
محمد السليماني
علمت «الأخبار» من مصادر مطلعة أن وثيقة جديدة استصدرتها المديرية الجهوية للصحة بأكادير، وتوصل بها مندوبو الوزارة، أخيرا، أغضبت ممرضي التخدير والإنعاش بجل المستشفيات الإقليمية التابعة للجهة.
وبحسب المعطيات، فإن المدير الجهوي للصحة بأكادير أرسل تذكيرا إلى مندوبي الوزارة بأقاليم الجهة من أجل إعداد تقارير عاجلة حول حصيلة عمل جميع ممرضي التخدير والإنعاش العاملين بالمستشفيات الإقليمية، إضافة إلى تحديد عدد الحالات المتكفل بها من قبل كل ممرض متخصص في الإنعاش والتخدير خلال السنوات الثلاث الأخيرة.
ويبدو أن مندوبي الصحة بأقاليم الجهة لم يتفاعلوا إيجابا مع مراسلة سابقة للمدير الجهوي حول الموضوع نفسه، الأمر الذي دفع هذا الأخير إلى إعادة تذكيرهم بضرورة إعداد هذه التقارير التقييمية، بالرغم من حالة الاحتقان الذي خلفته داخل المراكز الاستشفائية.
واستنادا إلى المعلومات، فإن المدير الجهوي للصحة بأكادير كان قد وجه مراسلة تحمل رقم 3883 بتاريخ 12 غشت الماضي، إلى مندوبي الوزارة بمختلف أقاليم الجهة، يطلب من خلالها إعداد تقارير عاجلة حول حصيلة عمل ممرضي الإنعاش والتخدير العاملين بمختلف المستشفيات الإقليمية التابعة للجهة، وتبيان عدد الحالات المصابة بكوفيد المتكفل بها من قبل كل ممرض متخصص في التخدير والإنعاش طيلة الثلاث سنوات الأخيرة. وهي المراسلة التي أغضبت هذه الفئة، وحطمت معنوياتهم، بالرغم من أنهم منذ بداية الجائحة في الصفوف الأمامية، وفي أقسام الإنعاش الخاصة بكوفيد 19، وقدموا تضحيات كبيرة.
وكشف مصدر صحي أن «أغلب ممرضي التخدير والإنعاش يشتغلون وفق نظام عمل 36/12، فيما عدد من هؤلاء تم تنقيلهم للعمل بأقسام الإنعاش بالمستشفى الجهوي لأكادير». وتساءل المصدر عن ما أسماه «الانتقائية في السؤال عن حصيلة ممرضي الإنعاش والتخدير، دون غيرهم من فئات قطاع الصحة، وعلى رأسهم أطباء التخدير والإنعاش».
وبحسب معطيات حصلت عليها «الأخبار»، فإن 6 من ممرضي التخدير والإنعاش بمستشفى إنزكان، على سبيل التمثيل، تم تنقليهم منذ ما يزيد عن سنة للاشتغال بأقسام كوفيد 19 بالمستشفى الجهوي بأكادير، فيما غير 3 ممرضين من هذه الفئة إطارهم بعد نجاحهم في مباراة المتصرفين، وآخران التحقا بمدرسة الإدارة، و4 يشتغلون بقاعة مقاومة الصدمات بمصلحة المستعجلات، وباقي ممرضي التخدير والإنعاش موزعون ما بين قاعات العمليات الأربع.
إلى ذلك، فإن الرغبة في معرفة حصيلة عمل ممرضي التخدير والإنعاش دون غيرهم، وخصوصا أطباء التخدير والإنعاش المسؤولون الأولون، يخفي رغبة جامحة حول أهداف أخرى غير معلنة، خصوصا وأن بعض النقابيين «المزعجين» للإدارة ينتمون إلى هذه الفئة.
وطالب عدد من مهنيي الصحة بتقييم عمل جميع الفئات العاملة بالقطاع بجهة سوس دون استثناء ودون انتقاء، بدءا من العاملين بالمديرية الجهوية إلى المراكز الصحية، مرورا بالملحقين بالمعهد العالي للمهن التمريضية وتقنيات الصحة بأكادير التي يتواجد بها ممرضون من هذه الفئة وصولا إلى المراكز الاستشفائية.





