حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الافتتاحية

موسم الشعبوية

انطلق موسم الشعبوية بين الأحزاب السياسية، وسجل عبد اللطيف وهبي أول فصولها بإطلاق اتهامات ثقيلة بدون تحفظ أو دليل في وجه قيادات من حزب التجمع الوطني للأحرار بعدما تحول حزب العدالة والتنمية من غريم الأمس إلى عشيق اليوم. لا يفهم جزء من النخبة الحزبية أن الشعبوية أصبحت عملة سياسية رديئة لا يقبلها سوق التداول السياسي ولا تغري بالمتابعة ولا تحقق مكاسب ولا تخفض أسعارا ولا ترفع أجورا ولا تقلص بطالة ولا تحارب فسادا ولا تصلح خللا، بل تقود فقط إلى الخراب السياسي والهروب من المشاركة في الشأن العام. والدليل أن المغاربة عانوا من ويلات الشعبوية والشعبويين لقادة الحزب الحاكم طيلة العشر سنوات الأخيرة دون فائدة تذكر اللهم ما حققه أولئك الشعبويون من إصلاح لأحوالهم الشخصية.
والحقيقة القاسية أن الشعبوية أضحت موضة العصر ومن الأمراض التي تفتك بنخبتنا الحزبية، حتى أصبح العمل السياسي مع مرور الزمن من اختصاص فئة قليلة من المنبريين، أيْ زعماء الأحزاب الذين يحترفون إطلاق الكلام على العواهن أمام المنابر الإعلامية والسياسية وبيع الوهم للشعب لكسب صوت هنا أو هناك دون الاهتمام بالمآسي التي يتسببون فيها لمن يثقون في وعودهم الزائفة.
والنتيجة أن الشعبوية كما العدمية، كلتاهما تمثل عجزا عن إنتاج بديل سياسي واقعي بأرقام واضحة وأجندة زمنية محددة، وتعكس سياسة الهروب إلى الأمام في وجه تقديم أجوبة للطلب المجتمعي، فيأخذ الحل شكل اللجوء إلى خطابات غارقة في التزييف من دون بدائل حقيقية للمجتمع والدولة.
المغاربة في حاجة إلى برامج واقعية واعدة وليس إلى بوليميك فارغ يحاول تغطية الشمس بالغربال، لقد سئم الرأي العام من مسرحيات السب المتبادل والاتهامات المتبادلة في زمن الانتخابات وفي الأخير يركبون نفس السفينة، المغاربة محتاجون لأجوبة مقنعة حول أمراض الصحة وأعطاب التعليم وشبح البطالة وهشاشة السكن ورداءة الأجور ولهيب الأسعار وغول الفساد، وليس إلى دغدغة عواطف المقهورين بخطاب قد يتلاعب بقلوبهم وعقولهم لكنه لا يغير أحوالهم نحو الأفضل.

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى