شوف تشوف

الرئيسيةخاص

الانتخابات الرئاسية التركية.. «لا غالب ولا مغلوب»

المرور إلى الجولة الثانية بعد حصول أردوغان على 49.51 في المئة مقابل 44.88 في المئة لأوغلو

لأول مرة في تاريخ الانتخابات الرئاسية التركية، تستعد البلاد للمرور إلى جولة إعادة، بعدما خرج المرشحان البارزان رجب طيب أردوغان و كمال كليجدار أوغلو، في الجولة الأولى، بنتيجة تؤكد عدم حصول أي من المتنافسين على الأغلبية المطلقة، بحيث جاء الرئيس التركي في المرتبة الأولى بنسبة 49.51 في المئة، متبوعا بمنافسه الرئيسي في التحالف المعارض بنسبة 44.88 في المئة. ويتوقع أن المنافسة في جولة الإعادة، المقررة يوم 28 من شهر ماي الجاري، لن تكون سهلة على الرئيس المنتهية ولايته، أمام منافسه مرشح تحالف الأمة، الذي يبدو متفائلا بالفوز في الجولة الثانية.

سهيلة التاور

لم يتمكن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مرشح حزب العدالة والتنمية، من الفوز بالأغلبية المطلقة في الانتخابات الرئاسية، التي جرت يوم الأحد الماضي، رغم حلوله في المرتبة الأولى متبوعا بمنافسه الرئيسي زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو. ويقتضي الفوز برئاسة الجمهورية التركية من الجولة الأولى حصول أحد المترشحين على نسبة تتجاوز 50 في المئة من أصوات الناخبين.
وكان المجلس الأعلى للانتخابات في تركيا، بعد فرز أكثر من 99 في المئة من الأصوات، قد أفاد بأن الرئيس رجب طيب أردوغان حل في المرتبة الأولى، متقدما على منافسه الرئيسي مرشح حزب الشعب الجمهوري وتحالف الأمة المعارض في الانتخابات الرئاسية، إذ حصل على 49.51 في المئة، مقابل حصول كليجدار أوغلو على 44.88 في المئة، في حين حصل سنان أوغان على 5.17 في المئة من الأصوات ثم المرشح محرم إنجه الذي حصل على 0.44 في المئة من أصوات الناخبين.
وتأتي هذه الانتخابات بعد بلوغ حزب العدالة والتنمية، الذي يتزعمه الرئيس رجب طيب أردوغان، عشرين سنة في السلطة بتركيا، في ظل ما شهدته البلاد خلال الأعوام الأخيرة من تضخم اقتصادي ونزاع حول السياسية الخارجية لأنقرة، وآثار الزلزال المدمر الذي أودى بحياة أكثر من 50 ألف شخص في فبراير الماضي.
وكان أحمد ينار، رئيس المجلس الأعلى للانتخابات، قد أعلن، أول أمس الاثنين، النتائج شبه النهائية عقب الانتهاء من فرز أكثر من 99 في المئة من الأصوات واحتساب أصوات الاقتراع في الخارج.
ولأن الفوز في الانتخابات الرئاسية التركية يقتضي أن يحصل أحد المرشحين الرئيسيين على أكثر من 50 في المئة من الأصوات، بحسب القوانين الانتخابية في البلاد، فإن النتائج المعلنة فقد أعلن المجلس الأعلى للانتخابات عدم حصول أي مرشح في الانتخابات الرئاسية على الأصوات الكافية لفوزه، وعليه تقرر إجراء جولة ثانية يوم 28 ماي 2023. وهي سابقة في تاريخ الجمهورية التركية الحديثة، بحيث رجحت النتائج الانتخابية الرئاسية اتجاه الفائزين الأولين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومنافسه كيليجدار أوغلو إلى جولة ثانية لحسم الفائز بينهما بمنصب الرئيس المقبل للجمهورية.

تصريحات أردوغان
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الانتخابات الرئاسية شهدت عرساً ديمقراطياً، لافتاً إلى «تفوقه في هذه الانتخابات». وقال في كلمة له أمام مناصريه في مقر حزب العدالة والتنمية في العاصمة التركية، أنقرة، إن «الشعب التركي هو الفائز أياً كانت نتيجة الانتخابات».
كما أشار أردوغان إلى أن «نسبة المشاركة في هذه الانتخابات لا مثيل لها في العالم، ولا يمكن لأحد إفساد هذا المشهد الانتخابي لحسابات سياسية ضيقة».
وطلب الرئيس التركي المرشح للانتخابات الرئاسية الجارية، من جميع الناخبين «النضج الديمقراطي»، مضيفاً أن «الحملات الانتخابية باتت خلف ظهورنا وشعبنا قال كلمته اليوم».
وأضاف أردوغان أنه وحزبه «لم يدخلا في حلف إلى جانب الإرهاب والإرهابيين، ولم يأخذ أية تعليمات إلا من الشعب التركي»، متابعاً أن «الأغلبية من الشعب التركي أيدتهم في هذه الانتخابات».
وشدد على «عدم ترك نهضة تركيا واستقرارها وديمقراطيتها في منتصف الطريق»، وأضاف: «سنعمل لإحياء أمل شبابنا من صباح الغد».
وفي ختام كلمته، شكر أردوغان كل من شارك في الانتخابات، وتابع بالقول: «نحن نحترم قرار شعبنا إذا أراد الذهاب إلى جولة ثانية من الانتخابات».

تصريحات كليجدار أوغلو
تعهد كمال كيلجدار أوغلو منافس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في ساعة مبكرة من صباح أول أمس الاثنين، بالفوز عليه في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، بعد أن أظهرت النتائج شبه الكاملة أن أيا من المرشحين لم يحقق نسبة 50 في المئة زائد صوت المطلوبة.
وقال رئيس حزب الشعب الجمهوري للصحافيين «إذا كان قرار أمتنا إجراء جولة ثانية، سوف نفوز بها حتما»، مضيفا أن «إرادة التغيير في المجتمع أعلى من 50 في المئة».
وتعهد كمال كيلجدار أوغلو بالفوز على منافسه الرئيس التركي في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية. وقال مرشح المعارضة في انتخابات الرئاسة التركية إنه سيقبل قرار الشعب بإجراء جولة إعادة، وقال إن الرئيس رجب طيب أردوغان لم يحقق النتائج التي كان يرغبها في الانتخابات يوم الأحد الماضي.
وذكر كليجدار أوغلو في تصريحات جنبا إلى جنب مع زعماء أحزاب أخرى في تحالفه أنه سيفوز على أردوغان إذا أجريت جولة إعادة.

أوغان يدعم أوغلو
صرح المرشح الرئاسي سنان أوغان، مرشح تحالف «الأجداد»، بإمكانية دعمه للمرشح الرئاسي كليجدار أوغلو في حالة الذهاب إلى جولة الإعادة بالانتخابات الرئاسية، وذلك في حالة لم يتم تقديم أي تنازلات للطرف الكردي.
وقال أوغان في تصريحات صحفية إن محاربة الإرهاب وإعادة اللاجئين هي أهم نقاطه للتفاوض لدعم أردوغان أو كليجدار أوغلو. وأضاف المرشح الرئاسي أن تحالف المعارضة الرئيس لم يكن قادرًا على إقناع الناخبين بإمكانية حل مشكلات تركيا.

أصوات غير محسوبة
صرح مسؤول كبير في المعارضة بأن حزب أردوغان كان يثير اعتراضات على بعض الأصوات، مما أخر ظهور النتائج الكاملة.
ومن جهته، كان رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو قد قال إن سبعة ملايين من الأصوات تم حجبها عن عملية الفرز، بسبب هذه الاعتراضات، وقد جاءت جميعاً في معاقل المعارضة. مضيفاً أنه تكتيك استخدمه حزب أردوغان في آخر سبعة أو ثمانية انتخابات، على حد زعمه.
وبدوره، كان كليجدار أوغلو قد علق على ما يحصل قائلاً: «إنكم تعيقون إرادة الشعب»، ورفع صوته في خطاب مقتضب ولكن قوي. ولم يقل منافس أردوغان من كان يحاول التلاعب بنتيجة التصويت، لكن من الواضح أنه كان يقصد حزب العدالة والتنمية. ودعا متطوعي أحزاب المعارضة والمسؤولين مرة أخرى إلى مواصلة مراقبة الفرز، قائلاً: «نحن هنا حتى يتم احتساب كل صوت».

الانتخابات البرلمانية
تشير نتائج الانتخابات البرلمانية التركية، التي أجريت مع الاقتراع الرئاسي، إلى تقدم تحالف الجمهور الذي يضم حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية وأحزابا أخرى بفوزه بأغلبية مقاعد البرلمان بعد فرز أزيد من 99 في المئة من أصوات الناخبين، فيما حصل تحالف الشعب المعارض بقيادة كمال كليجدار أوغلو على 35.12 في المئة من أصوات الناخبين.
وحصل تحالف العمل والحرية على 10.53 في المئة، وجاء تحالف الأجداد في المرتبة الرابعة بعد حصوله على نسبة 2.45 في المئة.
وبلغت نسبة الإقبال على التصويت في الانتخابات التركية التي أجريت يوم الأحد الماضي 88.92 في المئة في الداخل و52.69 في المئة في الخارج. وتعد هذه الانتخابات من بين الأكثر أهمية في تاريخ تركيا الحديث الممتد على مدى 100 عام.
وأدلى الأتراك بأصواتهم في أكثر من 191 ألف صندوق اقتراع في 81 ولاية من أجل انتخاب رئيس جديد للبلاد لمدة 5 سنوات، واختيار أعضاء البرلمان البالغ عددهم 600 نائب. ويبلغ عدد الذين يحق لهم التصويت 60 مليونا و697 ألفا و843 ناخبا، منهم 4 ملايين و904 آلاف و672 ناخبا التحقوا بمن لهم أحقية الاقتراع لأول مرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى