
تطوان: حسن الخضراوي
وصل ملف الهدر المدرسي الذي أصبح يهدد مئات التلاميذ الذين يدرسون بسبتة المحتلة، إلى المؤسسة التشريعية بالرباط، حيث تمت مناقشة ذلك بداية الأسبوع الجاري، وطرح المشكل أمام سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، الذي وعد بدراسة الحلول الممكنة، بتنسيق مع رئاسة الحكومة، وضمان حق التعليم للجميع، وفق ما ينص عليه الدستور والمواثيق الدولية.
وحسب مصادر، فإن مئات التلاميذ الذين يدرسون بسبتة المحتلة، ويقطنون بمدن الشمال القريبة من الحدود الوهمية، انقطعوا عن الدراسة بسبب الإجراءات الخاصة بمحاربة انتشار عدوى كوفيد 19، وقرار حكومة سعد الدين العثماني إغلاق الحدود الوهمية مع الثغر المحتل، إلى حين تحسن الوضعية الوبائية، واتخاذ قرار رسمي من قبل مؤسسات الدولة بإعادة الفتح من جديد.
واستنادا إلى المصادر نفسها، فإن آباء وأولياء التلاميذ المعنيين لا يمكنهم الإقامة داخل سبتة السليبة في الظروف الحالية، حتى ولو تم إيجاد حلول استثنائية لدخولهم المدينة السليبة دفعة واحدة، والعودة إلى إغلاق المعبر الحدودي الوهمي، لذلك يستمر البحث في حلول ناجعة بديلة، رغم التحديات والإكراهات المتعلقة بالحالة الوبائية.
وكان أولياء أمور التلاميذ المنقطعين عن الدراسة بسبب إغلاق الحدود الوهمية، احتجوا أمام باشوية الفنيدق، من أجل المطالبة بإيجاد حلول استثنائية تضمن استئناف الدراسة بالنسبة لمئات التلاميذ، وقد توصلت عمالة المضيق بمطالب المحتجين، ووعدت بدراستها بتنسيق مع كافة المؤسسات المسؤولة، والمصالح المركزية بالرباط، فضلا عن إبداء تفهمها لمصلحة التلاميذ بالدرجة الأولى، وحقهم في استكمال مسارهم الدراسي، والتأسف للظروف الاستثنائية التي حالت دون ذلك، وتدخل في إطار القوة القاهرة.
يذكر أن مئات التلاميذ يدرسون بمؤسسات تعليمية بسبتة المحتلة، ويقطنون بمدن إقليم المضيق، حيث كانوا يتنقلون يوميا عبر الحدود الوهمية في وقت سابق، وتمنح لهم الأولوية في العبور، غير أنه مع إغلاق المعبر الوهمي بسبب قانون الطوارئ الصحية، استحال تسجيلهم بالثغر المحتل، لاستكمال دراستهم، وأصبحوا يواجهون مشكل الغياب عن الفصل، والهدر المدرسي.





