شوف تشوف

الافتتاحيةالرئيسيةسياسية

«أنا وحدي مضوي لبلاد»

الافتتاحية

كلما كان بلدنا أمام استحقاق اجتماعي أو دستوري كبير وقرارات كبرى للدولة، يطلع علينا بطل اسمه عبد الإله بنكيران ليخبرنا أنه هو صاحب الفضل في ما آلت إليه الأوضاع من استقرار وتحسن في القوانين، فهو، كما قال عدة مرات أمام مريديه، من أنقذ المغرب من الربيع العربي وحركة 20 فبراير، وأخيرا أعلن أنه صاحب مبادرة الدعم المباشر للأسر التي يرجع فيها الفضل للملك محمد السادس مبادرات وقرارات وأجندة.

مقالات ذات صلة

واليوم يقود الشخص نفسه حملة شرسة بخصوص مدونة الأسرة، التي أطلقها ملك المغرب، ويبرز عضلاته اللسانية للصعود إلى منصة التتويج والظهور بمظهر البطل الشجاع الذي كان وراء مخرجات المدونة.

فالجميع وقبلهم بنكيران يعلمون أن الملك محمد السادس لن يقبل بأي مقترح صادر من أي جهة كانت يمس بثوابت المملكة، ولن تسمح إمارة المؤمنين بأي اعتداء على الثوابت الدينية والوطنية الجامعة، لكن بنكيران يريد خوض معركة طواحين الهواء ويقدم نفسه وصيا على دين ومؤسسات المغاربة، رغم علمه المسبق بأن كل صولاته لن تقدم ولن تؤخر شيئا مما هو مقرر لدى ملك البلاد.

لعبة بنكيران، التي ساعدته مرارا في مساره السياسي والانتخابي، هي أن يستبق الأحداث، كما يفعل اليوم مع مدونة الأسرة، بمحاولة نسبة ما سيتحقق فيها له وأن يظهر بمظهر «البطل»، فإذا به ينسى أنه يعتدي على اختصاصات رئيس الدولة، ويريد أيضا أن يظهر بمظهر العبقري الذي له الفضل في إصلاح ما أفسده عندما كان حزبه يقود الحكومة والبرلمان والإدارة القضائية لعشر سنوات.

لا يا سيّد بنكيران أنت لست وحدك «مضوي البلاد»، فهذه الدولة لها رصيدها التاريخي وثوابتها الجامعة ونظامها الحاكم، الذي جنبها لقرون متعاقبة سوء المنقلب، لذلك الكل من حقه أن يقترح ويجتهد ووحده ملك المغرب ومؤسساته من يحق لها اتخاذ القرار بما يتناسب مع ثوابتنا وروح العصر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى