
الأخبار
حصلت «الأخبار» على وثائق تتعلق بالتدبير المالي والتقني للجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز برسم سنة 2024، والتي تضمنت مجموعة من المعطيات، تشير إلى وجود «تفاوتات» مع مضامين التقرير المالي والتقني لسنة 2023، وهي «التفاوتات» التي اعتبرتها الجمعية، في تقريرها، مؤشرا على تحقيق إنجازات في القطاع، ما يستدعي، مرة أخرى، تجديد مطلب إخضاع مالية جمعية «ANOC» لافتحاص دقيق، من طرف أجهزة الرقابة المركزية، لتحديد أوجه صرف أموال الدعم العمومي المقدرة بالملايير، والتي توصلت بها الجمعية، دون أن يكون لذلك أثر إيجابي في تجنيب المغرب أزمة حادة في قطاع اللحوم، وهو ما انعكس «سلبا» على مستوى ارتفاع الأسعار، وتسجيل خصاص حاد في أعداد القطيع، وفرض ذلك تدخلا ملكيا أعفي بموجبه المغاربة هاته السنة من القيام بأداء شعيرة نحر أضحية العيد، لتمكين القطيع من استعادة عافيته.
وأشار التقرير المالي الخاص بالجمعية الوطنية لمربي الماشية والأغنام (ANOC) برسم سنة 2024، الذي قيل إنه جرى تدقيقه والمصادقة عليه من طرف مدقق حسابات، إلى أن مجموع المداخيل بلغ 133955531,41 درهما، تتضمن المداخيل الذاتية وشراكات مباشرة مع وزارة الفلاحة، وكذا مشاريع التعاون مع المصالح الجهوية لوزارة الفلاحة ومداخيل بيع السيارات، ومراجعات وعائدات مؤسسات شريكة، وتسوية المخصصات السابقة وتمويل الحسابات، حيث ارتفعت مداخيل الجمعية بنسبة 17 في المائة مقارنة بسنة 2023 التي سجلت ما مجموعه 114814390,74 درهما، ويرجع ذلك، بطبيعة الحال، إلى قيمة الدعم العمومي الذي توصلت به جمعية «ANOC» من وزارة الفلاحة التي ارتفع الدعم الذي تقدمه للجمعية بنسبة 36 في المائة مقارنة بسنة 2023.
مقابل ذلك بلغت مصاريف جمعية «ANOC» برسم سنة 2024 ما مجموعه 85.915.669,38 درهما، في حين استقر مجموع المصاريف المصرح بها برسم سنة 2023، عند رقم 77739434,63 درهما، وبذلك سُجِل ارتفاع في قيمة المصاريف بنحو 8176234,75 درهما، أي بزيادة 11 في المائة، تضمنت المصاريف المرتبطة بالمستخدمين ومصاريف السيارات، وطبعا «مصاريف التأطير» التي بلغت قيمتها لوحدها ما مجموعه 37848292,22 درهما، بزيادة 44,1 في المائة مقارنة بسنة 2023 التي صرفت فيها الجمعية مبلغ 30910152,64 درهما. وبرر التقرير المذكور هذه الزيادة بارتفاع المصاريف المباشرة لترقيم أضاحي العيد، وارتفاع مصاريف التأطير الصحي للقطيع، في حين أشار إلى كون «ديون» واجبات برامج التأطير والانتقاء بلغت ما مجموعه 89392695,00 درهما، بفارق بلغ نحو 15256500,00 درهم، بزيادة بلغت نسبة 21 في المائة مقارنة بسنة 2024 التي بلغت فيها ديون الواجبات ما مجموعه 74136195,00 درهم، وتسبيقات الكسابين على تحسين النسل التي انخفضت من 16392295,00 درهم، خلال سنة 2023، إلى 9527555,00 درهم سنة 2024.
