حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرئيسيةتقاريررياضة

«الأسود» بين مطرقة الإكراهات وسندان التتويج

الجامعة تستهدف اللقب والأندية تبدي تذمرها واللاعبون المحليون يتحينون الفرصة

إعداد: يوسف أبوالعدل

تعود كأس أمم إفريقيا للمحليين لكرة القدم لتستأثر باهتمام الجمهور المغربي، سواء من حيث مشاركة لاعبي البطولة الوطنية فيها، أو توقيتها الزمني الصعب في مسابقة تجرى جنوب القارة السمراء، وبالضبط بين كينيا وتنزانيا وأوغندا، بالإضافة إلى تذمر الأندية الوطنية من التي تم استدعاء لاعبيها إلى القائمة النهائية، لتمثيل المغرب في هذه البطولة التي فاز بها المغرب في مناسبتين، ويعتبر المرشح الأوفر حظا للظفر بالنسخة المقبلة.

«الأخبار» تقربكم من المشاكل التي تعترض مشاركة المنتخب المغربي المحلي في هذه المسابقة، من غضب أندية، واحتراف لاعبين مؤثرين بالدوري الوطني نحو أوروبا ودوريات الخليج العربي، بالإضافة إلى قرار جامعة كرة القدم الوطنية إسقاط اللاعبين المزدادين سنة 2000 وما فوق من حمل قميص هذا المنتخب، الذي يثير الجدل بشكل دائم.

 

الجامعة.. اللقب أولا وأخيرا

أخبرت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم طارق السكتيوي، مدرب المنتخب الوطني المحلي، بأن مطلبها الأول ومطلب الجمهور المغربي، هو الظفر باللقب القاري، خاصة في ظل الإنجازات الأخيرة التي حققتها المنتخبات الوطنية، من المنتخب الأول إلى بقية الفئات العمرية ذكورا وإناثا، وهو الأمر الذي أكده السكتيوي، خلال خرجته الإعلامية الأخيرة التي أكد فيها أن مشاركة المنتخب المغربي المحلي ببطولة أمم إفريقيا للاعبين المحليين المقبلة، الهدف منها التتويج باللقب، وتأكيد مستوى لاعبي البطولة الوطنية، وكذلك التطور الذي يعرفه المغرب على المستوى الكروي، حيث بات مرجعا يحتذى به من طرف الجميع.

وارتأت جامعة كرة القدم الوطنية في شخص إدارتها التقنية مساعدة السكتيوي لتحقيق هذا المطلب، حينما سمحت له بالاستعانة بلاعبين مجربين في الدوري الوطني، عكس السابق بعدما حددت له اللاعبين مواليد سنة 2000 وما فوق فقط لاستدعائهم لمعسكرات المنتخب الوطني المحلي ومبارياته الودية، إذ كان هذا المعطى سببا في التغيير المفاجئ للائحة المنتخب المغربي المشاركة في «الشان»، التي باتت تضم خيرة لاعبي البطولة الوطنية، وأصبح الجمهور المغربي يطمع بجلب اللقب القاري، رغم الظروف المحيطة بالمنتخب الوطني المحلي، من قوة الخصوم وطول السفرية إلى جنوب القارة السمراء، وما يرادفها من صعوبة الأحوال الجوية، وجودة الملاعب التي تجرى فيها كأس أمم إفريقيا.

وضمت لائحة المنتخب الوطني المحلي لاعبين مجربين، من قبيل يوسف بلعمري، محمد بولسكوت وصابر بوغرين من الرجاء الرياضي، وربيع حريمات من الجيش الملكي، ومحمد مفيد من الوداد الرياضي، بالإضافة إلى عناصر متألقة في النهضة البركانية، أمثال عبد الحق عسال، أسامة المليوي، وعماد الرياحي، وهي كلها أسماء مجربة وطنيا وقاريا من خلال مشاركتها السابقة مع أنديتها في المسابقات الإفريقية، سواء دوري الأبطال، أو كأس الكونفدرالية، ما يتيح للمنتخب الفرصة للاستفادة من خدماتهم وتجربتهم للمنافسة على لقب «الشان»، التي ستعطى ضربة بدايتها في الثالث من غشت المقبل.

 

الاحتراف.. خصم السكتيوي

ظل طارق السكتيوي، مدرب المنتخب الوطني المحلي، يعول على العديد من اللاعبين في معسكراته التدريبة الأخيرة ومبارياته الودية، خلال السنة الأخيرة، تحضيرا لكأس أمم إفريقيا للمحليين، قبل أن يفاجئه احتراف بعضهم بدوريات الخليج العربي وأوروبا، لتتغير لديه المعطيات حول طريقة الاستعداد النهائي لـلكأس القارية، ما جعله يستدعي لاعبين من طراز أول في البطولة الوطنية، وإسقاط قانون مواليد 2000، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه لمنتخب يطالب المغاربة بتتويجه القاري، وأي شيء غير ذلك قد يجعله محل انتقادات، وهو الذي رفع فوق الأكتاف صيف السنة الماضية، حينما حقق برونزية الألعاب الأولمبية بباريس.

وانطلقت أوجاع السكيتيوي باحتراف مهاجم المنتخب الوطني المحلي في المعسكرات والمباريات الودية الحسين رحيمي، لاعب الرجاء الرياضي،  الذي انتقل إلى نادي العين الإماراتي، لتكون ضربة البداية له، قبل أن تتلوها أخيرا احتراف ثلاثة لاعبين من الجيش الملكي، أبرزهم أمين زحزوح الذي كان قائد سيمفونية المنتخب المغربي المحلي، والمنتقل حديثا إلى نادي الوكرة القطري، ثم حاتم الصوابي الذي وقع في كشوفات فريق جينك البلجيكي، وأكرم النقاش المنتقل هو الآخر إلى نادي خورفكان الإماراتي، وهي المعطيات التي دعت إلى ضرورة الاستفادة من لاعبين مجربين ولو فاقت سنهم المطلوب به سابقا، خاصة أن بطولة أمم إفريقيا للمحليين لا تعتمد على سن معينة للمشاركة فيها.

 

الأندية.. تذمر وغضب

أبدت العديد من الأندية في الدوري الوطني تذمرها من مشاركة لاعبيها في نهائيات كأس أمم إفريقيا للمحليين، ما سيفرض عليها غيابهم عن تحضيراتها لشهر على الأقل، وقد تصبح المدة أطول من التوقيت الحالي، في حال تأهل المنتخب المغربي إلى الأدوار المقبلة، وما يرادف ذلك من تبعات صحية ونفسية على لاعبيها في مسابقة تجرى خارج التواريخ الدولية، وفي أبعد نقطة بالقارة السمراء.

الوداد الرياضي الذي لم يذق لاعبوه طعم الراحة بعد نهاية الموسم الماضي، بفعل مشاركتهم في كأس العالم للأندية بالولايات المتحدة الأمريكية، سيجد نفسه مجددا يفتقد لخدمات لاعبين مهمين في تشكيلته، ويتعلق الأمر بكل من محمد مفيد، أسامة الزمراوي، سيف الدين بوهرة وعمر أزداو، فيما الرجاء الرياضي والنهضة البركانية سيكونان أكبر المتضررين من الكأس القارية، وذلك بعد استدعاء خمسة لاعبين من الفريق الأخضر ويتعلق الأمر بكل من حارس المرمى المهدي لحرار، محمد بولسكوت، يوسف بلعمري، المهدي امشخشخ، بوشعيب العراصي وصابر بوغرين، فيما الفريق البرتقالي تمت دعوة كل من عبد الحق عسال، أيوب خيري، رضا حجي، يوسف مهري، عماد الرياحي وأسامة المليوي.

ورغم حنقها الكبير، إلا أن الأندية المغربية لم تجد نفسها مطالبة بالتعبير عن غضبها بشكل رسمي، لكون معرفتها أن المصلحة الوطنية تفوق مصلحة الفرق، لذلك كان الغضب مكتوما، والأخبار والمصادر هي التي كانت تبعث رسائل مسؤولي الأندية الوطنية ومدربيها بشكل سري حول مشاركة لاعبيها في دورة يقولون إن سلبياتها أكثر من إيجابياتها، خاصة أنها خارجة عن التواريخ الدولية، وتهدد لاعبيها بالإصابات والعياء بعدما يكونوا قد استنزفوا في «الشان» بمجهود بدني سيؤثر عليهم لا محالة في مباريات الموسم المقبل، سواء الأندية التي تنافس على لقبي الدوري الوطني الاحترافي وكأس العرش فقط، أو الأربعة الأخرى التي تمثل المغرب خارجيا، ألا وهي النهضة البركانية والجيش الملكي في عصبة الأبطال الإفريقية، وأولمبيك آسفي والوداد الرياضي في كأس الكونفدرالية الإفريقية.

 

 المحلي ملاذ الممنوعين من المنتخب الأول

ستكون كأس أمم إفريقيا للمحليين التي ستنطلق، بداية الشهر المقبل، بكل من كينيا وتنزانيا وأوغندا، فرصة للعديد من اللاعبين الذي طالب الجمهور المغربي دوما بحضورهم واستدعائهم في لائحة المنتخب الأول، لكن الناخب الوطني وليد الركراكي كان له رأي آخر، بحكم وجود العديد من اللاعبين الأفضل منهم حسبه، والذي ينشطون في كبرى الدوريات الأوروبية.

ربيع حريمات وصابر بوغرين، ومحد بولكسوت، وعبد الحق عسال وآخرون ستكون بطولة أمم إفريقيا بالنسبة إليهم فرصة لهم لإظهار أحقيتهم بحمل قميص المنتخب الأول، خاصة أن مباريات «الأسود» سيتابعها الجمهور المغربي عن كثب والركراكي نفسه، وقد تكون بوابتهم إلى المنتخب الأول، رغم صعوبة المهمة، لكن الظرفية تلزم استغلالها للضغط على مدرب المنتخب الوطني الأول، لاختيار أفضلهم على الأقل في الاستحقاقات المقبلة.

وستكون «الشان» فرصة للاعبي البطولة الوطنية لإظهار مكانة الدوري المغربي، كقوة كروية قادمة وهو الذي باتت أنديته تحصل على البطولات القارية بشكل دائم، من خلال النهضة البركانية والوداد الرياضي والرجاء الرياضي، خاصة أن البطولة الوطنية احتلت في أكثر من مناسبة الصف الأول في الاستفتاء الذي تعلنه «الكاف» بشكل سنوي.

«الشان» قد تكون مناسبة للعديد من اللاعبين الاحتراف خارج المغرب، خاصة أن مجموعة من وكلاء اللاعبين والأندية يقومون بمتابعة المسابقة من مدرجات الملاعب المحتضنة للتظاهرة وشاشات التلفاز أيضا، باعتبار السوق الكروية الإفريقية مغرية لهم ويجنون من خلالها العديد من الأموال، لضعف المطالب المالية لأنديتهم مقارنة مع ما تضعه الأندية الأوروبية والخليجية لجلبهم، ما ينذر بإمكانية رحيل بعض اللاعبين عن فرقهم، بعد انتهاء المسابقة، كما وقع في العديد من نسخ بطولة أمم إفريقيا للمحليين مع مجموعة من اللاعبين المغاربة.

 

السكتيوي: احترت في اختيار تشكيلة المنتخب

اعترف طارق السكتيوي بأنه احتار في اختيار لائحة المنتخب الوطني المحلي، خاصة بعد سمحت له الإدارة التقنية الوطنية بالاستعانة بكل لاعبي الدوري الوطني الاحترافي، وليس وفق النظام السابق المتمثل في اللاعبين المزدادين سنة 2000 وما فوق، مؤكدا أن التعديل الجديد كان سيكون في صالح المنتخب، لكنه كان أمام اختيار صعب، خاصة أن الضرورة فرضت عليه اختيار أسماء لم يسبق الاشتغال معها للقانون السابق، لكن مردودها مع أنديتها خلال الموسم الماضي فرض عليه استدعاءها.

وقال السكتيوي، في الندوة الصحفية التي عقدها، يوم الأربعاء الماضي، بمركب محمد السادس لكرة القدم، إنه واجه صعوبات جمة قبل حسم لائحة «الأسود المحلية» الخاصة بـ»الشان»، معتبرا أن هذه الكأس الإفريقية تأتي في ظرفية صعبة، بسبب انتقالات اللاعبين بالأساس، مؤكدا أنه كان يعتقد أنه من الممكن أن يغادر 3 لاعبين على الأقل، لكنه تفاجأ برحيل عشرة لاعبين مما كان يعتمد عليهم في التحضيرات السابقة.

وأشار السكتيوي إلى أن مطالب الجمهور المغربي باتت مرتفعة للنتائج الكروية المحققة في السنوات الأخيرة، معترفا بكون الأمر هو جيد بالنسبة إلى الجماهير، لكنه صعب على المدربين واللاعبين، لكنه يمنحهم تحفيزا لمواصلة الإنجازات، معتبرا «الشان» المقبلة فرصة لمواصلة إنجازات المغرب أخيرا في جميع الفئات السنية، سواء على مستوى الذكور أو الإناث.

وعن قلة ظهوره إعلاميا، برر طارق السكتيوي ذلك برغبته في عدم كشف المعلومات للخصوم، وهذه طريقته منذ أولمبياد باريس، وبالنسبة إليه منحته نتائج مُرضية، رغم تأكيد احترامه لجميع مكونات رجال الإعلام.

يذكر أن المنتخب الوطني المحلي سيشارك في «الشان» المقبلة ضمن المجموعة الأولى، التي ستجرى مبارياتها في العاصمة الكينية نيروبي، إلى جانب منتخبات كينيا (البلد المنظم)، أنغولا، جمهورية الكونغو الديمقراطية، وزامبيا.

 

 

 

 

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى