حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرأيالرئيسيةسياسية

أفلام «شتنبر»..

 

 

يونس جنوحي

 

الاهتمام الذي وُوجه به قرار تعليق مباريات ولوج سلك الماستر في الجامعة المغربية، يفوق بكثير متابعة الشارع لسلسلة فضائح المباريات خلال السنوات الأخيرة.

هل القرار صائب؟ أم أنه حل ترقيعي فقط؟ الذين يتعين عليهم الإجابة عن السؤال، لم نسمع لهم رأيا بعدُ.

الاعتماد على كشف النقاط للطلبة في سلك الإجازة، معيارا وحيدا لولوج سلك الماستر، يُعدم فرص عشرات الآلاف من متابعة التعليم العالي، خصوصا الذين لم يُوفقوا في بعض المواد..

الأمر برُمته يُسائل من جديد شفافية النقط المحصل عليها في سلك الإجازة، وما إن كان التقييم الذي يجتازه الطلبة في نهاية كل سنة جامعية، دقيقا في تحديد المستوى الحقيقي للطالب واستحقاقه للشهادة الجامعية. وهنا يبرز مشكل التلاعب بالنقاط، وهفوات التصحيح وتعقيدات مساطر مراجعة أوراق الامتحان.

بسبب تعقيدات الإدارة يُحرم الطلبة سنويا من شفافية مراجعة أوراق الامتحان، وكثيرون تفوتهم فرصة استكمال مراحل المسطرة.

إذا كان المنطق يقتضي تجنب الوقوع في مشاكل مباريات ولوج الماستر، وقطع الطريق أمام المتلاعبين باللوائح النهائية ومباريات الانتقاء، فإن الحل بالتأكيد لا يكمن في الاستغناء عن المباريات. كان ممكنا إلغاء بعض تخصصات الماستر من أصلها، وليس إلغاء مباريات الولوج إليها.. خصوصا وأن شكايات كثيرة سُجلت في حق المشرفين على بعض التخصصات، من بينها الاتجار في لوائح المرشحين النهائيين لمتابعة الدراسة العليا في سلك الماستر.

كان ممكنا التدقيق في مضمون مباريات الانتقاء، واعتماد وسائل علمية للقطع مع الاتجار في مضمون مباريات الولوج، وليس إلغاء المباريات من أصلها.

ظاهرة الغش، مثلا، تجاوزت كل الحدود، لكننا لم نسمع عن إلغاء الامتحانات النهائية من أصلها للقطع مع آفة الغش، علما أن أنظمة تعليمية أجنبية قطعت منذ سنوات مع الغش في الامتحانات، باعتماد أشكال جديدة من التقييم الدراسي، تعتمد اختبار مهارات الطلبة ومدى إدراكهم، بدل امتحان مدى قدراتهم على استظهار مضامين بعض المواد..  في هذه الحالة، يكون الغش أقصر طريقة لضمان الإجابة عن الأسئلة.

هؤلاء «الغشاشون» قد يحصلون على أعلى الدرجات في التقييم، وبالتالي سيلجون إلى سلك الماستر بدون مشاكل، رغم أن مستواهم الحقيقي لا يؤهلهم للمرور نحو الدراسات العليا.

كان يجب، مثلا، القطع مع مظاهر الرتابة في البحث العلمي، وإعادة تدوير البحوث الجامعية «الباردة» والبائتة. لو أن المسؤولين اعتمدوا مواضيع البحث بسلك الإجازة، معيارا إضافيا لولوج سلك الماستر، لربما منحوا الطلبة المجدين فرصة أخرى لتعزيز حظوظهم في مواصلة التعليم العالي. مستوى الطلبة يظهر من خلال مضمون البحث العلمي الذي ينجزونه في السنة الختامية من سلك الإجازة. ولا بد أن هناك آلاف الحالات ممن وفقوا في البحث النهائي وحازوا إعجاب الأساتذة، لكنهم لم يكونوا موفقين في اجتياز الامتحانات النهائية في بعض المواد ضمن التخصص.

هل ظروف اجتياز الامتحانات النهائية شفافة وملائمة بما يكفي لكي تقدم تقييما حقيقيا لمستوى الطالب المغربي؟

إضرابات في كل مكان خلال فترات الامتحانات، وأحيانا تسجل أعمال شغب تحرم معظم الطلبة من اجتياز الامتحانات أمام ارتفاع سقف مطالب الفصائل الطلابية التي تُطالب عادة بتأجيل الامتحانات ومنح الطلبة فرصا للاستعداد لها، وهو ما يتسبب في تراكم الاختبارات النهائية فوق رؤوس الطلبة، ويؤثر سلبا على أدائهم بطبيعة الحال.

كان الله في عون الجامعة المغربية.. فضائح «الماستر» التي تخبط فيها التعليم العالي طيلة السنوات الأخيرة، لم تفلح في إخراج هذا التعليم من عنق الزجاجة كما وقع في دول كثيرة أنقذت تعليمها العالي وصارت جامعاتها تنافس على استقطاب الطلبة الأجانب لاستكمال دراستهم العليا لديها، بل جعتنا نعيش «أفلاما» حقيقية كل شتنبر..

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى