الرئيسيةسري للغايةسياسية

أسماء جزائرية هندست تسليح الشباب وكوفئت بالامتيازات والمناصب الوزارية

يونس جنوحي

مقالات ذات صلة

يتهم هشام عبود، بشكل صريح، بعض الأسماء في الجيش الجزائري بالوقوف وراء السماح بتجنيد وتسليح شبان جزائريين، بل والسماح لهم بالتوجه إلى الخارج للقتال، في سياق التسعينيات، حيث كان التوجه إلى أفغانستان بُغية الشباب المنخرطين في العمل المسلح.

 

الجنرال توفيق والآخرون

يقول هشام عبود في هذه المذكرات: «أحد الذين وقفوا على تكوين وتسليح الشباب الجزائري الأفغاني، هو محفوظ نحناح. وهو إرهابي متوغل جدا، وعميل للأجهزة السرية التابعة للجنرال توفيق. وقد وجد نحناح نفسه مرشحا بشكل عجائبي ومُعجز، لمنصب راق، بمباركة مافيا الجنرالات.

كان نحناح زعيم حزب أصولي محافظ، لديه عضوية في البرلمان، والمقرب من عبد الله عزيم، الأب الروحي لأسامة بن لادن وإحدى قنوات الربط داخل تنظيم «القاعدة» في الجزائر.

ولم يكن قلقا أبدا، حتى بعد أن ظهر اسمه إلى العموم وظهر أنه كان وراء إرسال مجموعات الشباب الجزائريين للتدريب في أفغانستان».

تهمة كبيرة ألقى بها هشام عبود في وجه هذا الرجل الذي كانت تربطه عُرى وثيقة جدا بالجنرالات في الجزائر، خصوصا الجنرال توفيق. وما زكى أطروحة هشام عبود، الشهادات التي أدلى بها العائدون الجزائريون من تجربة تنظيم «القاعدة»، خصوصا منهم الذين غادروا حياة المجاهدين، ولجأوا إلى فرنسا وبعض الدول الاسكندنافية، وهم بالعشرات، حيث تحدثوا عن دور هذا الرجل في تجنيد المئات من رفاقهم الذين تعرفوا عليهم داخل معسكرات التدريب في أفغانستان. وقد كانوا فعلا يستغربون من التساهل الكبير للسلطات الجزائرية في السماح لهم بمغادرة التراب الجزائري بسهولة، في مقابل وصول شبان الدول الأخرى بطرق ملتوية تصل حد المغامرة بأرواحهم في سبيل الوصول إلى هناك.

 

وجه آخر

من الوجوه الأخرى التي اتهمها هشام عبود بالضلوع في المؤامرات والأدوار التي أسماها «القذرة»، تحت إمرة الجنرال توفيق، نجد أحمد المراني. يقول عنه هشام عبود إنه كان عضوا مؤسسا لـ«FIS»، حيث كان ينشط في مساجد الجزائر في كل أنحاء البلاد، لاستقطاب الشبان المتحمسين وتجهيزهم بدنيا ونفسيا للذهاب إلى أفغانستان لقتال إخوانهم.

هذا الرجل تم استقطابه لدور أكبر بعد أن نجح بشكل كبير في مهمته الأولى..، حيث أصبح مستشارا لرئيس الحكومة الجزائرية سيد أحمد غزالي. ثم أصبح بعدها مستشارا في سفارة الجزائر بباريس. وقفز بخفة إلى كراس أخرى في المسؤولية قبل أن يحط الرحال في المجلس بتوصية عليا من النافذين الجزائريين في القصر الرئاسي، حيث أصبح وزيرا للشؤون الدينية. وفوق كل هذا كان مستشارا فوق العادة للجنرال توفيق، وغرف بيديه من مغارة الامتيازات خصوصا منها المتعلقة بصناديق دعم السكن الاجتماعي في الجزائر. حيث كان هذا القطاع بمثابة الدجاجة التي تبيض الذهب، وهكذا حاول عدد من الذين يحومون في فلك الجنرالات الأكثر نفوذا في البلاد، أن يستفردوا بتلك الصناديق لنهبها طيلة عقود.

 

أموال الجيش

بدا واضحا، من خلال شهادة هشام عبود، أن أموال الجيش الجزائري كانت تحت رحمة وعين الجنرال توفيق، الذي صرف بسخاء لأسماء تابعة له. ومما زاد من مصداقية عبود، المنصب الحساس الذي كان يشغله في ديوان الجنرال ومن سبقه، إذ لم يغادر المنصب إلا بعدما عرف خبايا كثيرة عن الصفقات و«ألعاب» الجيش الجزائري وكيف كان يفوت الامتيازات الاقتصادية والاجتماعية للأسماء التي تتواطأ أمنيا وتشارك في ملفات من بينها تسليح الشبان المتجهين إلى أفغانستان، ثم ضربهم بعد عودتهم إلى الجزائر بتهمة التطرف وقيادة الجماعات الإرهابية التي لم يخلقها أحد آخر غير نظام الجنرالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى