طنجة: محمد أبطاش
كشفت مصادر مطلعة أن بعض المباريات الخاصة بتوظيف الأساتذة المساعدين في المستشفيات الجامعية بالمغرب عرفت، خلال السنوات الأخيرة، جدلا في أوساط الأطباء الشباب والمتعاقدين مع الدولة.
ويعود سبب هذا الجدل، وفق ما أفادت به المصادر، إلى ما تعتبره «اختلالات في معايير الانتقاء، وغياب تكافؤ الفرص بين جميع المترشحين»، مشيرة إلى أنه في سنة 2024، قبيل تخرج أول فوج من الأطباء المقيمين بالمستشفى الجامعي محمد السادس في طنجة، تم فتح مباراة لتوظيف أساتذة مساعدين، شارك فيها عدد من الأطباء، بينهم طبيبة مقيمة حديثة التخرج من الفوج الأول تم قبولها في المنصب. وبعدها بسنة، أي في 2025، أعيد فتح مباراة جديدة أسفرت عن قبول طبيبة أخرى من الفوج الثاني.
وقالت المصادر إن هذا الوضع المشابه سُجل في مستشفيات جامعية أخرى، بينها الدار البيضاء. وبحسب شهادات من أطباء شاركوا في هذه المباريات أو تابعوا أطوارها، فإن «الإعلان عن الخصاص وتحديد عدد المناصب يتم بناء على اقتراح من رؤساء المصالح الطبية»، وهو ما يجعل بعض المتتبعين يطالبون بمزيد من الشفافية في مساطر فتح هذه المناصب وتنظيم المباريات.
ونبهت المصادر إلى أن هذه الوضعية «تثير اختلالات وغموضا حول المعايير المعتمدة في الانتقاء، خاصة وأن القانون يتيح لأي طبيب أخصائي أو أي طبيب أنهى أربع سنوات من التخصص أن يجتاز المباراة»، مشددة على أن «ضمان التنافس النزيه أساس لبناء كفاءات طبية أكاديمية قادرة على خدمة المنظومة الصحية».
ودعت بعض الأصوات المهنية إلى فتح نقاش وطني موسع حول سبل إصلاح نظام التخصص والتوظيف في الجامعات والمستشفيات، بما يضمن تكافؤ الفرص بين جميع المترشحين، ويوفر للمرضى المغاربة خدمات طبية قائمة على الكفاءة والاستحقاق.
وطالبت المصادر المتتبعة بتدخل المصالح المركزية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية لفتح تحقيق حول هذا الملف، وتدقيق رسمي ناهيك عن تقديم إجابات واضحة لعدد من المتضررين من هذه المباريات، لطمأنة الأطباء الشباب وضمان الشفافية في تدبير مباريات التوظيف المقبلة.
