرنسية الثمانية عشرة لمكافحة السرطان.

استثمار
ارتفع معدل الإصابة بأمراض السرطان بشكل مهول وتجاوز أمراض القلب والأوعية الدموية وأصبح أول مسبب للوفيات في فرنسا، إذ يتم تشخيص 355.000 حالة سنويا بينما يفارق الحياة 148.000 مصاب. منذ عام 2003 أطلق كل من الرئيس الفرنسي جاك شيراك ونيكولا ساركوزي وفرانسوا هولاند عنان برنامج وطني لمكافحة السرطان وقام الوزير الانجليزي بإجراء دراسة تبين من خلالها أن عدد الوفيات الناجمة عن السرطان في المملكة المتحدة أكثر ارتفاعا من الجمهورية الفرنسية. قامت كل من السلطات الفرنسية والمؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان باستثمارات مالية لدعم قطاع الصحة: حوالي 12 في المئة من الناتج الداخلي الخام مقابل ما يزيد عن 9 في المئة في دولة ألبيون – بريطانيا- إلى جانب العمل المكثف من خلال بلورة نظام تأمين على المرض بنسبة 100 في المائة علاوة على التصريح للمؤسسات المختصة في علاج السرطان بتقديم دعم صحي خاص للمصابين بتوفير العلاج الإشعاعي لهم وعقد طاقم الأطباء إجماع تشاوري متعدد التخصصات حول الأدوية والعلاج الطبي المناسب للحالة المرضية التي يشرفون عليها وأفاد البروفيسور الفرنسي فرانسوا سيغو مدير قسم الأبحاث والاختراع العلمي الطبي في المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان«INCA» بالتالي: «فرنسا هي البلد الوحيد في العالم التي تسمح للمرضى بإجراء تحليلات جينية للأورام السرطانية مجانا سواء في المراكز الطبية الخاصة أوالعامة بفضل إقامتها 28 مختبرا طبيا لتحليل الجينات الجزيئية موزعا في مجموع التراب الفرنسي، ويمكن للجميع إجراء هذا الفحص والحصول على النتيجة في الحين.

عدم المساواة
تحتل فرنسا المرتبة الثانية عالميا من حيث استهلاك التبغ مما أدى إلى ارتفاع الإصابة بأمراض الرئة في الآونة الأخيرة. كما تقدر نسبة الإصابة بمرض السرطان في أماكن العمل المعرضة لعوامل مسرطنة بـ 14. 000 و30. 000 حالة سنويا. وحسب تصريحات عالمة الاجتماع اني تيبو-موني: «ارتفع عام 1984 خطر وفاة العمال بمرض السرطان أربع مرات أكثر منه لدى الموظفين الساميين وارتفعت هذه النسبة إلى عشر مرات أكثر عام 2008».
أما في ما يخص الخدمات الطبية فهي تختلف من حيث الجودة والأثمنة واحتج كريستوف لورو الناطق الرسمي لعصبة مكافحة السرطان قائلا: نتوصل بسيل من الرسائل حول ارتفاع تكاليف العلاج. كما أضاف البروفيسور بيير فيمولو مدير مركز Georges-François-leclerc لمكافحة السرطان بالتالي: «لقد ارتفعت نسبة الوفيات بسبب مرض السرطان في مقاطعة لا نييفر بشكل مهول في غضون السنوات الأخيرة، كما أن المصابات بأكثر الأورام السرطانية تعقيدا في الثدي هن من سكان هذه المقاطعة، فهناك تفاوت وعدم مساواة من حيث الخدمات الطبية في الضواحي والقرى مقارنة بالعاصمة باريس والتي بدورها تضم فئة يعانون من الإقصاء والتهميش الصحي. ويرجع هذا الإقصاء والتهميش الصحي لسوء توزيع الكفاءات الطبية في جل مناطق التراب الفرنسي – الأطباء المتخصصين في تشخيص الأمراض السرطانية والأطباء المتخصصين في العلاج الإشعاعي والجراحين المتخصصين في استئصال الأورام السرطانية – بالإضافة إلى عدم تمكين الفئات المهمشة من وسائل العلاج الجديدة. وصرح البروفيسور مارك-أندري مايي الذي يعمل بمعهد الغرب للسرطانيات بمدينة نانت الفرنسية قائلا: « ذات مرة رأيت رجلا مسنا مصابا بورم سرطاني صغير الحجم في الرئة وطلب منه الأطباء الخضوع لمراقبة طبية لأكثر من سنة بدون تلقي أي علاج على الرغم من الاحتمال الكبير لشفاء هذه الحالة بفضل العلاج الإشعاعي الخارجي أو المعالجة البعادية والتي لا توجد في المركز الذي عاين حالته والنتيجة كانت تضخم الورم». كما رفعت الدكتورة دانييل لوكرو الحجاب عن بعض الحقائق وهي كالتالي: «لا تتوفر جميع المراكز الاستشفائية على وسائل العلاج الجديدة لأنها مازالت مجرد محاولات إكلينيكية». ويضيف الدكتور روبير«نحن محظوظون لاحتلالنا مكانة مهمة في ميدان الأبحاث والتجارب السريرية».

التشخيص الجزيئي عوض جلسات العلاج
سينشأ جيل جديد في غضون بضع سنوات وسنجد أن علاج مكافحة السرطان قد أحرز تقدما مهما في العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين وحتى اليوم على الرغم من ارتفاع عدد الإصابات بالسرطان، فهذه الوسيلة موجهة بشكل خاص للحالات المرضية المتقدمة التي تشتكي انبثاث السرطان في العديد من أعضاء الجسم، بالإضافة إلى السرطانات المميتة. أما بالنسبة للمرضى الذين يفضلون الجراحة والعلاج الإشعاعي والكيميائي بدل وسائل العلاج الكلاسيكية، يمكنهم الاستفادة من الوسائل الحديثة التي تجاوزت مرحلة الأبحاث والتجارب ومتوفرة في بعض المراكز بحيث يستفيد منها بعض المصابين.
1 – الطب الشخصي
يقوم الأطباء بالتحليل الدقيق للجزيئات من خلال دراسة الخلايا والأنسجة السرطانية. « ويقول الدكتور لورون أرنو رئيس مصلحة تشخيص الأمراض السرطانية في مركزGeorges-François-leclerc لمكافحة السرطان «لقد أصبح أخصائيو الأمراض متخصصين أيضا في البيولوجيا الجزيئية» ويضيف الدكتور فابريس أندري اختصاصي أمراض لسرطان في المركز الاستشفائي لمقاومة السرطان Gustave Roussy يكمن الطب الشخصي في التحليل الجزيئي. «نقوم بتشخيص الجزيئات التي تظهر تقدم السرطان عند شخص ما، فبعد تحديد الجزء المسؤول عن تطور الورم السرطاني نقوم بكبحه عن طريق إخضاع المريض لجلسات علاج خاصة في 90 في المئة من الحالات» . وينقسم تقدم السرطان إلى أربعة مراحل: طفرة جينية تكون السبب وراء المرض وحالة عدم التجانس داخل الورم وعجز الخلية السرطانية عن إصلاح حمضها النووي بيد أن الجسم السليم يستطيع مقاومة هذه التحولات وأخيرا نقص في المناعة الخاصة بكل سرطان. فالهدف من الطب الشخصي هو استيعاب هذه الآليات.
يمكن إرسال عينة من أنسجة الورم التي تم استئصالها من شخص مصاب إلى مركز من المراكز المتخصصة في التشخيص الجيني الجزيئي للسرطان في فرنسا التي تجرى فيها تحاليل الحمض النووي واختبارات متطورة لعينات جزيئية لمجموع مرضى المنطقة . يتم البحث على عشرات الطفر المرتبطة بسرطان معين لتحديد الدواء المناسب وتوزيعه في الأسواق برخص مؤقتة أو دائمة وتطلق على هذه الطفر بعض الرموز اللاتينية المختصرة – EGFR , ALK, KIT, BRAF, BCR-ABL, KRAS, ERBB2, HER2 . . . . – ويتم في الوقت الراهن تطوير مئات العلاجات الفعالة، إلى جانب دراسة موجة جديدة من الطفر تلك التي تظهر في العديد من الأورام السرطانية في آن واحد وبالتالي يمكن صناعة دواء واحد كفيل بمعالجة جميع الأورام السرطانية. الطب في صدد تطوير مئات العلاجات الكفيلة بالقضاء على السرطان
2 – علاجات طبية هادفة
يقول الدكتور أندري: «العلاج الهادف هو سلاح الطب الشخصي، هو بمثابة دواء يكبح البروتين المسبب للسرطان وله دور علاجي». أول دواء هادف تم بيعه في أسواق فرنسا عام 2000 هو L’herceptin (trastuzumab) الذي يستهدف تغيرا جينيا يحدث عند ثلث النساء المصابات بسرطان الثدي والذي يتسبب في زيادة إنتاج بروتين HER2 الذي ينتج بدوره عن ارتفاع كبير في عدد الخلايا السرطانية. بينما يهاجم هذا الدواء بروتين «HER2» ويقتل الخلايا المتكاثرة. بالإضافة إلى أدوية أخرى متطورة اكتسحت الصيدليات بفرنسا ما بين عام 2000 و2012 كدواء «l’imatinib» لعلاج الأورام اللحمية واللوكيميا ودواء« Sunitinib» الذي يزيد من فرص حياة المصابين بسرطان الرئة المتقدم . كما دون الدكتور توماس كرييتي الذي يعمل بمركز بيرغونيي في كتاب – Le Concours Médical- الصادر في شهر فبراير من العام 2015 التالي: «يمكن اللجوء إلى 27 علاج هادف في فرنسا حتى الآن ” من بين الأدوية المتاحة لعلاج السرطان والتي يعوضها التأمين الصحي، دواء «Gefitinib» لمهاجمة طفرة EGFRوCrizotinib لمهاجمة طفرة ALK بالنسبة لسرطان الرئة، أما فيما يخص سرطان الجلد –الميلانوما- ينصح بعقار« Vemurafenib» الذي يهاجم طفرة « BRAF» وسرطان الرئة أيضا، ويمكن استعمال دواء» Gefitinib» لعلاج بعض سرطانات الثدي، تماما كالعقاقير التي تهاجم طفرة MTOR .
تستفيد بعض النساء المصابات بسرطان متقدم لأحد المبيضين من تعويض التأمين الصحي فيما يخص عقار L’olaparib المضاد لطفرة « PARP». كما يمكن اللجوء لهذه الأدوية لعلاج بعض السرطانات كسرطان المعدة وسرطان القولون وبعض أنواع سرطان الدم. أخبرتنا الدكتورة كارولين روبير رئيسة قسم الأمراض الجلدية في مركزGustave Roussy» » سجلت فرنسا 9000 حالة سرطان الجلد – الميلانوما- سنويا إلى غاية 2011، وربع هذه الحالات جد متقدمة ومنتشرة ويموت أغلب المصابين بعد 6 أو 9 أشهر من الإصابة وقبل بداية العلاج الكيماوي. ومع ظهور أدوية هادفة في الصيدليات الفرنسية كدواء» Vemurafenib و Drabrafenib» وأخرى مرخص بها بشكل مؤقت في انتظار أن تتم الموافقة عليها كدواء Trametinib وCobimetinib امتدت فرص الحياة إلى سنتين وغالبا ما تكون هذه الأدوية سامة مع ذلك ماتزال الوفيات مستمرة بسبب الميلانوما. كما أنني أتابع عدة حالات وأرغب في تخليصهم من المرض وأتوفر على وسائل علاج متطورة وفعالة كالعلاج المناعي. «ويضيف الدكتور كريستيان كايو، مدير القسم العلمي للاتحاد الوطني لمراكز مكافحة السرطان «UNICANCER» لا نقضي على السرطان بشكل نهائي عن طريق العلاج الهادف، إذ تعترضنا دائما الخلية الأخيرة، ولكنه يزيد من فرصة الحياة».
3 – العلاج المناعي
يتم وصف علاج مناعي إذا تم تحديد آلية لتثبيط جهاز المناعة بشكل فردي. السرطان هو عبارة عن خلايا ورمية ليفية وذهنية. ويكمن دور الأوعية الدموية والخلايا مناعية في التعرف على الأجسام الغريبة والمعتلة التي تداهم الجسم كالخلايا السرطانية. فمنذ القرن التاسع عشر أجريت عدة محاولات للعلاج المناعي للسرطان، ولكنها باءت بالفشل. فحسب البروفيسور فرانسوا غيرنغيلي: «لقد كنا نلجأ للعلاج المناعي دون فهم الخلايا اللمفاوية (T) – القاتلة- أي الخلايا اللمفاوية الرئيسية والتي يظهر على سطحها مستقبلين اثنين الأول يتعرف على الخلايا السرطانية ويقتلها والثاني ينظم عمل المستقبل الأول وهم جسم مضاد: فبعد التعرف على الخلية الورمية يتم شل الخلايا اللمفاوية ويتقدم السرطان. بينما توصلت المختبرات الصيدلانية في السنوات الأربع الأخيرة إلى اختراع مثبطات ومستقبلات مناعية فعالة». وهو ما لاقى نجاحا كبيرا في علاج بعض السرطانات كسرطان الجلد المتقدم وسرطان الرئة والكلي والمثانة والمعدة وسرطان الغدد اللمفاوية. فهذه المثبطات عبارة عن أجسام مضادة تدعى anti-PD وanti –PD-LI وanti-CTLA4.
anti-CTLA4
أما في ما يخص حالات سرطان الجلد المتقدم الذي لا يمكن جراحته يقول الدكتور روبير: «يعيش 25 في المائة فقط من المصابين بالميلانوما بعد سنة من العلاج الكيماوي، يتم علاج 36 إلى 47 في المائة من المرضى بمضاد anti-CTLA4 و70 في المائة بمضاد anti-PD-I . « ويضيف الدكتور بنجامين بيس: «غريب، لقد تعافى بعض المصابين في عيادتي بعد سنتين من التشخيص بفضل مضاد anti-PD-I لقد نجوا بالفعل من الموت». ثمن هذه الأدوية جد باهظ تماما كالعلاج الهادف ويقدر البرفيسور سيغو تكلفة العلاج في: « تتراوح تكلفة هذه الأدوية ما بين 50000 و100000 يورو سنويا. «ومن الأفضل إدراج هذه المضادات ضمن العلاج الهادف للقضاء على الأورام». كما يشير البروفيسور لورونس زيتفوغيل مختص في العلاج المناعي للأورام السرطانية: «ينبغي على الفرق الطبية أن تتأهب لإخضاع المرضى لهذه العلاجات الجديدة التي ستصبح تدريجيا في متناول الجميع».
1. 475 مليار يورو تنضاف إلى ميزانية المراكز الاستشفائية الفرنسية كتعويض يمكنها من معالجة المرضى بالجزيئات المضادة للسرطان المكلفة والمطورة.
