
أكادير: محمد سليماني
باشر مجموعة من سكان أحياء “سفوح الجبال”، وهي أحياء مترامية فوق الهضبة المطلة على مدينة أكادير، احتجاجات “مثيرة” قبيل أيام من انطلاق منافسات كأس إفريقيا للأمم، التي ستحتضن أكادير بعض مقابلاتها.
واستنادا إلى المعطيات، فقد وضع عدد من سكان حي “أيت تاووكت” لافتات كثيرة على عدد من منازلهم، يرفضون اقتصار التدخل الذي قامت به سلطات مدينة أكادير بخصوص هذه الأحياء، في طلاء جدران المنازل فقط، حيث رفعوا لافتات تطالب بتمكين عدد من سكان هذه الأحياء بالربط بالماء الصالح للشرب والكهرباء والصرف الصحي وتأهيل الأحياء. ومن بين ما تضمنته هذه اللافتات المعلقة فوق منازل الحي “هنا أيت تاووكت.. هنا مغرب آخر”، و”التجميل للزوار والحرمان للسكان”، وأين “الماء؟ والضوء؟ والصرف الصحي؟” و”أيت تاووكت وسط أكادير فلماذا خارج التنمية”، ثم لافتة أخرى كتب عليها “وجهة فاخرة وحياة فقيرة”.. وغيرها من اللافتات المكتوبة بخط عريض على أقمشة من الثوب الأبيض والمعلقة فوق جدران عدد من منازل الحي، والتي تحمل مطالب سكان مناطق سفوح الجبال.
وكانت سلطات أكادير والجماعة الترابية للمدينة قد أطلقت قبل أسابيع عمليات تأهيل استعجالية لأحياء سفوح الجبال، وخصوصا منها المناطق المطلة على ملعب “أدرار” وعلى الطريق المداري الجديد الرابط بين مطار أكادير المسيرة والفنادق المصنفة بمنطقة “تغازوت باي”، حيث ستكون إقامة المنتخبات المشاركة.
واستنادا إلى المعطيات، فقد بدأت عمليات تبليط الممرات المؤدية إلى المنازل المطلة على الملعب، ومباشرة عمليات صباغة جدرانها، وذلك من أجل إخفاء عيوب البناء العشوائية التي كانت قائمة بهذه الأحياء في إطار عمليات ترميم، على أساس أن تظهر في حلة جديدة، وأن تعطي رونقا وجمالية في الجهة المقابلة للملعب، خصوصا وأن هذه الأحياء تقع فوق الجبال وهضاب عالية.
وقد جاء تأهيل هذه الأحياء، لكونها أحياء ناقصة التجهيز، إذ تم بناء أغلبها قبل سنوات بشكل عشوائي وغير قانوني وغير مرخص، إلى أن أصبحت أحياء قائمة الذات، فظلت بدون تأهيل، كما أن الطريق للوصول إلى هذه الأحياء كان بالصعوبة بما كان، إلا أن اختيار ملعب أدرار لاحتضان مباريات ضمن منافسات كأس إفريقيا، وأيضا كأس العالم سنة 2030، دفع السلطات بالمدينة والجماعة الترابية بأكادير إلى القيام بعدد من التدخلات لتأهيلها.
واستنادا إلى المعطيات، فقد تم تخصيص اعتمادات مالية تصل إلى 22 مليون درهم من أجل ترميم وطلاء وصباغة جدران منازل أحياء سفوح الجبال، وخصوصا أحياء “ايت المودن، وإغيل أضرضور، وأيت تاووكت، وإيمونسيس”، كما تشمل عمليات التأهيل بناء ملعبين رياضيين في كرة القدم بالعشب الاصطناعي بمبلغ 2 مليون درهم بكل من حيي “أحلاكا” و”إيمونسيس”. كما تشمل عمليات تأهيل أحياء سفوح الجبال، إزالة الأردام والأنقاض والأتربة المرمية بكل هذه الأحياء التي ظلت منذ سنوات ناقصة التجهيز، وتعتبر مناطق خلفية رغم قربها من مدينة أكادير، وتقع داخل النفوذ الترابي للجماعة الترابية لأكادير، إذ خصص لهذه العملية اعتماد مالي قدره 14 مليون درهم، وخصص مبلغ مليونا درهم لإعادة تأهيل بعض المرافق العمومية كالمساجد والمدارس، ومبلغ 7 ملايين درهم، لتقوية الإنارة العمومية بالأحياء المطلة على أكادير والقريبة من ملعب “أدرار”.
ومن أجل إنجاز كل هذه الأشغال في وقت وجيز، وقبل انطلاق منافسات كأس إفريقيا نهاية السنة الجارية، تواصل كل الجهات المتدخلة بأكادير، عمليات ضغط كبير على الشركات والمقاولات الفائزة بالصفقات، بإنجاز هذه الأشغال في أسرع وقت، رغم المخاوف من عدم إنجاز هذه الأشغال بالإتقان اللازم.