وبالمقابل أشار التقرير التقني للجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز، برسم سنة 2024، إلى أن عدد التجمعات بلغ 173 تجمعا، وأن عدد القطيع الإجمالي المؤطر بلغ 4.272.840، بمعدل 11.470 رأسا، كمتوسط عدد الإناث المنتجة في كل تجمع، بينما بلغ متوسط عدد الإناث المنتجة لكل كساب منخرط 127 رأسا، بمعنى أن نسبة التغيير مقارنة بسنة 2023 لم تتجاوز 0,6 في المائة، وعدد الكسابة المنخرطين لم يتجاوز نسبة 1,2 في المائة، وعدد رؤوس الإناث المؤطرة سجل ارتفاعا طفيفا بنسبة 2,9 في المائة، أي بعدد بلغ 1.984.291، مثلما أشار التقرير إلى أن عدد الخرفان المرقمة برسم سنة 2024 بالحلقات بلغ 506.000 خروف، ونسبة الوفيات في صفوف الماعز انخفضت لـ4,58 في المائة وفي صفوف الأغنام انخفضت بنسبة 3,28 في المائة.
ويظهر أن هاته الأرقام، بنسبها المئوية، تفرض مساءلة عبد الرحمان المجدوبي، رئيس جمعية «أنوك»، الذي يشغل، في الوقت نفسه، منصب رئيس مجلس إدارة معهد التكوين في تربية الماشية وتثمين حليب الماعز، حول أسباب أزمة قطاع اللحوم ومسببات ارتفاع الأسعار، التي ما زالت مستمرة لحدود الساعة، مادامت التقارير تتضمن أرقاما ومعطيات «إيجابية» لا أثر لها على أرض الواقع، سيما أن التقرير التقني للجمعية أشار إلى أن ترقيم الأغنام والماعز الموجهة لعيد الأضحى برسم سنة 2024 بلغ ما مجموعه 6374325 بعموم جهات المملكة.
التقرير ذاته أشار إلى معطى آخر، يطرح معه الكثير من علامات الاستفهام، حينما أكد على انخفاض في النسب المئوية لعدد المحسنين للأغنام، بالنسبة لجميع السلالات، لدرجة القول بأن مجموع المحسنين برسم سنة 2024 انخفض ليصل لعدد 9.512 مقارنة بسنة 2023 التي بلغ العدد فيها ما مجموعه 9957، في وقت تم التصريح في التقرير نفسه بأن عدد إناث الأغنام الخاضعة لبرامج تحسين النسل حسب السلالات وفئات المحسنين ارتفع مقارنة بسنة 2023 التي بلغ المجموع العام بها 1.018.427، بينما سجلت سنة 2024 ما مجموعه 1.042.635.
واعتمدت جمعية «ANOC» في تلميع منجزاتها، من خلال التصريح بنتائج اللجنة الوطنية للانتقاء والوشم للأغنام برسم سنة 2024، حيث تضمن التقرير الإشارة إلى كون عدد القطعان بلغ 9841، بالنسبة لعدد الإناث المسجلة (307.605)، والإناث المقدمة (317,153)، بينما بلغ عدد الذكور المسجلة 58.015، و61.668 بالنسبة للذكور المقدمة، وبالنسبة لجودة الفحول الممتازة فقد وصل عددها لنحو 1801. وأورد التقرير أن عدد الماعز ارتفع ليصل إلى 124.556، مقارنة بعدد 114.644 المسجل سنة 2023. وهذه المعطيات وغيرها تشير إلى أن التقرير يحتاج فعلا لافتحاص دقيق، سيما أن الجمعية تعترف بارتفاع في نسبة قطيع الماعز المحسن بنسبة 8 في المائة.
ولأن عبد الرحمان المجدوبي، رئيس الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز (ANOC)، هو نفسه رئيس المجلس الإداري لمعهد مهن تربية المواشي (IFME)، كان من الطبيعي أن يحرص الرئيس المجدوبي على إيلاء العناية اللازمة لتكوين الكسابة تكوينا نظريا وتطبيقيا. وهكذا أشار التقرير إلى أن إجمالي حصص التكوين بلغ 592 حصة لفائدة 10880 مستفيدا في التكوين النظري، بينما بلغ مجموع المستفيدين في التكوين التطبيقي، بحسب تقرير سنة 2024، ما مجموعه 37.224 مستفيدا، فضلا عن تكوين الطاقم التقني، بمعدل 105 حصة لفائدة 1651 مستفيدا. في حين ارتفع العدد بالنسبة لحظيرة السيارات إلى 180 سيارة خلال سنة 2024، التي تميزت ببيع 12 سيارة، بعدما بيعت 17 سيارة سنة 2023.