4 – التشخيص المبكر
إن أكثر السرطانات خطورة هي تلك التي لا تترك آثارا ويصعب تشخيصها، خاصة سرطان المبيض والبنكرياس والمريء. بينما الفحص المبكر يساعد بشكل كبير على إيجاد العلاج خاصة التشخيص المناعي والهستوكيميائية وفحص الحمض النووي والأورام عن طريق أخد عينة من دم المريض أو وسائل أخرى. كما سيتم تنظيم حملة طبية انطلاقا من شهر ماي للكشف عن سرطان القولون عن طريق إجراء فحص مناعي بأخذ عينات من الدم الخفي في البراز للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 50 و74 سنة، فهذا الفحص الجديد يمكن من كشف السرطان مرتين أكثر و3. 6 مرات أكثر للأورام ما قبل السرطانية من الفحص القديم. ومع ذلك فهذا الكشف يدعو لتنظير القولون -فحص القولون بالمنظار- مرتين أكثر في الأماكن الخالية من الأورام. يساعد الفحص بالتصور الجديد على تعزيز التشخيص ومراقبة مراحل تطور العلاج. لقد كان في الأمس التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني « TEP scan» سريا ومحصورا في قلة من المراكز الطبية الفرنسية، اليوم يوجد في أكثر من 107 مراكز طبية. ويشرح الدكتور ألكسندر كوشي الذي يعمل في مصلحة الطب النووي في مركز Georges- François- leclerc يعمل التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني-TEPscan -على حقن المريض بالمادة المشعة (جلوكوز مشع) وبما أن الخلايا السرطانية تستهلك الكثير من الطاقة يظهر التصوري بشكل جيد أماكن وحجم الأورام الصغيرة والانبثاث السرطاني». ويساهم هذا التصوير خلال الفحص الطبي الأولي في مراقبة تطورات العلاج القديم أو الجديد. بينما أشار البروفيسور بيير فيمولو المدير العام لنفس المركز: «من المهم التأكد بأن الجزيئة المحقونة ستصل مباشرة للورم نظرا لتكاليف العلاج الهادف». وأصبح شائعا استعمال هذه العلاجات خاصة في سرطان الرئة وأمراض السرطان عند النساء وسرطان الثدي والجلد والمريء والبروستات والغدد اللمفاوية. كما ستدل الأسواق الفرنسية آلات جديدة للتصوير غير إشعاعية.
5 – الأشعة التداخلية
يقول البروفيسور إيريك دو كيرفيلير أخصائي الفحص بالأشعة في مستشفى Saint- Louis بباريس: «لقد نجحنا في أخد خزعات من الأورام دقيقة ومن أماكن يصعب الوصول إليها وتمكنا من استئصال الأورام دون التدخل جراحيا، خاصة لدى الأشخاص الذين لا يمكن إخضاعهم للجراحة». يتم أخذ عينة من الخلايا الموجودة بالورم السرطاني بواسطة إبرة تحقن في الجلد والأوعية الدموية بعد تحديد مكان الورم بالأشعة المقطعية والموجات فوق الصوتية. وهناك أنواع أخرى من العلاج بالأشعة التداخلية كالعلاج بالتبريد(Cryothérapie) والعلاج بترددات الراديوRadiofréquence) والميكروبيدات المشعة والعلاج بالأشعة (Radio-embolisation)تعمل على القضاء على الخلايا الورمية.
