منذ تفشي وباء كورونا في مدينة ووهان الصينية خلال شهر دجنبر 2019، عرف الفيروس انتشار واسعا في أكثر من 160 دولة، مثل الصين وكوريا الجنوبية وإيطاليا وإيران وإسبانيا وفرنسا، مع ارتفاع في الحالات بالمملكة المتحدة والولايات المتحدة.
إلا أن مجموعة من دول العالم أبلغت عن عدد قليل جدا من حالات كوفيد-19 مثل روسيا، أو أبلغت عن عدم وجود حالات من الأساس.
ووضعت مجلة “نيوزويك” الأمريكية عدة احتمالات حول عدم تسجيل بعض الدول لعدد كبير من الإصابات لاسيما في روسيا والتي تربطها علاقات وطيدة مع الصين سواء على مستوى الهجرة أو على مستوى التجارة. الأمر الذي يثير العديد من التساؤلات حول سبب عدم تسجيل إصابات مرتفعة في روسيا.
وقدمت المجلة فرضيات للإجابة عن هذا التساؤل.
تقول المجلة الأمريكية، إن انتشار المرض المعدي من بلده الأصلي يرتبط أساسا بحركة الناس، منها السفر والهجرة والتجارة، واعتبرت المجلة أنه من “الصادم” وجود 63 حالة مبلغ عنها فقط في روسيا، وحالة وفاة واحدة لامرأة مسنة، ليبلغ رئيس الوزراء تاتيانا غوليكوفا فيما بعد عن وجود 114 حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد في روسيا، ويؤكد أن الوضع لا يدعو للقلق.
إلى جانب روسيا، هناك مناطق في العالم لم تبلغ عن أي حالات إصابة بكوفيد-19، أو أبلغت عن عدد قليل. ومن الجدير بالذكر أن الدولة الوحيدة التي أبلغت عن وجود أكثر من 100 حالة في إفريقيا هي مصر، في حين أبلغت غالبية دول القارة السمراء عن أعداد حالات تتراوح بين الصفر والخمس حالات.
وقدمت المجلة تفسيرات لهذا الانخفاض منها: ضعف روابط السفر، والفحص الفعال على الحدود، وفرض قيود السفر، وتأثيرات المناخ محليا، وقلة الفحص أو الإبلاغ.
ومن المحتمل أيضا أن الانتشار الواسع لأمراض الانفلونزا، يزيد من صعوبة تحديد حالات كوفيد-19 الذي يظهر عادة بأعراض خفيفة وغير محددة.
وخلصت الفرضيات إلى أن انخفاض أعداد الحالات المبلغ عنها في العديد من الدول يرجع ربما إلى نقص الاختبارات أو نقص الإبلاغ عن الحالات.
وحسب ذات المجلة، فإن الأمر مقلق بالنسبة لروسيا على نحو خاص، ذلك لأن روسيا التي تمتلك علاقات وطيدة مع الصين وموارد وطنية واسعة النطاق، لم تبلغ سوى عن 63 حالة فقط حتى منتصف مارس، أي بعد نحو 3 أشهر ونصف على انتشار الوباء من الصين إلى محيطها ومن ثم العالم.
ومن المحتمل أن يكون انخفاض هذا العدد يرجع إلى سيطرتهم على الحدود والفحص المكثف، إلا أنه في المقابل هناك مخاوف حول يكون السبب الفعلي هو قلة الفحص أو الإبلاغ، أو التضليل الإعلامي حول كوفيد-19، حيث أفادت وثيقة للاتحاد الأوروبي، اطلعت عليها رويترز، بأن وسائل الإعلام الروسية لجأت إلى “حملة تضليل كبرى” ضد الغرب للتهويل من أثر فيروس كورونا وخلق حالة من الذعر ونشر أجواء عدم الثقة، حسب ما ذكرته المجلة، والتي تركت الأمر للأيام حتى ينكشف سر انخفاض الحالات في روسيا.