شوف تشوف

الافتتاحيةالرئيسيةسياسية

مناطق لم تعد عازلة 

نهاية شهر أكتوبر الماضي هاجمت جبهة البوليساريو بمقذوفات متفجرة، أحياء سكنية بمدينة السمارة مخلفة وفاة شهيد من المدنيين، ثم عادت الجبهة الانفصالية لتهاجم بأربع مقذوفات متفجرة سقطت عشوائيا بمنطقة أوسرد على بعد كيلومترات قليلة داخل جدار المنطقة العازلة.

وأمام هذا الخرق المتكرر لجبهة البوليساريو لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع منذ سنة 1991، وقيامها بمهاجمة المناطق المدنية الآمنة، يصبح من المنطقي مطالبة المغرب بإلغاء المناطق العازلة وإعطاء الضوء الأخضر للجيش المغربي للقيام بتأمينها كما فعل خلال واقعة الگرگرات.

إن ما يحدث من تصعيد بالغ الخطورة وتوجيه مقذوفات عشوائية إلى مناطق مدنية آمنة، إنما هو دق من الانفصال وداعميه لطبول الحرب، والتلويح بها، وسوف لن يكون أي توتر عسكري مجرد نزهة في حديقة والمهم أن جبهة البوليساريو يمكن أن تبدأ الحرب بأعمالها الإرهابية لكنها لن تستطيع أن تضع حدا لها أو تتحكم في مآلاتها.

وإذا كان المغرب لا يريد أن يجر المنطقة إلى خرق اتفاق وقف إطلاق النار، والزج بشمال إفريقيا نحو التوتر المسلح فذلك ليس جبنا بل مسؤولية وحفاظا على السلم والأمن الدوليين، لكن إذا فرضت علينا المواجهة بسبب الأعمال الإرهابية فستسعى الدولة بكل قواها لحماية أرضها وشعبها ومصالحها بالطرق المناسبة.

وبلا شك فإن الجزائر تتحمل المسؤولية الكاملة عن أي رد فعل مغربي، فهي من وضعت أراضيها في تندوف منصّة للعمليات الإرهابية ضد بلدنا وهي من سخرت ميزانية المواطن الجزائري لشراء الأسلحة للانفصاليين، وهي من تخطط للعمليات الإرهابية، لذلك فنحن لن نسكت على هذا الاستفزاز ولا أحد يعلم ماذا سيحدث وإلى أين تتجه الأمور وهل سيبقى المغرب متحكما بضبط النفس أم لا.

وختاماً فإن إيقاف الأعمال الاستفزازية الصادرة عن الجزائر تمويلا وتدبيرا يفرض أولا وأخيرا على الجزائر الالتزام بالشرعية الدولية وبالحل السلمي إذا كانت لا تريد إشعال حريق آخر في شمال إفريقيا، لن يكون بمقدورها إطفاؤه، والأيام كفيلة بما ستخبرنا به.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى