
طنجة: محمد أبطاش
كشفت مصادر مطلعة أن مصالح وزارة الداخلية تلقت مطالب خلال اجتماعات نظمت بطنجة، حول العمل على فصل مقاطعة بني مكادة عن جماعة طنجة، وإيجاد صيغة جديدة لتدبيرها منفصلة كليًا عن الجماعة، بعدما تبين أن هناك غيابًا كليًا للمردودية الجماعية لهذه المقاطعة. كما أن المنح التي تتوصل بها الأخيرة تتجه للتدبير الإداري والأنشطة الثقافية والاجتماعية، في حين أن البنيات التحتية بهذه المقاطعة التي تعيش تدهورًا كبيرًا، كلها أحدثت بموجب برنامج طنجة الكبرى، أو أحيانًا بتدخل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وبالتالي يستوجب العمل على منح المقاطعة استقلالية تامة مع الاستحقاقات المقبلة حتى يتسنى أن يتحمل رئيسها المسؤولية كما أوصى بذلك المجلس الأعلى للحسابات في تقاريره.
وتعرف المقاطعة وضعية مزرية على جميع الأصعدة، خاصة في حي بئر الشفاء والزاودية وحومة فاطمة والعوامة، وكذا المنطقة الصناعية المجد، في وقت جرى طرح فكرة تقسيم المقاطعة حسب المقترحات التي وجهت لوزارة الداخلية إلى ثلاث مقاطعات أو على الأقل اثنتين، نظرًا لكون الجغرافيا الواسعة للمقاطعة تستدعي ذلك.
كما أن الوزارة قد قامت في وقت سابق بدراسة جدوى تقسيم المقاطعة بسبب احتوائها على دائرتين حضريتين، إذ إن هذا التقسيم سيساهم في تحسين البنيات التحتية وحصر كل مشاكل حي بعينه، وبالتالي إيجاد قنوات للتواصل بدل الوضع الحالي، بعدما أصبحت المقاطعة ترمي الكرة في مرمى المجلس الجماعي.
ومن المطالب التي وضعت أمام الوزارة، العمل على مراجعة القانون التنظيمي المتعلق بالجماعات والمقاطعات، نظرًا لكون المقاطعات بحاجة للاستقلال المالي، وتظهر تداخلات في الاختصاصات بينها وبين الجهات الأخرى مثل الجماعة والسلطة الولائية.
إلى ذلك، وتشير المعطيات المتوفرة أن وزارة الداخلية من المرتقب أن تكشف عن تفاصيل دراسة الجدوى التي قامت بها، سيما وأن الإحصاء الأخير كشف تركز السكان بشكل كبير بهذه المقاطعة لدرجة أنه يقطنها نحو نصف مليون نسمة، وباتت تزداد هذه النسبة بشكل سنوي، مما يوحي لضرورة العمل على إيجاد صيغة جديدة لتدبيرها وبالتالي تحسين المردودية الجماعية.
هذا، وأوردت المصادر أن تقارير توصلت بها أيضًا الوزارة بخصوص وقع صراعات كبيرة بالمقاطعة، باتت تعود بالسلب على المصلحة الفضلى للسكان، حيث دخلت المقاطعة في دوامة من الصراعات لتمرير بعض النقاط، بينما لم تعد قادرة على تفعيل بعض الصفقات الخاصة بالبنيات التحتية وتنمية هذه المقاطعة التي تشكل عصب البوغاز، وتعتبر أيضًا أكبر جماعة بالمملكة من حيث الكثافة السكانية.