6 – العلاج المخفف
لقد تم ابتكار نوع جديد من العلاج يكمن في حصر السرطانات التي لا تتقدم، وبما أن أساليب التشخيص الجديدة مكنت من التشخيص المبكر للمرض والعلاج الدقيق للأورام الخبيثة، على سبيل المثال سرطان البروستات. ويتأسف البروفيسور فرانسوا دي غران شو، رئيس قسم أمراض المسالك البولية في مستشفى Saint- Louis بباريس قائلا: «إن المرضى الحاملين للخلايا السرطانية في البروستات خضعوا لعمليات جراحية وجلسات إشعاع نتجت عنها ندوب نفسية نتيجة إصابتهم بالسرطان وندوب عضوية تتعلق بالعجز الجنسي أو كبح التبول». بينما أثبتت دراستان أجريتا عام 2004 و2014 بأن نصف الأورام الصغيرة لا تتقدم من جهة، ومن جهة أخرى يمكن تحديد الأورام الخبيثة والحميدة من خلال أخذ خزعات والتصوير بالرنين المغناطيسي بعد سنة والقيام بالفحص الدموي (PSA) بشكل منتظم دائما بالنسبة لسرطان البروستات. ويؤكد البروفيسور مرة أخرى قائلا: « تم تطبيق هذه الدراسات على 70000 حالة جديدة يتم تشخيصها سنويا في فرنسا مما مكن من تجنب 20000 علاج». نفس النهج بالنسبة لسرطان الكلي: « يمكن التصوير بالموجات فوق الصوتية من تشخيص الندوب السرطانية الكلوية وإنقاد الأشخاص والعديد منهم يخضعون لعلاج مكثف». منذ سنتين اقترحت بعض المراكز الاستشفائية بفرنسا على الأشخاص الذين يتراوح أملهم في الحياة ما بين عشر إلى عشرين سنة التوقف عن العلاج. بفضل الخزعات والمراقبة عن طريق التصوير بالموجات فوق الصوتية والأشعة المقطعية يمكن تحديد استجابة المرضى للعلاج والعكس عوض إخضاعهم للجراحة.
يتم اتباع نفس النهج بالنسبة لسرطان الثدي ويقول البروفيسور مارتين بيكار أخصائي علاج الأورام السرطانية في مركز Jules-Bordet لمكافحة السرطان: « نحن على قناعة بأننا نعالج بشكل مكثف النساء ولكن لا يمكننا معرفة إن كانت أورامهم قابلة للتطور أم لا. «ننتظر بفارغ الصبر نتائج دراسة دولية ستظهر نهاية عام 2015 ستمكن من معرفة إذا ما كان من الضروري خضوع بعض المصابات بسرطان الثدي للعلاج الكيماوي بعد الجراحة أم لا». في المقابل يجب التخفيف من جلسات العلاج الإشعاعي بالنسبة لمرضى سرطان الثدي. بحيث إن جلسات الأشعة بالتوضيع التجسيمي الذي يحدد أماكن الإصابة من خلال أشعة ثلاثية الأبعاد وتقدم جرعات كبيرة في وقت وجيز وانخفض عدد الحصص العلاجية من 25 حصة إلى 15 حصة. كما أن عشرات المراكز الاستشفائية تخضع فيها النساء المصابات ببعض أنواع سرطان الثدي لعمليات جراحية ويخضعن بشكل مكثف لجلسات العلاج الكيماوي في نفس الوقت: العلاج الإشعاعي أثناء العملية.

العلاج المعرفي
يقول البروفيسور فلورونس جولي مختص الأورام في مؤسسة CLCC François Baclesse في مدينة كاين: «يكمن السبيل الوحيد في التحليل العلمي لمختلف الممارسات ونتائجها، فعلى »سبيل المثال تمت المصادقة على مزاولة تمارين اليوغا، أما للعلاج الفني فهي في طور المناقشة، بيد أن النتائج المؤقتة أظهرت مدى فعالية هذا النهج في تحسين الوضع الصحي للمرضى». بينما العلاج المعرفي هو أيضا موضوع دراسة حديثة ويحقق بدوره نتائج إيجابية. «يمكن للمريض أن يصاب بضعف الذاكرة بسبب العلاج الكيماوي ولهذا قمنا بإعداد ورشات تخول للمصابين الترفيه عن أنفسهم. «إلى جانب ورشات التجميل» مستحضرات التجميل والمانيكير والماساج» بتسيير أخصائيين مهنيين في عالم التجميل مما يعزز الثقة في النفس. في المقابل يرغب الطاقم الطبي في اجتناب كل العلاجات الغير مجدية وبالتالي الاعتناء بالجانب النفسي والصحي للمرضى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى