
سفيان أندجار
تلقت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، خلال الأسابيع الأخيرة، سلسلة طلبات من منتخبات عالمية، ترغب في خوض مباريات ودية أمام «أسود الأطلس»، قبل انطلاق نهائيات كأس العالم 2026.
وتزايد هذا الإقبال مباشرة بعد سحب قرعة المونديال، التي وضعت المغرب في مجموعة نارية تضم البرازيل واسكتلندا وهايتي، ما جعل المنتخب المغربي محور اهتمام منتخبات تبحث عن اختبارات قوية ومنافسين من طينة الكبار.
وأكدت جامعة كرة القدم الوطنية أن عدة منتخبات وقّعت بالفعل مراسلات رسمية لبرمجة مباريات ودية أمام المنتخب المغربي، بالنظر إلى القيمة الفنية التي أصبح يحظى بها «الأسود»، واحتلالهم المركز 11 عالميا في تصنيف «الفيفا»، فضلا عن كونهم أحد أقوى ممثلي الكرة الإفريقية وشمال إفريقيا، وهي المنطقة التي تضم منتخبات قد تواجهها العديد من المنتخبات في الدور الأول من كأس العالم.
من بين المنتخبات التي أبدت رغبتها في الاحتكاك بالمغرب منتخب الإكوادور، الذي أكدت إذاعة «سونوراما» أنه حدد موعدا لمباراتين وديتين، إحداهما أمام «أسود الأطلس»، وذلك في مارس المقبل، بالعاصمة الإسبانية مدريد.
وأوضحت قناة «الإكوادور» أن اختيار مواجهة المغرب «جاء ضمن خطة تقنية تستهدف الاحتكاك بمنتخب كبير قادر على اختبار جاهزية الإكوادور في مواجهة أساليب لعب مختلفة».
وتُشير مصادر أخرى إلى أن منتخبات من أمريكا الجنوبية وآسيا بدورها تدرس خيار ملاقاة المغرب قبل المونديال، نظرا إلى السمعة التي اكتسبها المنتخب الوطني تحت قيادة مدربه وليد الركراكي، وقدرته على فرض نسق تكتيكي مشابه لمنتخبات عربية وإفريقية توجد مع هذه المنتخبات في مجموعاتها.
وبموازاة الاهتمام الدولي بالمنتخب المغربي، يستعد آلاف المشجعين إلى السفر نحو الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، لمساندة «الأسود» خلال كأس العالم، غير أن ارتفاع تكاليف السفر والإقامة يشكل عقبة حقيقية أمام الجماهير المغربية.
فقد أبدى عدد من المشجعين استياءهم من الأسعار «الخيالية»، سواء في تذاكر الطيران أو الإقامة أو تذاكر المباريات نفسها.
وقال أحد المشجعين الذي حجز بالفعل رحلته إلى كندا مع أسرته إن «الأسعار تشكل عبئا كبيرا على الجماهير العادية»، مضيفا: «حتى التذاكر الرخيصة شبه منعدمة… لديك فرصة واحدة من ثمانية فقط في قرعة الفيفا، وبعدها عليك أن تدفع مبالغ باهظة».
وتشير تقارير دولية إلى أن إعادة بيع التذاكر عبر منصة «فيفا» والوسائط الثانوية رفعت الأسعار إلى مستويات فلكية، حيث وصل ثمن بعض التذاكر- خاصة لمباريات الجولات الأخيرة إلى ما بين 17,900 و50,000 دولار، أي ما يعادل 50 مليون سنتيم.
أما الإقامة في المدن الأمريكية الكبرى، خصوصا لوس أنجلوس وميامي ونيويورك وفانكوفر، فارتفعت بنسبة تتراوح بين 40 و120 في المائة خلال فترة المونديال، ما يزيد الضغط على المشجعين القادمين من المغرب.
من جهة أخرى، وأمام هذا الزخم الجماهيري الكبير، أعلنت الخطوط الملكية المغربية عن خطة توسع غير مسبوقة في رحلاتها الطويلة المدى باتجاه الولايات المتحدة وكندا، سيما قبيل كأس العالم.
وتستعد الشركة لإطلاق أول خط مباشر من إفريقيا إلى لوس أنجلوس، ابتداء من 7 يونيو 2026، بثلاث رحلات أسبوعية، في خطوة تستهدف تلبية الطلب المتزايد للمسافرين المتوجهين لحضور البطولة.
وتأتي هذه الرحلات لتعزيز شبكة الخطوط الملكية التي تشمل مدنا كبرى، مثل نيويورك وواشنطن وميامي ومونتريال وتورونتو. كما سيُتيح توقيت إقلاع الرحلات الصباحية من الدار البيضاء، فرص ربط مريحة للمسافرين القادمين من إفريقيا وأوروبا نحو أمريكا الشمالية.
وتُراهن الشركة على تسهيل حركة المشجعين، رغم أن ارتفاع أسعار الفنادق وتذاكر المباريات سيظل العائق الأكبر أمام الجماهير المغربية الراغبة في حضور العرس الكروي العالمي.




