شوف تشوف

مدن

اختفاء شاطئ «مهدية» بضواحي القنيطرة بسبب عمليات جرف الرمال

محمد اليوبي

 

تأكيدا لما نشرته «الأخبار» سابقا حول توقعات دراسات علمية حول مخاطر نهب رمال شاطئ «مهدية» بضواحي مدينة القنيطرة، التي يترأس مجلس بلديتها وزير التجهيز والنقل السابق، عزيز رباح، فقد انهار جزء كبير من الشاطئ وجرفت الأمواج نصف رماله وحملتها إلى قعر البحر لملء الحفر والأخاديد التي خلفتها سفن جرف الرمال خلال العشر سنوات الأخيرة.

وخلفت هذه الكارثة استياء كبيرا لدى سكان مهدية ولدى رواد الشاطئ والفاعلين الجمعويين المهتمين بالمجال البيئي، الذين حجوا إلى شاطئهم لمعاينة آثار الجريمة البيئية وأخذ صور لتوثيقها، قبل أن تتدخل السلطة المحلية وسفن الجرف لطمس معالم الجريمة كما فعلت منذ بضع سنوات، وقام مجموعة من الطلبة الباحثين بكلية ابن طفيل بمسح للمنطقة المتضررة والمناطق المجاورة، وذلك لتحديد طبيعة وحجم الأضرار بوسائل علمية حديثة قد تكشف معطيات جديدة حول تآكل الشاطئ.

هذا وسبق لمكتب دراسات دولي أن دق ناقوس الخطر سنة 2011 عندما  اكتشف، أثناء إنجاز دراسة لفائدة وزارة التجهيز والنقل، أن شاطئ مهدية مهدد بالانقراض بسبب نشاط الجرف الذي يلتهم أربعة أمتار من عرضه سنويا، كما سبق لباحثين مغاربة مختصين في علم البحار والساحل أن حذروا، في عدة دراسات وعدة مناسبات، من الطابع العشوائي لنشاط جرف المواد المترسبة بواسطة سفن عملاقة تتسبب في حفر أخاديد عميقة بالمياه البحرية المجاورة نتجت عنها تغيرات خطيرة في اتجاهات التيارات المائية. وبما أن «الطبيعة لا تحب الفراغ»، حسب هذه الدراسات، فإن أمواج البحر تضطر إلى جرف رمال الشاطئ في اتجاه البحر لملء الحفر والأخاديد التي خلفتها عمليات الجرف.

وتأتي هذه الكارثة أياما قليلة بعد يوم تحسيسي بقصبة مهدية نظمته جمعيات المجتمع المدني حول موضوع: تشخيص ومناقشة الأوضاع البيئية المترتبة عن جرف الاستغلال وانعكاساته السلبية والخطيرة على الثروات السمكية وعلى ساحل منطقتي «مهدية» و«الشليحات». وعبرت عشرات الجمعيات التي حضرت هذا اللقاء عن قلقها العميق لما يتعرض له شاطئ مهدية والساحل المجاور له من تخريب ممنهج من طرف إحدى الشركات المتخصصة في جرف الرمال وذلك أمام أعين السلطة الإقليمية وصمت القطاعات الحكومية المعنية. وتضمنت توصيات هذا اللقاء مجموعة من الحقائق الصادمة تتعلق بالدمار الذي لحق الشاطئ والتجهيزات البحرية المجاورة بسبب أنشطة الجرف.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى